السبت، 20 مايو 2023

أمنية عيد الميلاد


إستيقظ من نومه على نشاط غير العادة، إستيقظ بروح جديدة، هادئة. فرد يديه في الهواء فأحس بخفتهم. إنهم أصبحوا بلا ثقل، رفع رجليه للأعلى، إنهم أخف من الهواء

نظر لنفسه في المرآه فرأى خيوطا حريرية تخرج من فمه و تلتف على بطنه و ظهره. تعجب و نظر بتمعن، أمسك بالخيوط و شدها. إنها متينة، قوية، لا تنقطع. أزاح كل ملابسه، فتش في نفسه، رأى ما أعجبه و أخافه. لقد أحيط جسده بخيوط من حرير

جاءته الفكرة على الفور، لقد تمنى و أجيبت أمنيته. كاد أن ينساها و ينسى عيد ميلاده. نظر في ساعته فوجد التاريخ قد تغير عما في خاطره. إنه شهر من ميلادي، إنه كان منذ شهرا ماضيا. تعجب و قال هل نمت شهرا كاملا

نظر حوله في غرفته فوجدها خاوية، خالية من الأثاث. إلا قليلا و لكن ما هذا ، هذه آثار أسنان. كأنها أسنان شكلها غريب، هل هي أسناني، فوضع يده في فمه و تحسسها فلم يجد أسنانه و لكنه وجد أسنان حاده كالقواطع. أين بقيت أسناني، هل سقطت كلها. صرخ بأعلى صوته، أين أسناني. صرخ و لم يسمع صوته، أين صوتي، و أين أذني

أنني جائع، جائع بشدة. أريد أن آكل أي شئ، أريد أن أكل هذا السرير، هذا الكرسي، هل أتذوقه. إنه له طعم جميل، إني أستطيع أن أكل أي شئ، أستطيع أن أكل سريري و أثاثي. إني جائع، جائع بشدة

ظهر خيط جديد في جسده، خيط إلتف حوله بشدة، إرتاح لقوته و ضغطه. كم أريد أن أنام الآن، كم أريد أن أضم يدي إلى رجلي، غطيني أيها الخيط، إضغط علي و لفني. فلنتشرنق و نروح في ثبات عميق

فتح عيونه من جديد، رأى الضوء من بعيد، حاول جاهدا أن يقوم من شرنقته و بعد عدة محاولات، إستطاع الخروج، حاول أن يمشي و لكنه سقط، ففكر في الطيران و إرتفع في الهواء، لقد تحول لفراشه، يا للجمال و الروعه، تحققت أمنيته، هو الآن كما تمنى في يوم ميلاده، إنه الآن فراشه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق