في كثير من الأحيان أجلس و أتفكر في معنى كلمة أحبك. قرأت عن الحب و أنواعه، الحب الديني التصوفي، الحب العذري الهرموني، الحب من طرف واحد الأفلاطوني. و لكني مازلت لم أعرف المعنى الدقيق لكلمة أحبك.
في نوع من الحب نقع فيه بشكل لا إرادي، نوع من الحب لا يمكنك أن تلمسه و لا تحسه، يدخل بين خلاياك و يجعلك تحب نفسك. تسائلت دوما ماذا يحدث لنا فسيولوجيا عندما نقول لأحد، أحبك. يقول العلم (المجرد من المشاعر) أن الحب شعور ينبع من القلب، يعمل كمسكن لحلات العقل، فينتج تفاعلات تقاوم الألم و تدخلك في حالة من الهدوء و السكينة.
إذن فالحب هو قرار، هو جملة تضعها داخل قلبك، ببساطة و فطرة و براءة محبة الطفل. ,و بالتالي فهو الإعتناء بالقلب (ليس مجرد الإنجذاب و التعلق)، فهو خليط من المشاعر العاطفية والعقلية المرتبطة بمن نحب. لذلك فالحب لا يظهر إلا من خلال نتائجه، كما قال محيي الدين بن عربي.
السؤال هنا، هل أحب أن أكون في الحبّ دوماً؟ هل أحتاج الحب لأستمرّ على قيد الحياة؟ أجاوب نفسي و أنا أسمع عبدالحليم و هو يقول الحب سيبقى يا ولدي ... أحلا الأقدار، فتسكن ألامي و تهدأ أفكاري، و ترجع مؤشراتي الحيوية لطبيعتها.
و لكن الحب ليس شعور أناني، فحبي ليس فقط لقلبي، و لكن لإعطاء السكينة لقلب من أحب. فحبي يجب ترجمته على من أحب، و يصل له كما يحب، فيشعر به و يطمئن به. وفي نهاية المطاف، أدركت أن أجمل ما في الحب هو أن يقول لك بكل صدق: أحب حبك الذي يسكن قلبي ويجعل حياتي أكثر جمالاً وسعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق