بحثت طويلا عن المكان الذي ينبع منه الحب، و سألت كثيرا عن من علّمنا الحب، و فكرت كثيرا عن أول من أوجد الحب. رأيت حلما في أحد الأيام بأني أحفر في الأرض، في صحراء واسعه و قاحله، لا فيها زرع و لا حياة.
حفرت كثيرا و التراب غمرني من رأسي حتى قدمي، و لكني مازلت مشدودا كأن أحدا يقودني للحفر. حفرت نفقا يسير تحت الصحراء، أيام و ليالي و عرق و مجهود.
و عندها وجدت بابا صغيرا، صغيرا جدا، لا أستطيع حتى أن أفتحه من صغره. رقدت على الأرض و نظفت أصابعي من التراب، و حاولت جاهدا أن أمسك القفل. شددته بقوة، حاولت كسره و لكنه كان قويا للغاية. لم أعرف وقتها كيف أفتحه. لم أيأس و حاولت أن أحفر حوله و لكن الأرض كانت صخرية لا تتفتت و كأن الباب يخفي ورأه غرفة كبيره.
و لما هدأت و هدأت رغبتي في كسره، سمعت صوتا يأتي من داخله، صوتا كأنه صوت إمرأة. إنها تتكلم بلغة أعرفها و لكني لا أسمعها جيدا، صوتها كأني سمعته من قبل و لكني لا أتذكره. أريد أن أقترب من البابا، التصق به. حاولت جاهدا بأن أضع أذني على الباب لأسمع جيدا.
كتمت أنفاسي و حاولت أن أسمع الصوت و أُدخله في أذناي، تنصت بكل جوارحي، حتى قلبي لا أريد أن أسمع دقاته. دخل الصوت إلى قلبي و كأنه كان يكلمني، و تعرفت على ما كانت هذه المرأه تقوله.
كانت تقول: لقد عرفت مكاني، عرفت كيف تجدني، و لكنك لم تعرف كيف تفتح بابي، الباب إلي قلبي، فإحتياجات قلبي بسيطه، هو مفتاح، مفتاح واحد، و لكنك يجب ان تعرفه، فليس له بديل.
وجدت قلبي يرد عليها و يسألها من أنت و كيف أجد مفتاح قلبك. قالت: أنا قلب الوجود، قلب كل قلوب المحبين، قلوب التائهين و المحتارين. ستجد مفتاحي عندما تجد مفتاح قلب حبيبتك.
حبيبتك التي تنتظرك، إذهب إليها، تكلم معها، و تعلم منها كيف تستمع لدقات قلبها. وقتها و وقتها فقط ستهدي هي إليك مفتاح قلبها و وقتها ستحصل على مفتاح قلبي. قلب الوجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق