الأربعاء، 25 يونيو 2025

ضحك عليك اللي قال: الشجر (مش) بيقف على حد


#إدارة_نباتية 

اللي بيقولك الشغل مش بيقف على حد غالبًا بيكون يا بياع شعارات، يا حد عايز يطمن نفسه إنه يقدر يكمل من غيرك، وده كلام ممكن يبقى حلو في الكتب، بس في الواقع؟ لأ، مش دائما صح.

الشغل بيقف، وبيتهز، وبيتبهدل كمان لما الناس الصح تمشي.

الناس اللي بتشتغل بضمير، اللي قلبها على الشغل كأنه بتاعها، اللي بتفكر وتخطط وتصلح من غير ما حد يقولهم. الناس دي بقت عملة نادرة، ومش أي حد بيعرف يعوضهم.

الناس الأمينة اللي مش بتشتغل لمجرد القبض، لكن بتشتغل علشان بتحب تسيب أثر حلو، الناس اللي اتربت على الأصول، بقت تقلّ، ولما بتسيب مكان، سابوا وراهم فراغ صعب يتسد.

يعني الشجرة فعلاً مش بتكبر لوحدها. الشجرة محتاجة اللي يرويها، اللي يسندها وقت العواصف، اللي يوافق على التغير و يشيل فرعها اليابس، اللي يشوف فيها أمل ويفضل يسمدها و يراعيها لحد ما تطرح.

فـلما الناس دي تمشي، الشجرة ممكن تفضل واقفة شوية، بس مش هتطرح تاني بنفس الطعم ولا بنفس الغزارة.

واللي ييجي بعدهم، لو مفهمش قيمتها، ممكن يرويها زيادة فتعفن، أو يسيبها تنشف من غير ما يحس.

فبلاش نضحك على نفسنا، ونقول الشغل مش بيقف على حد. الشغل الحقيقي مش ماكينه، دا حياة، وشراكة، وقيم، والناس اللي بتعرف تحافظ عليه وتكبره. دول مش أي حد.

ولو لقيت حد شاطر، محترم، أمين، و متربي، حافظ عليه علشان هو اللي هيحافظ على الشجر عندك و يخليه يكبر.

كيف سعيت للحصول على أول ترقية؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#النمو_المهني#التقدم_والترقيات


كان واضح من أول يوم إني مش جاي أقعد على المكتب وخلّص ورقي وخلاص. أنا جاي أبني مشوار، وأعمل لنفسي مكان مايتنسيش. أول ترقية؟ ماكنتش مجرد حلم. كانت هدف واضح وحاطط عليه خطة.


مكنتش بستنى حد يوجهني، كنت بدور على الفرص بإيدي، بمسك المهام اللي الكل بيهرب منها، وبنجح فيها. كنت بشتغل في صمت، لكن نتائجي كانت بتتكلم بصوت عالي. وكنت دائما بساعد زمايلي من غير ما أقول مش شُغلي، لإني مؤمن إن الترقية مش بس مجهود فردي، الترقية كمان بتقيس روح الفريق.


ما اعتمدتش على المجاملات، ولا قربت من حد علشان يلمعني. اعتمدت على شغلي، على التزامي، وعلى إن كل يوم أكون أحسن من اللي قبله. كنت بروّح متأخر مش علشان الترقية، لكن علشان ضميري. وكنت بذاكر شغلي، وبتعلم الجديد، وبطور من نفسي، حتى لو مفيش مدير شايف، أنا شايف. وشايف إن ده استثمار طويل المدى.


لما جه وقت التقييم، ماطلبتش الترقية بإلحاح، أنا كنت متجهز لها. مشيت وأنا واثق، دخلت الاجتماع وقلت: أنا شايف إني جاهز للخطوة الجاية، ودي إنجازاتي، وده تأثيري في الفريق، وده الفرق اللي عملته.


وأخدتها. مش من باب المجاملة، لكن من باب الاستحقاق. و كانت هي الترقية الوحيدة إللي جاتلي.


اللي اتعلمته؟ الترقية ما بتتطلبش بالكلام كتير، الترقية بتتطلب بشغل حقيقي، ووعي بنفسك، وصبر. ولو ماجتش بدري؟ خليك جاهز لها. علشان لما تيجي، تكون إنت قدها، وقد اللي بعدها كمان.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الثلاثاء، 24 يونيو 2025

يعني إيه مقياس جودة سنين العمر المعدّلة؟


#شغل_سرطان 


في طريقة كده بتستخدمها حكومات كتير وشركات تأمين صحّي علشان تحدد هتوفّر علاج ولا لأ، والطريقة دي بتعتمد على حساب تكلفة كل سنة زيادة في عمر المريض بسبب علاج جديد. بس مش بس كده، هما كمان بيحسبوا جودة الحياة في السنة دي.


يعني إيه جودة الحياة؟


يعني المريض مش بس يعيش، لأ كمان يقدر يعتمد على نفسه، يشتغل، ينتج، يعيش طبيعي من غير ما يكون عبء على اللي حواليه.


يعني مثلاً لو فيه علاج كيماوي جديد بيزود عمر المريض سنة، بس السنة دي المريض مش هيقدر يعيش فيها حياة طبيعية وجودة حياته فيها ٥٠٪، فهنا بنقول إن قيمة السنة دي هي نص (٠.٥) مش واحد كامل.


الفكرة من المقياس ده إنهم يقدروا يقارنوا ما بين العلاجات المختلفة ويشوفوا أنهي أحسن.


يعني لو فيه علاج كيماوي رخيص بيزود العمر ٣ شهور بس، هل هو فعلاً أحسن من جراحة أو إشعاع غالي؟

ممكن الجراحة تبقى غالية، بس المريض بعدها يرجع لحياته بسرعة ويعيش كأنه ماكانش تعبان، فيكون العائد أكبر حتى لو التكلفة أعلى.


لما نحسبها صح، ممكن نلاقي إن العلاج الغالي أحسن لما نوزع تمنه على عدد سنين الحياة اللي بيديه للمريض وجودة الحياة في السنين دي.


و يبقى الأمل ...

لما حسيت إن ترقيتي تأخرت رغم استحقاقي لها


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#النمو_المهني#التقدم_والترقيات


لما كنت موظف، كنت بشتغل بإخلاص، وبدي أكتر من المطلوب مني، مش علشان لفت نظر أو مجاملة، لكن علشان دي طريقتي. دائما بحب أسيب بصمة.


كنت بشوف الزملاء حوالي بيتقدموا، بيترقوا، وأنا واقف في مكاني. رغم إني كنت بعمل زي شغلهم، وبرضه كنت سابق بخطوة، لكن الترقية مابتيجيش.


وفي لحظة ما، حسيت بالظلم. مش علشان الفكرة في الترقية بس، لكن علشان الإحساس إن تعبك مش واخد التقدير اللي يستحقه. كنت كل يوم بقوم من نومي وأسأل نفسي: هو أنا بشتغل ليه؟ وإمتى المقابل ييجي؟


بس الحقيقة. أنا ما استنيتش التقدير علشان أكمل. لأني اشتغلت على نفسي أكتر، وطورت مهاراتي، ووسعت فهمي، وزرعت قيمة جوايا أكبر من أي منصب أو لقب. و إستقلت ...


الترقية اللي اتأخرت، خلتني أكتشف إن قيمتي مش في اللقب، لكن في اللي بقدمه، في اللي بتعلمه، وفي بصمتي.


وفي الآخر؟ الترقية جات. في مكان تاني،  بس لما جات، ماكنتش فرحان بيها زي ما كنت فاكر، لأني كنت خلاص كبرت من جوايا، وعديت المرحلة دي.


اللي اتعلمته؟ متسيبش تأخير التقدير يكسرك، خليه يقويك. متقيسش نفسك بخطوات غيرك، امشي على خطك إنت، وثق إنك لو بتشتغل صح. فكل تأخير، له توقيت.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الاثنين، 23 يونيو 2025

محدودية الإفتتان ولامحدودية العاطفة


#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

في بداية أي علاقة زوجية، بتبقى حالة الافتتان هي المسيطرة. شعور زي شرارة كده بتخلينا نشوف الحبيب أو الحبيبة كأنهم ملاك نازل من السما. الحلو بيبقى أحلى، والعادي بيبقى مميز، والعيوب؟ ولا كأنها موجودة. بس الحقيقة اللي ما بنحبش نسمعها في الأول هي إن حالة الافتتان دي لها تاريخ صلاحية.

مع الوقت، بتهدئ الشرارة شوية، ويمكن كمان تختفي. وهنا ناس كتير بتقف وتبدأ تسأل: إيه اللي حصل؟ هو(هي) ما بقاش (ما بقتش) زي الأول ليه؟ الحقيقة هي إن الافتتان عمره محدود، وعادي جداً إنه يقل مع الوقت. دي طبيعة بشرية مش حاجة غريبة.

لكن، وهنا النقطة اللي بتفرق بين العلاقة السطحية والعلاقة الحقيقية، فيه حاجة أكبر وأعمق: اسمها العاطفة. العاطفة مابتخلصش، دي كمان بتكبر وبتتطور لو إحنا عرفنا نغذيها. العاطفة بتعتمد على الفهم، التقدير، واللحظات اللي بنبنيها مع بعض يوم ورا يوم.

في فترة الافتتان، بنحب الصورة المثالية اللي رسمناها للطرف التاني. لكن لما ده يهدئ، العاطفة بتدينا فرصة نحب الشخص على حقيقته، بعيوبه قبل مميزاته. لما نختار إننا نكون معاه حتى في لحظاتنا الصعبة، ولما نلاقي نفسنا بنعمل مجهود علشان نسعده وهو بيعمل نفس الحاجة معانا، هنا بنلاقي المعنى الحقيقي للحب.

كمان العاطفة مالهاش حدود لو إحنا عرفنا نديها الاهتمام اللي تستحقه. يعني لما نختار إننا نفضل نحاول نفهم بعض، نسمع بعض، ونحترم اختلافاتنا، بنلاقي إن علاقتنا بتتجدد كل يوم. مش شرط تكون زي الأفلام ولا القصص الخيالية، لكن هتكون علاقة فيها عمق وراحة وأمان.

الحب الحقيقي مش إنه يبقى كله شرارة طول الوقت. الحب الحقيقي هو إنه يكبر معانا، يتشكل ويتغير مع الوقت، ويبقى أعمق كل ما عدت الأيام. افتتانك بالشخص اللي قدامك ممكن يهدئ، لكن لو فيه عاطفة حقيقية، هتفضل تدفع العلاقة دي للأمام. لأن العاطفة ببساطة... لا محدودة.

دور الانفتاح على التغيير في نجاحي بالوظيفة الجديدة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#وظيفة_جديدة


لما بدأت في وظيفتي الجديدة، كان قدامي طريقين: يا إما أقاوم التغيير وأفضل متمسك بطريقتي القديمة، يا إما أنفتح على اللي جاي وأتعامل معاه بعقل مفتوح. اخترت الطريق التاني. واخترته بكامل وعيي وقوتي.


عارف يعني إيه تكون ناجح في شغلك القديم، وليك أسلوبك وطريقتك، وفجأة تلاقي نفسك في بيئة مختلفة؟ كل حاجة حواليك بتقولك اتغير، وفي صوت داخلي بيقولك خليك زي ما أنت.


لكن الحقيقة؟ النجاح مش في إنك تفضل زي ما أنت، النجاح في إنك تعرف إمتى تتغير، وإزاي تتغير، ومن غير ما تخسر نفسك.


الانفتاح على التغيير كان سلاحي. بدأت أسمع أكتر ما أتكلم، أتعلم من اللي حوالي حتى لو كانوا أصغر مني، وأجرب طرق جديدة حتى لو مش مرتاح لها في الأول.


ما أخدتش موقف دفاعي، ما قلتش إحنا كنا بنعمل كده أحسن، لا.  قلت طب نجرب كده ونشوف، ومن التجربة للتجربة، بدأت ألاقي نفسي وسط الفريق، وأحقق نتا~ج، واشتغل بكفاءة أعلى.


التغيير ماكنش ضعف. التغيير كان شجاعة. والانفتاح ماكنش تنازل. الانفتاح كان وعي.


أنا نجحت مش علشان كنت بعرف أشتغل، لكن علشان كنت بعرف أتعلم من جديد، وأتطور، وأتشكل على حسب المكان، من غير ما أفقد هويتي.


والنهارده؟ شايف نفسي وسط الفريق كعنصر فعال، مؤثر، ومسموع. وده ماكانش هيحصل، لولا إني كنت منفتح على التغيير، ومستعد أبدأ من جديد. بعقل كبير وقلب أقوى.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


الأحد، 22 يونيو 2025

العفاريت بتخاف منك يا بابا


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

كنت صغير وبخاف من الضلمة، من صوت الباب لما يزيق، من الهوا وهو بيخبط في الشباك. كنت بخاف من حاجات ملهاش ملامح. وكنت دائما أفتكر إن تحت السرير فيه عفريت، وإن الدولاب بيستخبى جواه حد، وإن الحمام بالليل بيتحول لحاجة مش طبيعية.

بس كنت أول ما أنادي: يا بابااااا، أسمع صوتك جايلي، بسمع صوت خطوتك، وباب الأوضة بيتفتح. كانت فجأة الدنيا تنور، والهدوء بيجي، والقلب بيهدئ.

كنت ببص عليك، وإنت داخل تقول:مالك يا بطل؟ و ما كنتش برد، بس كفايه إنك موجود. كفايه إنك هنا.

لما تقوللي: نام، متخفش العفاريت بتخاف مني، كنت بصدقك تماما، مش بس علشان أنا طفل، لكن علشان كنت شايف فيك حاجة ما بتتهزش، شايف فيك البطل اللي بيحارب من غير سيف، وبيكسب من غير دوشة.

يا بابا أنا كبرت دلوقتي. و بقيت أنا اللي بحوش عن عيالي العفاريت، و بقولهم بنفس نبرتك: نامو يا حبيبي، العفاريت بتخاف من أبوكم.

بس الحقيقة؟ أنا لسه لما الدنيا تضلم عليا، و لما بخاف من قرارات الحياة، و لما بأتوه بين المسؤوليات، لسه ببقى محتاج أفتكر صوتك، و أفتكر إنك كنت دائما هناك. مستني ألقاك علشان أسألك أعمل إيه. أخذ نصيحه حقيقية، من غير لف ولا دوران.

ربنا يرحمك يا أبويا، و يرحم كل أب خلى أولاده يصدقوا أن فعلا العفاريت بتخاف منه.

لما حسيت إني بدأت من الصفر في شغل جديد


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#وظيفة_جديدة


أكتر لحظة بتختبر فيها نفسك بجد، هي لما تسيب مكان كنت فيه نجم، وتروح شغل جديد تحس فيه إنك رجعت أول السطر. بتبدأ من الصفر، والكل بيبص لك كأنك لسه متخرج، حتى لو كان عندك خبرة سنين.


أنا عديت اللحظة دي، وحسيت بيها بكل تفاصيلها. داخل المكان الجديد، لا حد عارف أنا مين، ولا حد فاهم أنا كنت إيه. الأسامي مش مألوفة، السيستم مش واضح، وطريقة الكلام فيها رموز مش مفهومة. وبالرغم من كده،  ما خفتش.


آه، كان فيه لحظة إحباط. لحظة سألت فيها نفسي: أنا ليه بسيب مكانعندي فيه خبرة، و أجي هنا أبدأ من تحت؟ بس الرد جالي من جوايا: علشان اللي عايز يكبر بجد، لازم يمر من هنا، من بداية جديدة تختبر قوته من غير أي مجاملة.


بدأت أتعامل مع كل حاجة على إنها فرصة تعليم. كل موقف درس، وكل عقبة خطوة. بطّلت أقارن بين القديم والجديد، وركزت على اللي قدامي. ماستسلمتش للإحساس إني مش في مكاني، وخليت كل يوم يعدي وأنا باثبت إني إضافة، مش مجرد موظف جديد.


اللي اتعلمته؟ إنك لما تبدأ من الصفر، متنساش إنك جاي بخبرة، مش فاضي. وده الفرق بين اللي بيقع في أول الطريق، واللي بيكمل ويعمل لنفسه مكان جديد من غير ما ينسى هو مين.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/


السبت، 21 يونيو 2025

مش بصريخ و لا بصواريخ


#بقايا_أفكاري 

في يوم كده، صحينا من النوم، الدنيا فيه مكتومة، مفيش هواء. لا في نسمة بتهز الستارة، ولا في نفس يملى الصدر، ولا بقى في حتى صوت للمراوح.

الكوكب كله من غير هواء، كإنه زهق و قال كفاية. بس مش بأعلى صوت، قالها بهدوء قاتل. قفل المحبس المجاني، اللي محدش واخد باله منه. وقف حركة الهوا.

الناس نزلت الشوارع تدور على الهوا زي المجانين، وكل واحد بيبص للسماء و هو مخنوق كأنه بيستعطفها. الأمهات بتدعي، الأطفال مش قادره تتنفس، الكبار بيكحوا وكأنهم بيطلعوا آخر رمق. 

محدش فاهم حاجة. فيه حاجة أغرب من العادي. الكوكب من غير هوا. 

الكوكب زهق، آه، زهق من الصريخ اللي مالي السما، و من الصواريخ اللي بتخرب الأرض، من الحروب اللي مالهاش آخر، ومن الكره اللي بقى بيمشي بين الناس و بقى طبيعي. 

الناس الأول خافت، بعدين سكتت، وبعدين بدأت تدور. و فجأة، لقوا الهوا في الجناين. تحت الشجر، جنب الورد، حوالين زرع بسيط الناس كانت ناسيه وجوده. واحد حط كرسي تحت شجره، وابتدى يتنفس. و التاني نزل على رجله و نام في وسط الزرع.

الناس فهمت. الهوا موقفش. الهوا هرب. هرب من صريخنا، من صواريخنا، من كراهيتنا، و راح يستخبّى وسط الهدوء،و وسط الزرع. 

ومن هنا بدأت القصة تتغير. اللي كان بيبني سور، بقى بيغرس شجرة. اللي كان بيشتم، بقى بيزرع. اللي كان بيبص بكره، بقى يبص للجناين ويقول: إحنا إزاي نسينا نعيش؟ الأسطح بقت خضراء، البلاكونات بقت جناين، والشوارع بدأت تبتسم.

ماحدش نسى يوم ما الكوكب قرر أن الهوا يقف. بس كلنا اتعلمنا إن الهوا مش حق مضمون. الهوا محتاج تعاون، والتعاون محتاج سلام. والسلام بيبدأ بزرعة، بشجرة، بجناين مفتوحة، مش بصريخ، ولا بصواريخ.

تحديات بناء علاقات جديدة مع الزملاء


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#وظيفة_جديدة


لما بدأت في شغل جديد، كنت عارف إن التحدي مش بس في المهام اللي مطلوبة منِّي، ولا في فهم السيستم، ولا في إثبات نفسي… التحدي الأكبر كان في الناس. إزاي أكوّن علاقات؟ إزاي أدخل وسط مجموعة زمايل قدامهم تاريخ طويل وأنا لسه جديد؟


الموضوع ماكنش سهل. في ناس بطبعها منغلقة، وفي ناس بتقيّمك على أول انطباع، وفي ناس شايفة إنك ممكن تكون تهديد ليها. وأنا؟ أنا جاي بحب، وطموح، ونية إننا نشتغل مع بعض وننجح كلنا. بس للأسف، النوايا لوحدها مش كفاية.


فكان لازم أستخدم أقوى حاجة عندي: الصبر. بدأت أسمع أكتر ما أتكلم، أشارك من غير ما أفرض نفسي، أساعد لما أقدر، وأقول "ماعرفش" لما فعلاً ماعرفش. واحدة واحدة، بدأت الحواجز تقع.


فيه اللي لقى فيا سند، وفيه اللي لقى منافس محترم، وفيه اللي لسه بيختبرني لحد النهارده… وده طبيعي. المهم إنِّي ما غيرتش من طبعي، ولا لبست وش مش بتاعي علشان أندمج.


الناس بتحس بالصدق، حتى لو ما قالتش. وأنا كنت صادق في نيتِي، وفي وجودي، وفي تعاملي معاهم. وده اللي خلى بناء العلاقات ياخد وقت، لكن يبقى حقيقي.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/



الجمعة، 20 يونيو 2025

كيف تأقلمت مع ثقافة العمل المختلفة؟


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#وظيفة_جديدة 


لما دخلت الوظيفة الجديدة، كان الموضوع في الأول صدمة شوية. طريقة الشغل مختلفة، القوانين غير القوانين الي انا متعود عليه، حتى الهزار والنفوس مختلفة. لكن الحقيقة القوة في شخصيتي بتبان في الأوقات دي تحديداً، في التغيير.


في الأول مراقب، بتفرّج على الناس، بعرف إيه الصح عندهم وإيه الغلط، إيه المعتاد في المكان وإيه المرفوض. لكن ما استسلمتش ولا قلّت همّتي. 


قلت في نفسي: هتعلَّم، هتطور، لكن عمري ما هتغير في الأصل بتاعي ولا في شخصيتي.


فحتى لما كان في ضغط ولا مسؤولية مختلفة، حولت الخوف لطريقة جذب للتعلم. بدأت أسأل إيه سبب طريقة شغلهم كده؟ إيه الأهداف؟ إيه القيم التي بتحكم المكان؟ ومع مرور الأيام، اندمجت في الثقافة لكن على مزاجي أنا، ضمن حدود شخصيتي ومهاراتِي.


والحلو في الموضوع إني طلعت في الآخر بعلاقات قوية، بخبرات مختلفة، وعرفت إني على قد التحدي. تغيير المكان والثقافة لم يقهرني. بالعكس، خلاني أكثر صلابة وثقة في نفسي.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الخميس، 19 يونيو 2025

إدخل من غير ما تخبط ... شهامة رجال متخاصمين


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

فيه نوع من الرجالة بيخليك تحترمه حتى لو إختلفت معاه. رجالة لما بيتخانقوا، سواء بسبب كبير أو حتى تفاهة ملهاش لازمة، بيبقوا عارفين إن الخصام وارد، وإن الزعل إنساني، بس الرجولة الصح مش في الخصام، الرجولة في الباب اللي يفضل دائما موارب.

تلاقي الواحد منهم زعلان، آه، بس سايب الباب مفتوح، مش مقفول ومقفّل عليه بـ 7 مفاتيح... ليه؟ علشان لو التاني حابب ييجي يصالح، يلاقي طريق، يلاقي سكة، ما يحسش إنه محتاج يتذلل أو يستنى حد يشيله ويوديه.

والأجمل، إن التاني برضه بيكون سايب الباب مفتوح، لا هو منتقم، ولا حاطط في قلبه. هو مستني اللحظة اللي ترجع فيها العِشرة والود، من غير وسطاء. هما اتنين عقلهم كبير، عارفين قيمة بعض، وعارفين إن الخلاف عمره ما يقلل من الأصل الطيب.

الشهامة هنا مش بس إنهم يفتحوا الباب، لا، الشهامة الحقيقة إنهم مستعدين يمدوا إيدهم لبعض من تاني أول ما يشوفوا بوادر الصلح، من غير كبرياء أعمى، من غير عناد فارغ، و من غير مشاعر مزيفة.

الناس دي بتحسسك إن الرجولة مش عضلات وصوت عالي. الرجولة سعة صدر، قلب أبيض، ورغبة دائمه في لمّ الشمل. الرجولة إنك تعرف إن الزعل ما بيدومش، العِشرة الطيبة هي اللي تستاهل تحافظ عليها.

الرجالة الجدعان عمرهم ما بيقفلوا الأبواب. يمكن يقفلوها شوية، بس دائما سايبينها مواربة، علشان الصلح يدخل من غير ما يخبط.

أول يوم في وظيفة جديدة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#وظيفة_جديدة


فاكر كويس جداً أول يوم في الوظيفة الجديدة. صاحي بدري على عادتي، لبسي مظبوط على آخر شعرة، داخل المكان بخطوات قوية لكن جواِي في شوية توتر، عادي يعني… بداية جديدة، تجربة مختلفة، مسؤولية أكبر.


وأول ما وصلت على مكتبي، كان في داخلي شعورمختلط بين الخوف والحماس. بخطوات صغيرة لكن واثقة، بدأت أتعرف على الناس حواليَّ، إيه السيستم؟ إيه طريقة الشغل؟ مين الأقسام؟ مين الريس؟ إيه التحديات؟ لكن في وسط الدهشة والخوف كان فيه يقين داخلي إني قدّها. إني هعرف أثبت نفسي في المكان ده برضُه.


يمكن البداية صعبة في الأول، لكن القوة الحقيقة في شخصيتك بتبان في الأوقات دي تحديداً. إنت إيه؟ هتخاف ولا هتواجه؟ هتسيب الخوف يقيدك ولا هتاخد خطوتك للجاي؟ أنا اخترت إني أشتبك، إني أجَرّب، إني أتعلم وأطور في نفسي.


وأول يوم كان البداية… بداية لقصة جديدة في شغلي، تجربة مختلفة لكن ضمن رحلتي في بناء نفسي. عارف إني هغلط في الأول، لكن لازم هتعلم. وعارف إني هنجح في الآخر، لإني عندِي العزيمة على الاستمرارية.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأربعاء، 18 يونيو 2025

الجذور اللي بتثبتنا


#إدارة_نباتية 

كلنا بنتشد للضوء. بندور على اللي فوق، على الحلم، على الحاجة اللي تبان. بس الحقيقة؟ مفيش فرع يقدر يطول من غير جذر ثابت.

الجذور مش منظر. محدش بيشوفها، ومحدش بيصوّرها. لكن هي اللي شايلة، وهي اللي مكمّلة، وهي اللي بتغذّي وبتحمي.

في حياة الإنسان، الجذور دي ممكن تبقى حاجات كتير زي أهلك، تربيتك، ذكريات الطفولة، أول حضن، أول خوف، أول فرحة.

ممكن تبقى القيم اللي كبرت عليها، أو الجدعنة اللي إتعلمتها من أمك، أو السكوت الحكيم اللي اتعلمته من أبوك.

اللي ملوش جذور، أقل ريح تشيله. و أكتر حاجة بتوجع، إنك تفتكر نفسك ثابت، وفجأة تكتشف إنك أصلك مش ثابت.

الجذر مش ضعف، ده أمان. م ش عبء، ده أصل. و كل ما كنت أصدق مع نفسك، كل ما عرفت جذورك فين، هتعرف تروح لفين من غير ما تضيع.

لكن خلى بالك، الجذور مش لازم تفضل هيّ هيّ. فيه جذور بتوجع، جذور مسمّمة، و ساعات الحكمة إنك تعرفها مش علشان تعيش بيها، و لكن علشان تختار تكسر السلسلة، وتزرع لنفسك جذر جديد.

الفرق بين شجرة بتطرح خير، وشجرة ناشفة، هو نوع الجذر. و الفرق بين إنسان بيعدّي في الدنيا، و إنسان بيسيب أثر. هو كمان الجذر.

أكتر حاجة افتقدتها في مكاني القديمة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#ترك_الوظيفة


في وقت كان في حاجة صغيره لكن تأثيرها كان في قلبي أكبر من أي شي. الشيء ده هو اللمة، القاعدة مع الزمايل في البريك، الهزار على الأوضاع في الشغل، والضحك على الموقف العجيب اللي حصل في الاجتماع ولا في الأوراق المبعثرة على المكتب.


يمكن المكان كان فيه ضغط شغل، كان فيه مدير صعب في التعامل، لكن وسط الدوشة دي كان فيه روح وعِشرة بتسند. كان عندِي صحاب في المكان، مش مجرد (كوليج) في إيميلات رسمية. كنا عارفين ظروف بعض، واقفين في ظهر بعض في الأزمات الصغيرة قبل الكبيرة.


سيبت المكان لكن الذكريات دي فضلت في قلبي. برغم التغيير والانتقال، لكن الشيء الأهم في أي شغل هو الناس. اللمة والنفوس الطيبة هي اللي بتخلي المكان له طعم، حتى لو كان ضغط الشغل صعب.


يمكن أبقى في شغلانه أخرى أفضل مادياً، لكن أبداً مش هنسى الأجواء الإنسانية التي عشتها في المكان القديم. في الآخر، الشغل مش بس ورق وأرقام… الشغل علاقات، ذكريات، ومشاركة في النجاح والخسارة.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

الثلاثاء، 17 يونيو 2025

هل السرطان المجرد ... فقير تمرد و لا غني تحرض


#شغل_سرطان 

سؤال في بالي كده: هو الطبقة الإجتماعية للسرطان إيه في الأصل؟ ولا إيه حكايته؟

تخيل معايا كده. في جسم الإنسان خلية صغيرة، ليس لها حول ولا قوة، لكن شافت بعينها الخلايا التانية عايشه في نعمة و رغد، بتاخد الأوضَع والأحسَن في التغذية والنمو. لكن الخلية دي، يا عيني، محرومة، عايشه على الهامش.

فالقصة إيه بقى؟ الخليه الفقيره دي إما بتقع في اليأس والضعف. يا إما بتتمرد على حالها، وتقول: وأنا إيه الفرق بيني وبينكم؟! انا كدا برضه عندي قدرات، هتكاثر، هكبر، و هاخد حقي بالعافيه.

فيبقى عندك سرطان متمرد بسبب الفقر والنقص، خلية صغيرة لكن عندها إصرار على الخروج على القوانين والنظام.

وتخيل برضه في صورة ثانية، سرطان غني، عنده كل شيئ، و لكنه محَرّض. خلية عندها القوة والنفوذ والنعمات لكن بدل ما تساعد الخلايا الأضعف، تستقطب الخلايا حواليها على طريق الفساد. فيقول لها: هاتِي إيدك معايا، نعلي على حساب الكل.

ساعتها الخلايا تتبع الخلية القائدة دي، ويعم الخلل في الأنسجة بسبب التحريض والنفوذ.

القضية في الآخر مش في الخلية صغيرة ولا كبيرة. لكن في طريقة تفكيرها. في التمرد على الأوضاع والنفوس المريضة التي تستقطب غيرها إلى طريق الهلاك.

لما قررت أترك الشغل بسبب عدم توافق القيم


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#ترك_الوظيفة 


في بداية حياتي المهنية، لما كنت موظف، في الأول كان عندِي حماس الدنيا. داخل المكان بحب شغلي، بعافرعشان أثبت نفسي، بحاول أبني إسم ومكانة. لكن مع مرور وقت، إكتشفت الحقيقة المرَّة: القيم في المكان مختلفة عن القِيم اللي أنا مؤمن بيها.


الشغل بقى عبارة عن ضغط على الفاضي، علاقات غير عادلة، ومصالح شبه معقدة بتحكم في الكبير قبل الصغير. الحقيقة إني وصلت لنقطة أصبحت فيها مش قادر أكمل ولا عاد عندِي شغف ولا ارتياح داخلي. كان لازم آخذ القرارالأقوى: إني أنسحب، لكن أنسحب واقف على رجلي، مش هارب ولا خائف. مكنتش محتاج غير إني أدوس على الزرار.


ساعتها قلت لنفسي: إيه قيمة إني أفضل في مكان بخسر فيه نفسي ومصداقيتي؟ إيه معنى النجاح على حساب القيم؟ لازم أبني طريقي على أسس قوية تشبهني أنا، على القِيم التي آمنت بيها وعشت لها.


نعم… كان القرار صعب، لكن كان بداية قوية للجديد في حياتي. سيبت المكان لكن كسبت نفسي. رجعت أبص في المراية وأقول: أنا حر… عندي كرامة ومصداقية، وكده أفضل عندي بكتير.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الاثنين، 16 يونيو 2025

الغيرة ... مزيج من حب و الكراهية



#الزواج_السليم_الزواج_السعيد 

في يوم مشمس و صافي و جميل و الهواء بيخبطك بنسماته العليله. قاعد بمزمز ليمون بالنعناع، مراتي سألتني سؤال لولبي، قالت: عمرو إنت بتغير عليا؟

رديت عليها: بصِي، الغيرة عندِي مش ضعف ولا نقص فيّ، ولا معناها إني بخاف على حاجة في إيدي تطير. لكن غيرتي مختلفة شوية. أنا بحافظ على اللي بحبُه، بخاف عليه، لكن عمري ما بخنق ولا بحبس ولا بخلي العلاقة تتسجن في الخوف.

يمكن المشكلة في الغيرة هي الخوف، الخوف على اللي عندك، على علاقاتك ومكانك في قلب اللي بتحبّهم. لكن الخوف ده لازم يتمّ التعامل معاه بعقل، عشان مينفعش يسيطر علينا ويخنق علاقاتنا. 

الشعراء والفنانين والفلاسفة و الدكاترة حاولوا يجيبوا لها تفسير، لكن في الآخر وصلوا لإن الغيرة عبارة عن خوف على الشخص الأقرب لقلبك.

والغيرة بتحصل لما يجي شخص تاني يهدد الوجود ده، وكأن في حرامي داخل يسرق جزء من شعورك ومكانك عند الشخص التاني. 

لكن يا ترى إيه المميز في الحرامي الجديد؟ عنده حب أكتر أو كراهية أقل؟ الحقيقة فيّ و فيكِ خليط بين الحب والكره، لكن المشكلة في مين يقدر يسيطر على غضبه ويخلي علاقاته تمشي في طريق آمن.

أنا مش بليد ولا عندي برود في مشاعري، ولا بحب التملك ولا المنافسات على مين أفضل ومين أجمد. لكن بحافظ على علاقتي، بزعل لما بخيب ظن شخص فيّ، عندي طموح لكن عمري ما كان عندي هوس أبقى الأول ولا آخذ الكاس ولا أكون أفضل من الكل. أنا مش عاجز ولا صغير.

القوة الحقيقة عندي في الطمأنينة. أنا هادئ ومطمئن لإني كريم في مشاعري، في وقتي، و في جهدي. عشان كده معايا بتحسي بجمال الحياة، حتى لو اخترت غيرِي في الآخر، هتفضلي فاكراني في قلبك، وهتلاقي عندك تفسي الأمان والإحتواء.

فالقضية عندي مش غيرة الخوف و النقص. لكن غيرة حب وعزَّة. و عاوز أقولك، حتى يا حلاوة لو اخترتي غيري، فدائما ما هتلاقي ذكرايا في قلبك مزيجا من الحب والكراهية.

تأثير ترك أصحابي في العمل على حالتي النفسية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف#التغير_والانتقالات_في_العمل#ترك_الوظيفة 


كان عندي صحاب في الشغل بعزّهم جداً. كنا عِشرة على المكتب، في الهزار والجد، في ضغط الشغل والنجاحات الصغيرة. كنا واقفين في ضهر بعض في الأزمات، عارفين ظروف بعض، آه… كان المكان مليان ذكريات ومواقف عمر واحد مينسيهاش أبداً.


لكن في يوم، واحد ورا التاني بدأ يسيب المكان ويطور في حياته. واحد يروح على شغلانه أفضل، التاني يسافر برا، التالت يغير الكارير خالص. في الأول كان الموضوع صدمة صغيرة، لكن لما بقى يتكرر كتير، بقيت بحس إني واقف في وسط المكان لوحدي. المكان كان مليان بحكاياتهم، لكن دلوقتي بقى فيه كراسي فاضية أكثر من المليانة.


ساعتها رجعت أبص على نفسي: إيه دوري في القصة دي؟ هل أفضل واقف في مكاني ولا آخذ خطوتي أنا كمان؟ لكن الحقيقة، تأثير رحيل الأصحاب على نفسيتي كان قوي جداً. كان فيه إحساس بالوحدة، كأن جزء من المكان أصبح فاضي. لكن القوة الحقيقة في الموقف إني إتعلمت إني لازم أبقى أقوى وأجهّز نفسي للتغيير في أي وقت.


القضية مش في الأفراد اللي بيمشوا، لكن في تأثيرهم على شخصيتك إنت. إنت إيه الدرس اللي هتطلّعه؟ إيه القوة اللي هتجيبها من تجربة زي ده؟ في الأخر، التغيير سنة الحياة، و الأقوي هو اللي يقدر يتأقلم ويكمل في طريقه. 


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الأحد، 15 يونيو 2025

إسمه بالمعكوس و رأسه مكان رجليه


#بقايا_أفكاري 

من كام يوم، كنت واقف في مصلحة بخلّص شوية أوراق، الصبح بدري، عادي يعني، يوم زي أي يوم. و زي أي مصلحة، بتروح تمضي من هنا، و تصور هنا، و تختم من هناك. و هكذا.

و انا في اللفة ده، الحر بدأ يشد، الدنيا زحمه، و التكيف كان مطفي. كل ده مكنش عندي فيه مشكله، أنا بتأقلم بسرعه ، و بستحمل، و خلينا نخلص بأقل الخسائر.

لكن في لحظة ما الموظفه نطقت إسم الشخص اللي هيراجع الورق، و هيمضي على إكتماله، و نخّلص الدوسيه. الإسم نزل عليا زي الماء الساقع. خلاني أستعيد ذكريات مقرفه، و أقول في نفسي، إدا هو ممكن يبقى هنا. هو أنا هعيش القرف بتاع زمان تاني.

بس بعد ما فُقت من الدش الساقع ده، لقيت ان إسم الموظف كان معكوس إسم الشخص المؤذي اللي بعرفُه. و تعجبت، هو ممكن يكون كدا، نفس الإسم، و لكن بترتيب معكوس.

ساعتها سرحت شويه. قلت في نفسي: يا ترى يا عم عمرو، هو كده برضو هيكون مؤذي ولا عشان إسمه بالمعكوس، فشخصيتُه برضو هتكون معكوسه؟ يعني بدل ما يقف في طريقي ويعقدّه، هيسهّله؟

وفعلاً، حصل المتوقع، الموظف كان في منتهى الذوق والجدعنة. سهّل الأوراق و مشهالي، وكأن الأسماء لها تأثير في المعكوس كده. و تخيلت أن رأس المؤذي كانت عند رجلين الموظف، واقف على رأسه، و بيلف، مش عارف ليه.

طبعا ساعتها رجعت لعقلي تاني، و عرفت أن المشكلة مش في الأسماء ولا في الخِلقة ولا في الألقاب. المشكلة في النفوس والنوايا. لكن برضو كان موقف ظريف يستحق إني أقف عندُه شوية وأفكر في العجائب.

لما تركت وظيفة كنت مترددًا أسيبها


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التغير_والانتقالات_في_العمل #ترك_الوظيفة


لما تركت وظيفة كنت متردد إني أسيبها، كان جوايا صراع داخلي رهيب. المكان ده كان فيه جزء من ذكرياتي، فيه علاقات قوية، واتعلمت فيه كتير، لكن في وقت معين وصلت لقناعة إني لازم أخذ خطوة جديدة في مشواري.


ساعتها الخوف كان جزء أساسي في القصة، الخوف من المجهول، الخوف إني أبقى بخطو خطوة غلط، لكن القوة الحقيقة إني خدت القرار بعقلي قبل قلبي. حسبت الخسارات و المكاسب على الورق، لكن في الآخر رجّح عندي إني لازم أجازف عشان أنضج أكثر في شغلي.


وأتذكر إني في آخر يوم في الشغل لمّيت ورقي وحاجتي، سلمت على الأصحاب والنّاس الي علمتني كتير. رجعت البيت في آخر اليوم، لكن رجعت بدماغ مختلفة وعزم إني أبني بداية قوية في المكان الجديد.


ساعتها عرفت أن الخروج مش هروب، الخروج كان بداية عشان أنطلق في طريق أفضل، وأطور نفسي أكثر في تجربة مختلفة.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

السبت، 14 يونيو 2025

كانوا بيعجنوا بعض… دلوقتي بيعجنوا مع بعض


#طريقتي_في_تربية_أولادي 

إبني و صاحبه، كانوا في الأول على أتفه سبب يتخانقوا ويعجنوا في بعض، الهدوم كل يوم تكون متقطعه، و التيشيرت من غير زراير. الخناق كان جزء أساسي في يومهم.

صاحب ابني وابني بيتخانقوا على أي لعبة صغيرة. على الدور في الكرة، لازم الخناقة تقوم والنرفزة تعلي، والعيال تتنرفز على بعض ويزعلوا ويقاطعوا بعض كام يوم. لكن في الآخر يرجعوا و يتصالحو ولا كأن حاجة حصلت.

مع الوقت، و من كتر الخناقات، و بعض النصائح و السلامات، العيال إتعلمت درس مهم جداً: لقو إن قوتهم في إتحادهم، و في الوقوف في ضهر بعض. 

بدل ما يخنقوا في بعض، بقوا يخنقوا في الدنيا، لكن وهُم إيد واحدة، في صف واحد. يعني إيه؟ يعني إذا في حد يقرب من واحد فيهم أو يضايقه، التاني يقف له ويجيب له حقه. 

الخناق موجود كل يوم برضه، لكن بدل ما كان داخلي وبينهم، بقى خارجي على أي شخص يقف في طريق واحد فيهم.

الأولاد إتعلموا أن القوة الحقيقة في التضامن والاتحاد، مش في الخلاف والنزاع. كان في الأول بيعجنوا بعض، لكن دلوقتي بيعجنوا مع بعض. بقوا في ضهر بعض في الأزمات ويحموا بعض في المواقف الصعبة.

والحلو في الموضوع أنك تشوف بعنيك التحول ده. و تشوف مقدار التغير اللي حصل في شخصيتهم، إيه القوة الي اكتسبوها لما عرفوا قيمة الصحوبية والاتحاد. دلوقتي الخناق بقى رمز للعِشرة والجدعنة، مش للعَداء والخصام.

و الجميل في الموضوع، إن كذا طفل تاني بقى يشترك في الشلة علشان يزيدهم قوه و يحتمي هو كمان فيهم.

تخيل بقى كم الوقت و المجهود و المصاريف علشان الواحد يحافظ على عجينة التحالفات ده من غير ما تتفتفت و تبوظ.

كيف كان شعوري يوم استقالتي؟



سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #التغير_والانتقالات_في_العمل #ترك_الوظيفة


كان يوم الاستقالة بالنسبالي يوم مختلط في المشاعّر. كان فيه جزء جواية حاسس بخوف على المستقبل، لكن في نفس الوقت كان فيه جزء أقوى — جزء شايف بداية جديدة، طريق مختلفة، فرص مختلفة في الشغل والحياة.


ساعتها رجلي كانت بتتنفض شويَّات، لكن قلبي كان مليان إصرار إني لازم آخد الخطوة دي عشان أبصّ على نفسي في مراية مختلفة بعد كده. سلمت ورق الاستقالة، ودّعت زمايلي في المكان، وبعضهم كان بيقولي: هتوحشنا لكن إنت عندك قدرات أكبر ولازم تنطلق.


ساعتها رجعت البيت وحسّيت إني حرّ، لكن مسؤول أكثر في اتخاذ القرارات الجاية في مشواري. الخوف كان جزء صغير في القصة، لكن الأمل كان هو الأصل. عرفت إني في آخر اليوم، التغيير لازم في وقتٍ ما، وإن الخروج من منطقة الأمان بداية للتطور والنضج في الحياة المهنية.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الجمعة، 13 يونيو 2025

مرة شعرت فيها بتقدير خاص من الإدارة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #العلاقات_مع_الإدارة #التقدير_والنقد


فاكر اليوم ده كويس جدًا، لأنه مش بس خلاني أفتخر بنفسي، لأ، خلاني كمان أصدق إن التعب ما بيروحش هدر.


كنا شغالين على حملة كبيرة، وكنت ماسك جزء استراتيجي فيها. ضغط، مواعيد، تغيير في آخر لحظة، بس كنت ملتزم، مركز، وبتابع كل تفصيلة بنفسي. خلصنا، والحملة نزلت، ونجحت بشكل غير متوقع… الكل مبسوط، بس أنا ماكنتش متوقع أكتر من كلمة شكر والسلام.


في اجتماع الفريق الأسبوعي، المدير وقف وقال: فيه ناس بتشتغل ونتايجها بتتكلم عنها، وفلان (أنا) واحد منهم… إحنا فخورين بيك وبنشكرك علشان التفاني والنتيجة. وسلّمني شهادة تقدير مطبوعة، موقّعة من الإدارة… قدام الكل.


الموقف ده ماكنش مجرد لحظة مجاملة، لأ، دي كانت لحظة فارقة… أثبتتلي إن التقدير مش بس بيقوّي العلاقة بين الموظف والمدير، لأ، ده كمان بيشحن طاقتي أكتر.


من ساعتها وأنا دايمًا مؤمن إن كلمة شكراً بتفرق، وإن التقدير العلني مش بيدلع الناس، دا بيديهم جناحات.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/

الخميس، 12 يونيو 2025

فورة فكرة


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

في لحظة كده، بتلاقي فكرة بتنط جوا دماغك من غير أي مقدمات، زي شرارة صغيرة بتولع نار كبيرة. الفكرة دي بتبقى أولها حاجة بسيطة جدًا، يمكن حتى ملهاش معنى في الأول، بس مع الوقت بتلاقيها بتكبر، وتملا عقلك كله. 

الفورة دي مش مجرد تفكير عابر، دي زي هزة كده بتصحّيك من جوة، زي ما يكون في حد بيناديك من بعيد، قوم، في حاجة لازم تعملها!

وأنا مؤمن إن كل واحد فينا عنده فكرة فورت دماغه في وقت ما في حياته. اللحظة اللي تحس فيها إنك لازم تتحرك، لازم تغيّر حاجة، أو حتى تبدأ في طريق جديد، مهما كان صغير. المشكلة بقى إن في ناس كتير بتكسل، أو بتخاف، أو بتحس إن الفكرة دي أكبر منهم.

ليه بنخاف من أفكارنا؟! هو يمكن علشان دائمًا أول ما تيجي فكرة كبيرة بتصحبها مخاوف زي: وإذا فشلت؟، أو لو الناس ضحكوا عليا؟. بس بصراحة، أنا شايف إن الخوف ده جزء من الحكاية. الفكرة اللي بتيجي بسهولة، ومفيهاش تحدي، غالبًا مش هي اللي بتغيّر حياتك.

الفكرة لما بتفور جواك، بتلاقي نفسك في صراع بين صوتين: صوت بيقولك: يلا خد الخطوة، وصوت تاني بيحذرك، مش وقته استنى شوية. الحقيقة إن الوقت المثالي مش هييجي لوحده. اللي هييجي هو فرصة، وانت بقى عليك تقرر هتستغلها ولا هتسيبها تضيع.

الفورة دي مش بس عن شغل أو نجاح مادي، دي كمان ممكن تكون عن حاجات صغيرة، زي إنك تحل مشكلة مع حد، تبدأ تهتم بنفسك أكتر، أو حتى تجرّب حاجة جديدة لأول مرة.

النقطة الأهم بقى إنك لما تاخد الخطوة الأولى، هتلاقي الأمور بتتضح واحدة واحدة. مش شرط يكون عندك الخطة كاملة، لأن أحيانًا الطريق بيتضح وإنت ماشي.

فورة فكرة جواك؟ متخليش الخوف أو الكسل يطفّوها. خد الخطوة، جرب، وافتكر دائمًا إن الأفكار الكبيرة بتبدأ بفورة صغيرة.

أهمية الاعتراف بالجهد الجماعي من قبل الإدارة


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل

#لما_كنت_موظف #العلاقات_مع_الإدارة #التقدير_والنقد


فاكر كويس جدًا وقت ما كنا بنشتغل على مشروع وكان محتاج تنسيق بين أكتر من قسم… قسمنا كان شايل شغل كتير، وبنقعد بالساعات بعد مواعيد الشغل، وكل يوم بنطلع بحاجة جديدة بتخدم المشروع من غير ما نشتكي.


يوم العرض النهائي، المدير وقف يشكر قدام الكل، وقال: أنا بشكر الأستاذ فلان على مجهوده الرائع اللي أنقذ المشروع. وكلنا بصينا لبعض… لإن الأستاذ فلان ده كان واحد بس من فريق كبير، وشغله مهم طبعًا، بس المشروع ده ماكانش هيقوم من غير الباقيين.


اللحظة دي خلتني أفهم إن الاعتراف بالجهد الجماعي مش رفاهية… دي مسؤولية. لإن الناس اللي بتشتغل في صمت، وبتكمل بعض، وبتدّي بدون ما تتكلم، لو ماخدتش التقدير، بييجي يوم وتفتر.


أنا كنت دائما مؤمن إن الإدارة اللي بتوزن الكلمة الحلوة زي الميزان، وبتوزع الشكر زي ما بتوزع التوجيه، بتخلق بيئة قوية. الناس بتحب تحس إنها مرئية، إنها مش ترس في ماكينة وخلاص، لكن جزء من كيان اسمه فريق.


من بعدها بقيت دايمًا أقول: لما تحب تشكر، اشكر الكل، لإن اللي وراك بيكملك… والنجاح عمره ما بيبقى فردي.


المقالات هتنزل على صفحتي في لينكدان

https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/


و على صفحتي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar


و كمان هتكون موجوده في البلوج الشخصي 

https://amradelelnashar.blogspot.com/