الأربعاء، 5 يونيو 2024

سماد زراعي ... محاور نمو


عملية التسميد الزراعي تعتبر من اكثر العمليات تعقيدا، فالزرع لا يتكلم و لكن له لغة صامته. فلن تستطيع فهم احتياجاته، الا لو فهمت صمت لغته.

لغة الزرع تعتمد على عدة عوامل منها: كمية الاوراق و شكلها و لونها و توزيعها، و عدد الافرع الجانبية و استقامتها، و شكل الجذور و لونها و رائحتها، و كمية الزهور و معدل الإثمار و نضجهم.

الفكره هنا ان الزرع لا تظهر عليه المشكله الا في حالاته المتأخره، فالزرعه تقاوم الجفاف و تقاوم ندرة المكونات عن طريق تكسير خلاياها و اعادة توزيع المكونات حسب اهمية المرحلة العمرية و الهرمونية بداخلها. فإما ان تنمو او ان تعقد ازهارا لإنتاج الثمار، او ان تنتج اوراقا خضراء في مقابل منع الساق من ان ينمو لاعلى.

و بالتالي فان عملية التسميد يجب ان تكون في الاوقات التي ستحتاجها الزرعه، لا في الاوقات التي تقل فيها الكمية المخزنه بداخلها فتستهلكها الزرعه، فلا تجعل زرعك يشتكي ثم تبدأ في الحل، لان وقتها لن تستطيع النجاة بكامل الزرعه و ستفقد جزء مهما منها.

فكرة التسميد تعتمد على محورين: الأول كمية المادة داخل السماد و الثاني معدل تماسك المواد بالتربة و تعلقه بها حتى يتم إمتصاصه. فالمواد يجب ان تظل متعلقة بحبيات التربة حتى تتلاصق مع خلايا الجذور، فالجذر ينمو لأسفل و للجوانب ليس طلبا للماء و للمواد، و لكن نتيجة الجاذبية الارضية و شكل الأفرع فوق الارض. فلو لم يجد الجذر مواد لإمتصاصها، فان الزرعه تموت حتى لو المواد موجوده على مسافة قريبه و لكنها غير ملاصقه للجذر.

و بالتالي عند التسميد، عليك ان تضع السماد في منطقة الجذور و تروي بكمية من الماء تصل للجذور و تستقر عندها، فلا تنزل في الطبقات الداخلية للتربة و تأخذ معها المواد بعيدا عن الجذور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق