الأشجار كائنات صامتة، أو هكذا بنفتكر. لكن لو ركزت كويس، هتلاقي إن الطبيعة ليها طرق غريبة في إنها تتكلم. شجرة الأكاسيا، اللي بتعيش وسط الصحرا والنباتات التانية، ليها صوت مختلف تمامًا. صوتها مش بالكلام، لكنه عطر بيحمل معاه رسالة خاصة.
تخيل إنك ماشي في مزرعة، والشمس عالية، فجأة تيجي ريحة جميلة تخطف أنفاسك. ريحة غريبة، بتشبه تحذير مش مفهوم. دي ريحة الأكاسيا لما "تصرخ". لكن ليه بتعمل كده؟
شجرة الأكاسيا ما بتتكلمش بالكلام اللي إحنا فاهمينه، لكنها بتتكلم بلغة خاصة جدًا، لغة العطر. العطر ده مش أي حد يفهمه، هو رسالة بتتغير حسب اللي بيشمها. لأصحابها، ريحة الأكاسيا بتكون زي همسة دافئة، زي وعد بالحماية والاستمرار. لكن لأعدائها، نفس الريحة بتتحول لتحذير واضح، تهديد بإنهم لو قربوا منها هيلاقوا نفسهم قدام مقاومة عنيدة.
لما اي حيوان يحاول ياكل من أوراق الأكاسيا، الشجرة دي بتطلق عطرها الفريد. الريحة دي بتقول للحيوان: "أنا مش للأكل"، وبتوصل الرسالة بسرعة مش بس للحيوان ده، لكن كمان للأشجار اللي حواليها. الأشجار التانية تفهم وتبدأ هي كمان في إطلاق نفس الريحة، كأنها شبكة سرية بتتواصل بلغة محدش يقدر يفسرها غيرهم.
وفي نفس الوقت، العطر ده مش دايمًا بيكون عدواني. لما الريح تحمله بعيد، الحشرات بتحسه بطريقة تانية تمامًا. بالنسبة ليهم، الريحة دي دعوة للحياة، للمساعدة في تلقيح الشجرة وضمان استمرارها.
الأكاسيا بتعلمنا درس جميل: إن التعبير عن الذات مش لازم يكون بالكلام، وإن القوة أحيانًا بتكمن في الطريقة اللي بنوصل بيها رسائلنا للعالم. أصحابها هيفهموها حب وارتباط، وأعداؤها هيشوفوا فيها تحذير وخطر.
ريحة الأكاسيا، رمز لغموض الطبيعة وجمالها، حاجة مينفعش غير اللي فعلاً بيحسوا بيها يفهموها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق