التعلق هو اللبنة الأولى في بناء علاقة الطفل بالعالم من حوله. إنه الرابط العاطفي الذي يجمع الطفل بشخص يكبره سنًا ويهتم به بحنان ورعاية، وغالبًا ما تكون هذه العلاقة مع الأم. هذا التعلق ليس مجرد شعور عابر، بل هو غريزة مبرمجة داخل كل طفل، تساعده على الشعور بالأمان والراحة.
قام أحد الباحثين في المجال الإثولوجي (و هو العلم القائم على دراسة السلوك في البيئة الطبيعية و الآمنة) بصياغة نظرية عن سلوك التعلق عند الأطفال.
و وفق هذه النظرية، يمر الطفل عبر سلسلة من مراحل التعلق بشخص يكبره سنا و يرعاه بإستمرار، و في الغالب تكون أمه.
قدم هذا الباحث دليلا على ان التعلق شعور مبرمج داخلنا، و أنه عبارة عن سلوك له قيمة تكيفية، و أن الطفل يستخدم هذا التعلق كقاعدة ليشعر بالأمان و يقوم بالإستكشاف. بخلاف كيفية تعبير الطفل عن حالة التعلق، سواء بالصراخ او البكاء او الشد و الجذب.
يبدأ الطفل في نهاية عامه الأول بإستكشاف العالم حوله و يتجه لما يجذب إنتباهه سواء بالصوت أو بالصورة. وقتها يبدأ الطفل في الإستجابة للمؤثر الخارجي، و لكنه في نفس الوقت يظل متمسكا بأمه لحاجته ان يشعر بالأمان و بالراحه.
و عندما ينمو في العمر، يكتسب خبرة أكثر عن حركته و تفاعلاته، فيتعرف على الأمور المؤلمة و الأمور الغير مؤذية. هنا يطور لنفسه تصورا ذهنيا نحو أفعاله و نحو من يرعاه و يزود نفسه بقدرة على توقع الأفعال و مردودها في المستقبل.
و بالتالي يعتبر التعلق جزءًا أساسيًا من نموهم العاطفي والاجتماعي. فمع مرور الوقت، يتعلم الطفل كيفية توقع ردود الأفعال والتفاعلات من خلال تجاربه الشخصية، مما يساعده على تطوير تصوّر ذهني أكثر نضوجًا لمحيطه ولعلاقاته الاجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق