لما بنيجي نتكلم عن التربية، بنلاقي كتير من الآباء والأمهات بيتسائلوا: "إزاي أربي ابني صح؟". بس السؤال اللي محتاج تفكير أعمق هو: "إنت بتتعامل مع ابنك على إنه إيه؟". يعني، هل شايفه أمير وتعامله بكل حب واحترام، ولا شايفه عبد تحاسبه على كل حاجة زي ما يكون شغال عندك، ولا حاجة في النص؟
لو بتعامل ابنك كأمير، ده معناه إنك بتديله حب غير مشروط. بتحسسّه إنه مهم، إنه له قيمة، وإن رأيه ليه وزن في البيت. بتسمع له، بتدي له فرصة يعبر عن نفسه، وبتحترم مشاعره حتى لو مش متفق معاه. ده مش معناه إنك تدلّعه أو تخليه فوق الصح والغلط، لا. لكن بتعلمه المسئولية بطريقة فيها دعم وحب.
للأسف، فيه ناس بتشوف التربية عبارة عن أوامر ونواهي، وكأن الطفل لازم ينفذ بدون نقاش، هنا الطفل بيتعامل كأنه عبد. "اعمل كده"، "متعملش كده"، ولو الطفل اعترض أو عبر عن رأيه، يتقال له "أنا الكبير وانت صغير". هنا الطفل بيكبر وهو حاسس إنه مالوش صوت، وده ممكن يخليه يا يتمرد في المستقبل، يا يعيش بشخصية ضعيفة طول حياته.
فيه بقى اللي بيحاول يوازن، بس ساعات بيغلط ويروح ناحية السيطرة أو التدليل. يمكن يكون مش عارف يعبر عن حبه لابنه بشكل صحي، أو خايف يبان ضعيف قدامه. التربية هنا بتبقى عشوائية، وبتسيب الطفل في حالة تخبط بين إنه عايز يرضي أهله وبين إنه يلاقي نفسه.
الحل ببساطة إنك تتعامل مع ابنك كإنسان. إنسان صغير لسه بيتعلم الدنيا، بيغلط ويتعلم، بيحتاج حد يدعمه، يرشده، بس من غير ما يسلبه حريته أو يحرمه من حب غير مشروط.
اسمع له أكتر ما تتكلم. اديله فرصة يعبر عن نفسه حتى لو رأيه غلط. علّمه إن الحزم مش ضد الحب، وإن الحريّة لازم تكون مسئولة. ابنك مش أمير مدلل ولا عبد مكسور، هو شريك في رحلة الحياة دي. ربنا اداك نعمة التربية عشان تبني إنسان، فاختار تبني بحب ووعي، مش بخوف وسيطرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق