الثلاثاء، 4 يونيو 2024

قبلات علاج و قتل

 

من حوالي خمسين سنة مثلا ، كان السرطان كلمة لا يمكن أن ينطقها أحد إلا بالهمس خشية إفاقة المرض من نومه و سباته. و ممكن تجد ناس بسيطه لحد اليوم يطلقون عليه المرض الوِحِش. و في الدوائر شبه المتعلمه تجد الناس بتطلق عليه كاشيكسيا cachexia و معناها أن السرطان قد أكل المريض حتى الموت.

و على الرغم من أنه مرض ليس بجديد، و على الرغم من أن الخوف لم يختفي، و لكن السرطان لم يعد كلمة صعبة و غير مقبوله بين الناس. يعني في السنوات القليلة الماضية - حوالي العشرين سنة - أصبح فيه تقبل بين الناس بالتكلم عنه و تدوال مواضيعه و حتى مشاهدة صوره.

و أصبحت الشركات التجارية تتنافس لبيع منتجاتها من خلال إدخال صفة السرطان في إعلاناتها لشدة إهتمام الناس بالموضوع. فمثلا قامت شركة لصناعة مستحضرات التجميل بعمل إعلان عن "قبلات للعلاج" و طبعا كان قصدهم أن بشرائك لأحمر الشفاه ستساهم و ستقدم تبرع للمستشفيات و مراكز لعلاج السرطان. 

الآن نرى منظمات و مؤسسات محترمة تجمع أموال للأغراض البحثية و العلاجية في مجال الأمراض. و أن أموال التبرعات تقسم بين فريق من العلماء و بين الأطباء المعالجين للمحاولة للوصول إلى فهم تعقيد دورة الحياة و دور السرطان فيها. 

و السؤال هنا هل حقا قبلات العلاج و فرق البحث و العلاج لهم دور حقيقي في العلاج أم أنهم مجرد آمال. و هل الشيطان فعلا خالد لن تقتله بضع قبلات ...

و يبقى الأمل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق