المفروض ان جسم الكائن الحي بيتجدد كل فترة، يعني خلايا تموت و خلايا أخرى تظهر لتعيش و تؤدي نفس الدور. العادي ان الخلايا تكون دائمة الإنقسام لأن عمرها يعتبر قصير و خلايا أخرى تقريبا لا تنقسم أبدا في حياة الكائن كله لأنها تستخدم للتخرين
أقصد بالتخزين هو تخزين الخبرات و المعلومات و الأهم هو تخزين المحاولات. محاولات كل خليه في الوصول الي طريقة لمقاومة موتها و مقاومة السيطرة المطلقه المفروضه عليها
و بما ان التجديد فرض واجب فمن الطبيعي أن تجد خلية أو اثنين في كل نسيج مسؤول عن التخزين تموت و تستبدل و لكن إلي أين تذهب هذه المعلومات و كيف يمكن استخلاص الذاكره التي بداخلها
هذا السؤال يعتبر مفتاح لغز كبير، ففي عالم السرطان الخبرة المعلوماتية و محاولات الفرار من الموت تعتبر هي أساس الحرب و المقاومة في نفس الوقت فمن يمتلك هذه المعلومة هو من سيبقى في النهاية
لا تستطيع الخلية العادية ان تفك طلاسم شفرة الحياة و الموت، و لا تستطيع ان تعرف و تتعرف على المسار الزمني لحياتها. و لن تستطيع ان تملك القدرة على مواجهة الزمن و لن تستطيع ان تفر من الموت المحقق إلا إذا حصلت على الكتاب المسجل فيه هذه المحاولات
كل يوم و كل دقيقة و كل لحظة تحاول فيها إحدى الخلايا في اجسادنا ان تقاوم الموت و لكنها تفشل في الحصول على المعلومه او تفشل في تطويعها و بالتالي تفقد حياتها
و لكن في بعض المحاولات ستنجح واحده فقط في فتح الكتاب و قرأته و منها ستصبح على علم بكل المحاولات و ستتحول إلى خلية خالدة
ستعلم أجيالها كيفية القراءة و ستزرع فيهم صفات الأجداد و ستعلمهم لغة الحياة و الموت و ستحاول أن تأخذ جميع النسخ لتعرف كل الأسرار
وقتها ستتحول الخلية الخالدة إلى خلية سرطانيه، خلية تستطيع قراءة الماضي و الحاضر و المستقبل. ستفرض سيطرتها و حكمها الأبدي، و سترسل من ينتمي إليها و يدين لها بالولاء لأماكن مختلفه من الجسد، فيجعله يخضع لسيطرتها و أفكارها
و لكنها لن تستطيع أبدا أن تواجه الفرض الأبدي الواجب عليها و هو التجديد. فسيظهر منها جيل سيتعلم أن يقرأ المحاولات بطرق أخرى فيتعرف على طرق أكثر سرية و سيصبح هو الحاكم
وما علينا نحن البشر لمواجهة هذا الفتاك إلا أن نتعلم هذه اللغه و نحاول أن نفك هذا السر، فالشفرة الوراثية متاحه للجميع
و يبقى الأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق