الأحد، 2 يونيو 2024

الطبع و التطبع ... خبرة المُربي و خيار المِتربي

 

في دراسة تعتبر طويلة و غريبة لدراسة العلاقة بين البيئة و الموروثات، قام العلماء بعمل إستبيان للأمهات التي تَعرِض أبنائهم للتبني و كانت تجيب على أسئلة هدفها تحديد سلوكياتها و سلوكيات أبو الطفل. شرط الدراسة أن يكون الطفل المُقدم للتبني في عمر أقل من أربع سنوات. و قاموا بتقسيم الأطفال إلى قسمين، الأول معرض وراثيا لسلوك العنف و الثاني غير مُعَّرض للعنف.

و عندما تم عرضهم للتبني، قسم العلماء الوالدين طالبي التبني إلى قسمين، أطلعو الأول على إستبيان الأم البيولوجية و على تفسيرات العلماء و الثاني منعوا عنهم معرفة الإستبيان و نتيجته.

و أُدخل المجموعتين من الأباء بالتبني إلى مجموعات دراسية هدفها تعليمهم الطرق المختلفه للتربية. فإما أن يختار الأباء بالتبني طريقة تربوية تعتمد على الدفء العائلي و التقبل و المشاركة في إتخاذ القرار مع الطفل أو يختاروا الطريقة العدائية التي تعتمد على التأنيب و تلقين الشعور بالذنب و التجنب.

و كان السؤال الأهم و المراد الإجابة عليه هو هل ستتغير طريقة التربية النابعة من الأباء بالتبني ناحية الأطفال نتيجة معرفتهم المسبقة بإحتمالية وراثتهم للسلوك العنيف؟

و للأسف الإجابة كانت نعم، فالأطفال المعرضون لوراثة السلوك العنيف كانوا يتلقون المعاملة العدوانية من والديهم بالتبني مقارنة بالأطفال الغير معرضين للعنف الوراثي. كما أن الأباء بالتبني في المجموعة الثانية التي لا تعلم عن الإستبيان قد عاملوا أولادهم بالتبني بطرق أكثر دفء و مودة.

و بالتالي يمكن إستخلاص إجابة السؤال بثلاث طرق، الأول هو أن الوراثة تلعب دورا رئيسا كجانب من جوانب الشخصية، الطريق الثاني هو الإيحاء بأن لكل صفة في الشخصية مكون وراثي، و الطريق الثالث هو أن شخصية الفرد ممكن أن تلعب دورا كبيرا في خلق البيئة و أن تتحكم فيها و بالتالي تغيرها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق