اللسان، عضو خلق في الأجسام، نعمة من الله للإنسان. به يظهر الكفر و الإيمان، و هو غاية الطاعة و العصيان. له عذوبة و مرض عنان. يسلكه الشيطان في كل ميدان ولا ينجو به إلا مريدي الجنان.
أما اليد فبها تُجنى الأعمال والأحلام، و هي وسيلة البناء والهدم والقيام. تعمر بالخير أو تهدم بالآثام، تفتح أبواب النور أو الظلام، ويصل بها الإنسان إلى المرام، فيسير في طريق الأبرار أو اللئام.
و العين بها يُرى جمال الأكوان، و تميز بين الحق والبهتان. تنير دروب الحق و العرفان، و تفتح أبواب الفتان. هي مرآة الروح والوجدان، تحفظ السر و تفضح الكتمان، وتبصر بها ما وراء الألوان، وتكون سبيلاً للرضوان أو الخسران.
إنما الأذن فبها يُسمع الكلمات والألحان، و تفرق بين الطيب والعدوان. تسمع بها آيات القرآن، وتدرك بها معاني البيان. تستقبل الأصوات في كل مكان، وهي بوابة للتعلم والإحسان، تعين على الخير و تدفع للأدران، وتكون سبباً في الهداية أو الطغيان.
الأنف به تُستنشق الروائح والريحان، ويتميز به الطيب من النكران. يرافق الحواس في كل مكان، ويميز به العطور والألوان. يفتح أبواب الشم والعرفان، ويكون سبباً في السعادة أو الهذيان.
القلب به تدب الحياة في الأبدان، و ينبض بالحب والإيمان. هو موطن المشاعر والأحزان، وميزان الطمأنينة والهيجان. يحيا بالصدق والإحسان، ويموت بالغدر والخسران. يسكن به السكينة والأمان، أو يغمره الظلم والنكران، ويكون مفتاحاً للجنة أو النيران.
و أخيرا العقل به تميز الحق من البهتان، ويدرك به كل الأزمان. هو مصدر الحكمة والفطان، وموطن الأفكار والبنيان. يُقوِّم السلوك والأذهان، ويهدي إلى الصواب والبيان. يعين على الاختيار والاختبار، ويقود إلى النجاح والازدهار. يكون سبيلاً للهدى والريحان، أو يقود إلى الضلال والخسران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق