السؤال المطروح: هل الشركاء يقدروا يبنوا طرق تواصل جديدة توصلهم للثقة بعد الطلاق؟
طبعا الموضوع صعب و معقد، و اللي عاشه بس هو اللي ممكن يفهمه، أو اللي شاف حد حواليه يمر بالتجربة دي. الوضع مش مألوف، و الأسئلة كتير و بتشتت التفكير، و كأنك لازم تعيد تعريف الحاجات من أول و جديد.
ناس كتير شايفة إن الموضوع من الأساس فاشل، و السبب هو الأذى النفسي اللي حصل و الشروخ اللي ضربت شخصياتهم وقت المشاكل. و في ناس تانية - مش كتير - شايفين الفكرة من زاوية مختلفة. رغم كل الخلافات اللي حصلت، في جزء كبير من حياتهم اتقاسموا فيه الذكريات بحلوها و مرها، ضحكوا و بكوا مع بعض، كانوا بيتواصلوا بطرق كتير، و بعد الطلاق و هدوء العاصفة بقت الأوقات بتمشي ببطء و فراغ.
في ناس بتعتقد إن الصداقة ممكن ترجع بينهم، بس مش من منطلق الصداقة العادية، لكن من منطلق "إحنا فاهمين بعض أكتر دلوقتي، و مستعدين نتناقش بهدوء و نحمي بعض و نقف جنب بعض" زي ما قالتلي واحدة مرة.
الطريق الجديد ده ممكن يستغربه كتير من الناس خصوصا كبار السن، لكن اللي مروا بالتجربة دي عندهم استعداد يجربوا العلاقة دي من جديد.
الناس شايفة إن الكره مش ممكن يتحول لصداقة، بس في مثل بيقول "ما محبة إلا من بعد عداوة". المثل بيصدق الفكرة، لكن الناس بترفضها.
المجتمع و الأهل و الأصحاب بيضغطوا بشكل كبير لمنع إعادة الروابط بين المتخاصمين، و دايما بيكون في فجوة كبيرة بينهم عشان كل واحد بيرمي فشل العلاقة على التاني. ولو الطرفين حبوا يرمموا العلاقة من جديد، هيلاقوا رفض غير طبيعي و مش منطقي من المجتمع و الأهل، بحجة إن "اللي اتكسر مش بيتصلح"، و كمان بسبب الشعور بالهزيمة و الرغبة في الانتقام.
أنا هنا بقول إن نضج الأفراد محتاج قوة كبيرة عشان تحرك جبال العادات الفاسدة و التقاليد اللي مترسخة في قلوب و عقول الناس، و كمان عشان يقدروا يمحوا آثار التجريح من فشل العلاقة و يبتدوا من جديد. لأن المسؤولية مشتركة بين الشريكين.
الباحثين في الموضوع ده لقوا عدة أسباب ممكن الشريكين يرجعوا لبعض بسببها:
1. الثقة إن طالما الشريك تحمل عقبات و إجراءات الانفصال و عنده استعداد للكلام من جديد و جاهز نفسيا، فهو أكيد هيكون أهل لإعادة بناء الثقة.
2. الأشخاص مش بيقدروا يفقدوا العاطفة تجاه الطرف التاني بسهولة، و ساعات بيحسوا إنهم عايزين يرجعوا للظل بتاع شريكهم بعد ما شافوا المجتمع على حقيقته.
3. صديق مشترك واحد ممكن يكون ليه القدرة إنه يجمع خيوط الود من جديد بينهم، و يقرب وجهات النظر اللي اختلفوا عليها.
4. لما الطرفين يفهموا إن المسؤولية في نجاح العلاقة أو فشلها بتكون مشتركة بينهم.
5. الاقتناع إن العلاقة لازم تكون بدون أي توقعات أو شروط، إلا حماية الشريك و سمعته و حياته.
لو قرر الشريكين يكملوا من جديد، لازم يبقوا على وعي إن الطريق مش سهل، و لازم يكون عندهم استعداد يعيدوا بناء الثقة من البداية، و يكونوا مستعدين يواجهوا تحديات المجتمع و العادات اللي مش بترحم. الفكرة إن العلاقة الجديدة دي هتكون مختلفة عن اللي فاتت، ممكن تكون أهدى، أنضج، و أكتر واقعية. الفكرة مش في الرجوع لنفس النقطة اللي كانوا فيها قبل الطلاق، لكن في بناء حاجة جديدة مبنية على فهم أعمق لبعض و تجربة مروا بيها.
عايزين نكون واقعيين و نفهم إن اللي اتكسر ممكن يتصلح، بس بمجهود و وعي من الطرفين، و بالرغم من الضغط اللي ممكن يواجهوه، في ناس بتنجح في ده و بتعيد بناء علاقة أقوى و أكتر نضجا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق