#إدارة_نباتية
تخيل لو إن الشجر، بدل ما يطرح ورقه بهدوء أو يرمي بذوره عادي، كان بيعدي بمخاض زي البني آدمين! تخيل الشجرة وهي بتتلوى وأغصانها بتتهز من الألم، والجذع بيترعش وهي بتولد ثمرة جديدة أو فرع جديد!
كان زماننا بنسمع صراخ الشجر في الغابات، وكان الربيع يبقى موسم ولادة مؤلم بدل ما يكون موسم الجمال والتجدد. تخيل إن الفلاحين بدل ما يستنوا مواسم الحصاد براحة، كانوا بيتحملوا أصوات الشجر وهو بيولد، ويمكن كنا هنلاقي شجرة تانية بتطبطب على اللي جنبها وتواسيها!
ولو كان للشجر مخاض، كان ممكن يبقى عنده أمومة؟ الشجرة اللي ولدت تفاحة، هل كانت هتفضل حزينة لما تقع من عليها؟ ولو فرعها تكسر، هل كانت هتحس بيه كأنه ابنها اللي راح؟ يمكن كنا هنلاقي أشجار بتخاف تطرح من كتر الألم، وأشجار تانية بتستحمل عشان تعرف معنى الحياة اللي جوّاها.
بس يمكن كمان، لو الشجر كان عنده مخاض، كان البشر هيحسوا بيه أكتر. يمكن كنا هنقطع الخشب بحرص، ونقطف الثمار بإحساس، ونبص للأشجار مش بس كمصدر للأكل والظل، لكن ككائنات حية عندها مشاعر وأوجاع، حتى لو كانت مختلفة عننا.
الشجر بيعيش ويموت في صمت، بيطرح ويفقد أجزاء منه من غير صراخ أو دموع. يمكن ده تعبيره الخاص عن القوة والصبر، ودرس لينا إن الحياة بتكبر وتزدهر، حتى لو كان ده بيحصل بهدوء ومن غير ما نحس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق