منذ حوالي سنتين قررت ان العب رياضه و ان اشد عضلاتي و اخس شوية. فشلت في الرياضه وهزمتني عضلاتي و لكني نجحت ان اخس.
اكتشف وقتها ان افضل حل لي هو ان اكتب، اكتب اي شئ، و في كل شيء اهتم به، و افكر فيه.
اكتشفت كم كنت بعيدا عن مهارة جميلة و كانها مهارة رياضيه، بعمل فيها عضلات برضه، بس عضلات دماغيه. كل كتاب اقراه و اي فيلم اشاهده و اي اغنيه اسمعها بتتحول جوايا لكلمات مبعثره و بحاول ان ارتبها، بدون معاير و لا ارشادات. اكتب و خلاص.
اكتشفت ان ذاكرتي دائما ما تتلاعب بالماضي بشكل مضحك ، و اني استطيع ان ارى شكل الماضي في صور عشوائية، كوميدية احيانا و احيانا مرعبه.
استطعت ان ارى مشاعري امامي تتحرك في كلمات، فنسجت بها معاني الحب و الكره و وضعتها بجمل تحمل في طياتها كثيرا منها. و كل ما احاول ان اكون حياديا في موضوع، تقوم عضلات مخي بمصارعتي لتتلف ذاكرتي و تقطع أحبال افكاري.
سألت نفسي مما اخاف، هل اخاف من المجهول؟ من الخسارة؟ من القدر؟ هل استطيع ان اراهن الحياة؟ هل خياراتي المستقبليه هي مصدر خوفي و رعبي؟
اكتشفت اني اخاف من التردد. و لو اردت ان انصح نفسي، فسأقول لها: لا تترددي و دعي خوفك وراء ظهرك، و لا تنسحبي، و حاولي، فالنجاح في المحاولة، و لا تحزني من الخساره، فكل الخسائر مكاسب.
بدأت بحب نفسي، ذاتي. بحثت في داخلي. رايت عظمة الخالق في الحياة، اخترت التأمل هواية. به رأيت الحب الذي يربط الأشياء ببعضها، مهدت لنفسي طريقا لحب أسرتي و اولادي و اصدقائي. و اقتنعت ان من لا يحب نفسه، فلن يحب احدا و لن يرى صور الجمال فيما حوله.
انها رحلة قصيره (مهما اصبحت طويله)، لن تفهم مكانك فيها إلا عند منتصفها، فوقتما تدرك، سيكون امامك فقط نصف الحياة او اقل قليلا.
ستنظر بعين الحكمه الى ما فاتك منها، و بعين الندم على ما فرطت فيها، و بعين الرهبه فيما عرفته، و لكنك ستتجاهل، و ستتحول للهدوء و التقبل. ستختار مساحتك، و تهتم بهواياتك و بنفسك.
تذكر ان الجميع يقوم بتقييمك طوال الوقت، في البيت و الشارع و السوق و العمل. سيقيمك كل من ينظر اليك، بعين الحب او بعين الكره. سيقوم الجميع بوزنك، فهل انت ثقيل في الميزان فيختاروك، ام انك خفيف بلا قيمة كالهفئ و الصعلوك.
لن تكون ابدا كافيا، لا لنفسك و لا لأقرب الناس لك، فالراحه لن تكون صديقا، انها اختيار. ابحث دائما عن السكينة في احضان ابنائك و لو حتى للحظات. ضع بين يديك الفن النابع من الأنامل الصغيره، و توقف عند حكايات الطفولة، فهي البراءه.
ستجد ان مشاعرك تتضخم، حزنا و فرحا، كل الخيبات ستتذكرها، و كل الانكسارات ستكون امام عينيك، ستكتب عنها و تحولها لقصص ليس لها معاني حقيقية سوى خيبة امل في شكل بقيا أفكار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق