ليه الشجرة اختارت إنها تثبت في الأرض وما تتحركش؟
الشجرة مخلوق غريب في تصرفاته، وعمرها ما فكرت تمشي زي باقي المخلوقات. طيب، ليه الشجرة اختارت إنها تفضل واقفة في مكانها؟ ما تحركتش ليه زي الإنسان أو الحيوانات اللي بتسافر من مكان لمكان؟ ده سؤال ممكن يخلينا نفكر في حكمة طبيعية أكبر.
الشجرة مش بتتحرك علشان اختارت إن قوتها تبقى في الجذور. الجذور دي هي اللي بتساعدها تمتص المية والأملاح من الأرض. كل ما الجذور دي بتغوص أكتر في الأرض، كل ما الشجرة بتبقى أقوى وثابتة أكتر. لو الشجرة كانت بتتحرك، جذورها ما كانتش هتقدر تثبت، وبالتالي مش هتعرف تحصل على الأكل والشرب اللي محتاجاهم.
الشجرة أدركت إن الثبات هو مفتاح البقاء. طالما واقفة في مكانها، بتبني علاقة قوية مع الأرض، وده بيديها كل اللي محتاجاه علشان تعيش وتكبر.
الشجرة مش محتاجة تمشي علشان تدور على الأكل أو الشمس. بالعكس، هي بتثبت نفسها في مكان تقدر تاخد منه أكبر كمية من ضوء الشمس. أوراقها بتشتغل زي محطات صغيرة بتجمع النور، وتحوّله لطاقة.
لو كانت الشجرة بتمشي، كان هيبقى صعب عليها تحافظ على التوازن ده بين امتصاص الشمس والمية. فعشان كده، هي بتفضل ثابتة وتسيب الشمس تجي لها.
الشجرة مش كائن لوحده، هي جزء من نظام أكبر بكتير. جذورها بتتواصل مع أشجار تانية تحت الأرض، وبيحصل بينهم نوع من التعاون. الشجرة ممكن "تشوف" الحياة بشكل مختلف عن باقي الكائنات؛ مش محتاجة تتحرك بنفسها علشان تحقق أهدافها. الطبيعة كلها بتساعدها.
الحشرات بتيجي تنقل حبوب اللقاح، الطيور بتاكل الثمار وبتنشر البذور في أماكن تانية. من غير ما تتحرك، الشجرة قدرت تضمن بقاء نسلها، وتنشره في كل مكان.
الشجرة لو كانت بتتحرك، كانت هتبقى عرضة لخطر أكبر. الرياح ممكن تشيلها، الأمطار الشديدة أو الجفاف كانوا هيخلوا حياتها أصعب. لكن لأنها ثابتة في مكانها، جذورها العميقة بتساعدها تصمد في مواجهة كل العواصف والصعاب.
الشجرة فهمت إن القوة مش في الحركة، لكن في الثبات. زي ما بيقولوا: "اللي ثابت في مكانه أقوى من اللي بيدور على مكان يهرب فيه".
الشجرة اختارت الثبات لأنها لقيت إن ده أفضل طريقة للبقاء والتكيف مع البيئة. من خلال جذورها العميقة وتواصلها مع الطبيعة، قدرت تعيش وتزدهر من غير ما تتحرك. هي أدركت إن الحكمة مش في الحركة المستمرة، لكن في إنك تعرف مكانك، وتعرف إزاي تتعايش مع اللي حواليك.
في النهاية علينا أن فكر بعقلانية أكثر، هل توافق ان تكون كالشجرة؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق