الخميس، 4 مايو 2023

السفاح ... ردة إلى الوراء


زمان زمان يعني حوالي سنة 660 ميلاديا قامت دولة كبيرة تتخذ الإسلام دينا لها إسمها الدولة الأموية . قامت بعد إستشهاد عثمان رضى الله عنه و كان المسلمين وقتها منقسمين بين دعاة للثأر و دعاة للتهدئة و كان شعور القلق و التربص و عدم الإطمئنان عاما بين الناس . حتى وقعت مأساة كربلاء في العاشر من محرم فأصبح عامة المسلمين مقتنعين بأن بني أمية ليسوا الأصلح بل و الأسوء

و مع الوقت بدأ الإقتناع يتحول إلى غضب ثم إلى رغبة في الخلاص - على أي صورة - و القضاء على بني أمية . و لكن الناس وقتها لم يكونوا مؤهلين لرسم طريق سياسي ديموقراطي سلمي لإنتقال السلطة و المال . و لم يجد الناس من يقودهم في معركة طاحنة للقضاء على بني أمية

ولكن كانت الدعوة بينهم أن يتسلم راية السلطة بدون جيش أو حتى نظام حكم أحد من بيت النبوة - إللي فاضل منهم يعني - بدون تصور لنوع الحكم الجديد و بدون إستعداد لمواجهة التغير أو حتى دفع ثمنه

و تحت حجاب هذا الركود الفكري و بدلا من إختيار أحد المصلحين العادلين من المسلمين و دعمه بالجيش توجهته الدعوة إلي البيت العباسي - الذي يمتلك الرجال و السلاح و الذهب - لتكون نهاية مرحلة أموية من العنف و الضرائب و الظلم

و لكنهم لم يعلموا القادم و لم يعلموا المكتوب و لم يعلموا أن خطوة الإنتقال لم تكن للأمام و إرتد المسلمين حضاريا إلى الوراء و أصبحوا تحت راية و رحمة أبعد الناس عن الفكر العادل و أكثرهم شراسة و دهاء و فسادا و هو السفاح أبو العباس . و بدأت الدولة العباسية بدماء على دماء . و بدلا من أن يعود الحكم الإسلامي العادل ظهر حكم الأكاسرة الظلمة العتاة . و مازال الناس إلي اليوم يحلفون برأس العباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق