السبت، 1 يونيو 2024

إنتحار السفاح


-----------------------------------------------------------------------------------قصة قصيره لا تمت للواقع بصلة و ليس لها اي معنى و لا دليل سوا انها بقية من بقايا أفكاري ...
-----------------------------------------------------------------------------------


بعد معاناة طويلة مع المرض، قرر أن يقتل نفسه، هو القوي و المخيف و ذو السلطان الذي يهابه الناس، لا يعجز، فلن يترك نفسه ضعيفا أمام الطامحين. جهز حبلا سميكا و ربطه بقوة ثم وقف على كرسي و شنق نفسه. سمع صوت رقبته و هي تتكسر، و لكنه لم يمت، لا يستطيع أن يتحرك و لا يستطيع أن يصرخ، إنه مازال حيا و لكنه لا يتحرك.

شعر بهزة عنيفه تجتاح جسده، لا يحس بالألم و لكنه يحس برعشه و كأن شيئا محشورا في جسده يحاول الخروج منه، شيئا يمشي تحت جلده، يتحرك لأعلى حتى وصل لرقبته و لا يستطيع الخروج.

ظل مكانه مربوطا من رقبته، يراقب بعينه ما يحدث، غابت الشمس، الأنوار مطفأة و الظلام أصبح دامس. إشتد عليه الوضع و أخذ يحرك رأسه يمينا و يسارا بقوة ليخرج من الحبل المربوط. و لكن فشلت كل محاولاته في التحرك و الهروب.

شعر بيأس شديد، فلا يستطيع الحياة و لا يستطيع الموت. أغمض عينه و نام. و في الصباح سمع صوت العصافير فإستيقظ و فتح عيونه ليتمنى أن يكون حلما و لكنه وجد نفسه كما كان بالأمس. حاول بكل جهده أن يتحرك و لكنه لم يستطع.

ظل على هذا الوضع يومين كاملين، و في اليوم الثالث بدأ يشم رائحة كريه تخرج منه، رائحة جثته. فزع الرجل بشدة فلم يفهم ما أحل به، هل فعلا بدأ يتحلل.

سمع صوتا لم يسمعه من قبل، صوت يهز في الهواء بشكل غريب، إقترب الصوت من أذنه و شعر بوخز. إزداد شعور الوخز و كأنها إبر كثيره تغرس تحت جلده. حاول أن يتحرك بسرعه و يحرك رأسه ليرى ماذا يحدث فيه. فطارت ذبابة سوداء بأجنحة زرقاء و وقفت على أنفه و خرج من بطنها أنبوب طويل مدبب و كأنه إبره. و أخذت تغرسه تحت جلد أنفه و وجهه.

طار عقل الرجل و لم يدري ماذا تفعل هذه الذبابه و لكن بعد يوم كامل من الوخز، رأى دودا يخرج من تحت جلده. فيشقق الجلد ثم تخرج رأس الدودة و تبدأ في لحظتها بأكل أطراف جلده المشتقق. رأى بأم عينيه فم الدودة و هي تأكله حيا كان أو ميتا.

مع كل قضمه من الدود تنهش فيها من لحمه، كانت الدموع تخرج من عيونه و يتذكر ما كان يفعله بالناس. تذكر مَن ظلمه، و من طغى عليه و من سرقه و من شتمه و من فضحه و من قتله. تذكر جيرانه و أصحابه و أهله. تذكر من دهسه بسيارته و من طعنه بسكين و من دس له السم في أكله.

ظل على هذا الوضع حتى أكل الدود رقبته فسقطت رأسه على الأرض و خرجت روحه المحشورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق