كلنا يعرف قصة السباق بين السلحفاء المثابرة و الأرنب المهمل و المغرور. الغرض من هذه القصة هو تعلم المثابرة و رفض التوكل و الغرور. و لكن القصة لها وجه آخر سيئ
الطبيعي ألا تقبل السلحفاء السباق فهي تعرف أنها غير مؤهله جسديا و نفسيا لهكذا سباق، ممكن بسبب نمط حياتها الهادئ أو قلة أعدائها أو شكلها، فهي تعرف أنها ستخسر. فلماذا أرادت السلحفاء أن تتسابق ؟ و ماذا تريد أن تثبت للأرنب أو تثبت للقارئ؟
للإجابة نبدأ بفكرة تصالحي مع نفسي و فهم قدراتي و إمكانياتي. فلو عشت حياتي أقارن نفسي بالآخرين سأخسر، فكل إنسان له طبيعته و مواهبه و قدراته و تحملاته و حتى ذكاءه. ففي الحالة الصحية و في حالة التوازن النفسي، أقارن نفسي مع من يشبهني، أو بالأحرى أقارن نفسي مع نفسي
أقيس تقدمي، إحتمالي، فهمي، إستيعابي، أتعلم أن أقارن نفسي بنفسي و من أجل نفسي، فلا أغالط و لا أضغط عليها و لا أعيش في وهم أضيع فيه عمري و جهدي و مالي
عالم النجاح ليس عالما سحريا و لا يوجد فيه وصفات و خلطات لتخطي الصعاب وليس به أناس خارقين و استثنائيين، و لكنه عالم مليء بالتجربة و التعب و الأهم فهم النفس و إحترام القدرات
لابد أن أتفاهم مع شخصيتي، أفهم طبيعة نشأتي، كيف تربيت، كيف عشت طفولتي، سلوكياتي، أفكاري و خبراتي. فلا أنظر لنفسي بعنجهية و لا أنتبه لطبيعتي و مشاكلي و لا أتجهال تقلبات أهوائي، فأضيع بين عالم الوهم فلا أدرك مميزاتي و عيوبي و لا أفهم نجاحاتي و أتقبل فشلي. و الأهم فيما أرغب فيه هو ما أستطيع تحقيقه
أنا لم أحب سلوك السلحفاء القائم على تحدي المستحيل، فأنا لا أكسر القواعد و لا أتخطى النار بقدم عارية و لا أقيس عمق النهر أبدا، و لا أمشي على الأشواك و لا أدخل في صراعات، ووصلت بأني لا أتحمس بدون حساب
أنا أحب أن أعمل ما أحب و لكني لا أترك ما لا أحب، فإستمراري لعملي معناه فهمي لنفسي و لدوري و لإحتياجاتي. عملي مرهق، جاد، ممل، محبط و لكني أستمر لأني قوي الإرادة و مجتهد و منضبط و عزيمتي قوية و الأهم أنني غير موهوم و لا أتتبع الخرافات و لا أوافق بتحدي المستحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق