الخميس، 20 أبريل 2023

أنقياء بدلا من أتقياء


الكثير و الكثير من أجناس البشر بيعتبروا أنفسهم من أفضل البشر بل بيزيدوا الموضوع و بيعتبروا أنفسهم أنقاهم دما و عرقا . من الماضي السحيق كان معروف أن من يحمل الجنسية الرومانية هو أنقى إنسان و أعلى مكانة . ثم جاءت الصين و منعت أي إخلال بالعرق الصيني و منعت الزواح بغير الصيني . ثم جاء الهنود البراهمة ثم الألمان و الدماء الزرقاء . شعوب كثيره جدا صنفوا أنفسهم من الأنقياء إلا عرب ما بعد الإسلام - هم تقريبا و حدهم يخلون من هذه العقده - فالدين وصف الناس بالأتقياء بدلا من الأنقياء

و أكثر ما يشاع الأن كمقياس الأجناس هو لون البشره ، فكلما إزداد لون بشرتك سمرة و دكانة قلت معه مكانتك البشرية و حقوقك الإنسانية . وكلما زاد لونك إبيضاضا ، زادت معه مكانتك و حقوقك . إنما حتى لو كنت أبيض اللون كقطعة القطن مثلا فشكل رأسك يمثل قطعا عاملا لتقيد مكانتك في عالم أصحاب الحقوق . فأصحاب الرؤوس المستديره أصحاب أعلى مكانة مطلقة و أصحاب الرؤوس الطويلة هم الأقل درجة

طبعا لا يوجد أحد يستطيع إنكار أنه نشأ من نظرية تفاضل الأجناس مشاكل و مآسي طويلة أغرقت الأرض بدماء المتحاربين أدت لتدمير الحضارات . و لنا في الحضارة اليونانية مثلا و عبرة حتى جاء الإسكند المقدوني و دمرها و إنتهت حضارتها . ثم جاءت الحضارة الرومانية ثم الفارسية و إنهزموا و تفككوا أمام عرب الإسلام المؤمنين بتساوى الناس أمام أنفسهم و أمام ربهم ثم تحولوت أفكارهم إلى النقاء فتدهوت و إنتهت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق