عندما أصبحت أبًا، كنت أعتقد أن الأبوة تعني القيادة والسيطرة، وأن دوري هو أن أكون الشخص الذي يحمل جميع الإجابات. وضعت لنفسي توقعات عالية، ورسمت صورة مثالية عن القدوة التي يجب أن أكونها. لكن مع مرور الوقت، وجدت أن الأبوّة ليست كذلك. أدركت أنها ليست مجرد توجيه أو فرض للقواعد، بل هي رحلة تعلم مستمرة، مليئة بالتحديات والمفاجآت.
خرجت من جسدي يومًا، ونظرت إلى أبوتي كأنني مشاهد. رأيت أخطائي، لحظات ضعفي، وتلك اللحظات التي شعرت فيها بالقصور. لم يكن هدفي أن أكون مثاليًا، بل أن أتعلم كيف أستمع، ليس فقط لما يقال، بل لما لا يقال. تعلمت أن الأبوّة ليست سبيلًا للسيطرة، بل هي مساحة للنمو المشترك بيني وبين أطفالي. كل يوم أتعلم كيف أكون حاضراً بصدق، كيف أترك لهم مساحة ليكتشفوا العالم بأنفسهم، وكيف أكون سندًا لهم عند تعثرهم.
الأبوة هي درس مستمر في التموضع والتفهم، رحلة تتطلب الصبر والإصغاء. ليس المطلوب أن أكون كاملاً، بل أن أقبل ضعفي وأتعلم منه. أدركت أن الأبوّة ليست نهاية المطاف، بل هي فرصة يومية لأكون أفضل، وأكثر صبرًا وتفهمًا، وأكثر قدرة على تقديم الحب دون شروط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق