بعدما دق جرس الحصة الثانية، نهضت مسرعا و مشيت في طرقة المدرسة الطويل لأتوجه وحدي إلى المكان المحظور إستخدامه أثناء اليوم الدراسي إلا في فتراة الراحه الوحيده. نظرت حولي بحذر و مشيت مسرعا كأني أطير و قلبي يخفق من الفرحه، إنه يظهر أمامي بكل غرفه، أنه خالي، لا يوجد به أحد. و هذا هو المطلوب
أنه حمامي المفضل، بابه مفتوح و رائحته نظيفه، الشمس تتخلل الشباك و الهدوء يعم المكان. لم أذهب إليه متخفيا لقضا حاجاتي الطبيعية و لكني ذهبت إليه حتى أستطيع أن أكتب ردا على الرسالة المكتوبة
دخلت الحمام و أغلقت الباب ورائي في صمت و حذر، رأيت عددا من الرسائل مكتوبة بعشوائية و لكننا كنا نتبادلها في مكان معين. قرأت ما قد كُتِب و مسحته ثم أخرجت قلمي و بدأت في الكتابة
كنت قد عرضت على صديقي، صاحب الكتابة، و أنا لا أعرفه و لا هو يعرفني، أن نتقابل خارج المدرسه بعد إنتهاء يوم الخميس عند صاحب البقالة المواجه للمدرسه. و جائني الرد بالموافقه و مرسوم بجانبه وجه مبستم
رديت على الرسالة بأني سأكون مرتدي بنطال المدرسة و تيشرتا أزرق و أنه يجب عليه أن يلبس نفس الملابس. و خرجت مسرعا حتى لا يراني أحد فيمسك بي متسللا في الحمام
و عندما إنتهى اليوم المدرسي، إنتظرت حتى خرج الأولاد من الصفوف و إرتديت تيشرتا أزرق و خرجت. ثم توجهت مسرعا في خط واحد ناحية البقال أمام باب المدرسة
يا إلاهي، أين هو الآن، إنهم تقريبا عشرة أولاد يرتدون نفس الملابس، لا يمكن أن تكون صدفه، فالإتفاق أننا لن نغير البنطال حتى لا يشك أحد في أمرنا. هل كلهم رأوا الرسالة و لكن أي واحد منهم يكتب حقا و أرد عليه
نظرت على الأرض لألتقط بعض الأفكار ثم نظرت لباب المدرسة فرأيت مشرف الدور مرتديا تيشرتا أزرقا و بنطالا كبنطال المدرسة، تخوفت بشدة و دق قلبي بالفزع، هل هو من يراسلني. هل سأقع في قبضته ليعرف أنه أنا من يراسله على باب الحمام. تبا، لن أبوح بكلمة و سأنتظر لأرى ماذا سيفعل
دخل المشرف علينا عند البقال و أحاطنا بقية المشرفين و أدخلونا المدرسة مرة أخرى، ثم رأينا عصا المدير البرتقالية و مددنا أيدينا في صمت مخيف، و أخذنا ما يقارب المليون ضربه على سطح أيدينا و أسفلها، و لم نستطيع أن ننطق بكلمة واحده
ثم أَخذ علينا تعهدا بعدم الذهاب للحمامات أو الكتابة على الأبواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق