كنت ماشي في طريق طويل مليان شجر. الشجر حواليّ واقف كإنه جنود في معركة، عالي ورُغم الرياح اللي بتلعب بأغصانه، واقف مش بيتحرك من مكانه. وقفت قدام شجرة قديمة، جزعها مليان شروخ، وأوراقها قليلة قوي، لكن رغم كل ده، لقيت غصن صغير طالع جديد. غصن أخضر، فيه حياة.
فكرت: الشجرة دي عايشة سنين طويلة، عدّت عليها عواصف، حرّ، مطر، ويمكن حتى حاولوا يقطعوها. لكن هي صامدة، بتحارب بطريقتها. بتعرف إزاي تلم نفسها وتكمل، حتى لو فقدت فروع وأوراق. الجزع بتاعها مليان علامات المعارك، لكن العلامات دي مش دليل ضعف، دي دليل إنها ما استسلمتش.
الشجر ما بيستسلمش، لأنه فاهم حاجة إحنا ساعات كتير بننساها: الحياة فيها وجع وخساير، لكن فيها برضو فرص جديدة للنمو. الشجر بيتعلم يمتص الألم ويحوّله لغذاء ينفعه. حتى الشجرة اللي بتتقطع، بتسيب بذورها للأرض عشان تزرع حياة جديدة.
طب ليه إحنا ساعات بنستسلم؟ ليه لما نقع بنفتكر إننا مش هنعرف نقوم؟ يمكن الشجر بيحاول يقولنا حاجة. بيقولنا إن الكسر مش النهاية، وإن الوجع مش معناه الموت. دائماً فيه فرصة للنمو، دايماً فيه غصن جديد ممكن يطلع.
لو حسيت إنك واقع أو ضعيف، افتكر الشجر. اتعلم منه. جدد جواك الغصن الأخضر، حتى لو كنت شايف نفسك شجرة مليانة شروخ. مش مهم شكلك إيه دلوقتي، المهم إنك تكمل. لإن الحياة مش بتقف لحد، والحكاية ما بتنتهيش مع أول عاصفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق