الثلاثاء، 6 يونيو 2023

دوامة الأخلاق البحثية و تجارب التوازن السريري


الأخلاق البحثية و الطبية عبارة عن مجموعة كبيره من القواعد المنظمة للتجارب على الناس الأصحاء أو المرضى من أهدافها الحفاظ على حقوق المرضى و حقوق الباحث و حقوق الأدوية
في قصة تحكي عن دوامة تقف عندها الأخلاق حائرة، إثنين من الأقارب الشباب مصابين بنفس نوع الورم وهو في مرحلة متقدمة و منتشر و يعتبر من الأنواع الأشد فتكا

الشابين في أوائل العشرينات من عمرهم. أُدخلوا في تجربة علاجية لدواء جديد موجه للخلايا السرطانية و يستخدم لتقليص حجم الورم و قد يزيد من نسبة الشفاء أو يزيد مدة البقاء على قيد الحياة

و أجريت قرعة التجربة بطريقة عشوائية لضمان عدم التحيز لصفات معينة. فأصبح فيه مجموعتين واحده عادية و يأخذ فيها المرضى الأدوية الكيماوية المعتادة للعلاج و الأخرى التجريبية و يأخذ فيها المرضى الأدوية الجديدة الموجهه للسرطان

أُدرج الشابين بشكل عشوائي في المجموعات. فواحد أصبح في المجموعة العادية و الثاني في المجموعة التجريبية. و مع الوقت بدأت تظهر النتائج بأن الدواء الجديد الموجه له فعالية أكبر من الدواء العادي

و هنا ظهرت المعضلة الأخلاقية، فهل يجب نقل المرضى من المجموعة الأولى العادية إلى المجموعة التجريبية الجديدة أم تظل التجربة قائمة لحين إنتهاء مدتها. فبدأ الجدال بين الباحثين المسؤولين عن التجربة و الأطباء المسؤولين عن العلاج لإتخاذ قرار سليم و غير متحيز و عشوائي لتحديد هل مسموح للمرضى بالإنتقال لمجموعة الدواء الجديد

و بعدما أعطت الدراسات الإحصائية نتائجها، توقفت التجربة مبكرا و إنتقل كل المرضى للعلاج بالدواء الجديد بحيث زاد من إحتمالية البقاء على قيد الحياة نتيجة قدرته على كبح إنتشار السرطان

ولكن لم تكن هناك نهاية سعيده في عائلة الشابين، فالذي أُدرج في المجموعة العادية مات مع مرضى آخرين نتيجة للإنتشار الشديد للسرطان بينما الأخر مع المرضى في المجموعة الثانية فقد عاشوا نتيجة فعالية الدواء الجديد في تقليل حجم و إنتشار السرطان

الفكرة هنا، في علاج مرض شديد الخطورة كالسرطان، فبخلاف وجع القلب إلا أن مصلحة التجربة السريرية قد تفوق مصلحة الأقلية من المرضى. و من دون المقارنات و المقاربات الصارمة فلن تُبحث الأدوية الجديدة. و لكن في نفس الوقت من الصعب جدا إعتبار المرضى الداخلين في المجموعة العادية نتيجة القرعة هم عبارة عن كبش فداء. و بالتالي بدأ خبراء التجارب إستخدام مصطلح جديد و هو التوازن السريري

و معناه أن التجارب السريرية قد تتوقف في حالة ظهور نتائج توضح فاعلية الدواء الجديد في مقابل الدواء القديم و أن حقوق المرضى يجب أن تقدم على حقوق الدواء

إلا أننا مازلنا نتكلم عن مرض فتاك كالسرطان، فالدواء الجديد في التجربة قد أطال حياة المرضى مدة أربعة أشهر فقط عن الدواء القديم

و يبقى الأمل
PMID: 21639808

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق