الأشجار، رغم بساطتها الظاهرة، بتخبي في طيّاتها حكمة عميقة، بتخلينا نفكر: ليه الشجر ما عندوش هرم إداري؟ مفيش رئيس، مفيش مرؤوس، وكل ورقة وكل فرع شغالين بتناغم غريب. الشجرة بتكبر في صمت، الجذور بتغوص في الأرض تدور على المياه، الفروع بتتمد للسماء، وكل جزء فيها عارف دوره من غير أوامر.
لو بصينا للشجرة هنلاقيها بتشتغل بنظام مختلف تمامًا عن اللي احنا متعودين عليه في عالمنا. مفيش ورقة بتحس إنها أهم من غيرها، ولا فرع بيقول إنه القائد، ومفيش جزء بيتباهى إنه الأساس. الكل بيشتغل مع بعض علشان الشجرة تفضل عايشة. حتى لو ورقة وقعت، مش بتشتكي، بالعكس، بتسيب مكانها بهدوء علشان تدي مساحة للورقة الجديدة.
التناغم ده بيعلمنا حاجة مهمة جدًا: الإدارة مش دايمًا محتاجة تسلسل هرمي وتعقيدات. ساعات البساطة والتناغم الطبيعي هما الحل. كل ورقة، كل فرع، وكل جذر عارف مهمته، وده بيخلي الشجرة تكبر في صمت، بإصرار وثبات. مفيش صراعات، مفيش منافسة غير صحية، كله بيشتغل لمصلحة الكل.
لو فكرنا شوية، هنلاقي إن الحياة بتاعتنا ممكن تبقى أبسط وأجمل لو تعاملنا زي الأشجار. نشتغل مع بعض بتفاهم، من غير تنافس مؤذي، وكل حد فينا يبقى عارف دوره ويؤديه بحب وإخلاص. الشجرة بتقول لنا إن النجاح الحقيقي هو إن الكل يكمل بعض، مش حد يعلو على حد.
فيمكن، في عالم الإدارة، نحتاج نتعلم شوية من الشجر: البساطة، التفاهم، والتعاون الحقيقي اللي ما بيعرفش الغيرة ولا السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق