الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

الهروب من تحت الراية ... ابقى حيا ثم خطط لكي تبقى حيا

 

السرطان حياة، او السرطان مشروع حياة. بعيدا عن التعريف العلمي للسرطان بأنه مرض يصيب الجسم فيكون سببا في موته، و لكن التعريف الفلسفي له أنه عبارة عن خلايا تريد أن تحيا و لا تريد أن تموت.

طبعا الخلايا السرطانية هي خلايا شاذة عن طبيعة باقي خلايا الجسم، و أيضا خارجه عن قوانينها البيولوجية، و لكنها في نفس الوقت تسعى جاهدة لتكوين حياة.

نحن لا نعرف لماذا تخرج الخلايا عن طبيعتها، و لا نعرف أيضا السبب المادي الملموس لنشوء السرطان. و لكننا نحاول ان نواجه حقيقة وجوده، و نحاربه بإطار قانون الحياة الأساسي، و هو البقاء للأقوى.

و لهذا فكل ما يفعله السرطان، تفعله بقية الكائنات، و هو الصراع من أجل البقاء. حتى لو إستخدم أساليب التدمير و المقاومة. و لكن يظهر سؤال ملح جدا: و هو اذا كان السرطان يسعى للبقاء، فلماذا يقوم بقتل الكائن الذي ينشأ بداخله و بالتالي يقتل نفسه؟

و الإجابة، في حروب البقاء تُستخدم إستراتيجية ابق حيا ثم خطط لكي تبقى على قيد الحياة. فالموت يعني النهاية الأبدية، حتى في جولة واحد من جولات الحرب، فمن يمت أولا يفقد القدرة تماما على مواصلة الصراع من أجل الحياة.

إن الخلية السرطانية هي خلية حية بكامل المعنى البيولوجي للكلمة و تتخطى ذلك أيضا و تدخل في معنى الحياة الأبدية و الخالدة. و لكن، أوليس نحن أيضا نسعى للخلود و الحياة الأبدية و لكننا نستسلم تحت راية المنظومة، أما هو فدائما يهرب.

و يبقى الأمل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق