كان أحد أصدقائي بيتكلم عن الفضاء والكون، وبدأ يربط بين جزيئات تكوين الحياة على الأرض وجزيئات تكوين الكون من كواكب ونجوم وأقمار. وقتها لمعت فكرة في دماغي، وهي: لو اعتبرنا الكون جسد حي ليه فسيولوجيا خاصة بيه (ممكن نسميها فيزياء الفضاء مثلًا)، ليه مايبقاش فيه أمراض زي السرطان؟
سخن عقلي وقتها، وحسيت إن الفكرة كبيرة لدرجة إني بدأت أفكر فيها بجنون. الكون فيه حاجة اسمها الثقوب السوداء، اللي بتمتص أي حاجة قريبة منها، حتى الضوء، وكأنها تبتلع كل اللي حواليها.
فوقتها سألت نفسي نفس السؤال بس بشكل معاكس: ليه مايبقاش في أجسامنا "ثقوب سوداء" تقدر تبتلع مسببات الأمراض والخلايا المريضة وتخرجها من نظام الحياة اللي في جسمنا؟!
تخيل معايا، لو الثقوب السوداء في الكون زي خلايا مناعية ضخمة، دورها زي الأجسام المضادة اللي بتحاصر وتلتهم الخلايا المريضة أو مسببات الأمراض. في جسمنا، الجهاز المناعي بيحاول دايمًا يتخلص من الحاجات اللي تهدد حياتنا، لكنه مش دايمًا بينجح في مواجهة السرطان.
السرطان هو في الأساس خلل في الخلايا، بتخرج عن السيطرة وبتبدأ تتكاثر بشكل غير طبيعي من غير ما تتوقف. فلو فكرنا في الكون من نفس المنظور، ممكن نبص على الثقوب السوداء كأنها طريقة الكون في الحفاظ على النظام عن طريق امتصاص أي حاجة "تخرج عن النظام". وكأن الثقوب السوداء هي وسيلة الكون الطبيعية لعلاج نفسه من أي فوضى.
ولو جينا لجسم الإنسان، فين الثقوب السوداء اللي تقدر تخلصنا من الأمراض؟ ممكن نبدأ نتخيل علاج مستقبلي يكون شبيه بالثقوب السوداء، حاجة تبتلع الخلايا المريضة أو مسببات الأمراض وتخرجها من الجسد بدون ضرر لباقي الخلايا.
الفكرة دي بتفتح الباب لفهم أعمق لكوننا، وإزاي ممكن الكون يلهمنا في ابتكار حلول جديدة لأمراض معقدة زي السرطان. زي ما الكون عنده طرقه الخاصة في الحفاظ على توازنه، إحنا كمان ممكن نطور طرق تحافظ على توازن أجسامنا وتحمينا من الأمراض اللي بتخرج عن سيطرتنا.
فمين عارف، يمكن العلم في يوم من الأيام نستلهم من فيزياء الفضاء طريقة لإلتهام أمراض زي السرطان بطريقة مش بنقدر نتخيلها دلوقتي!
و يبقى الأمل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق