السبت، 5 أكتوبر 2024

فيديو بدون عنوان

أمشي يوميا في الصباح و في المساء أنظر و أدقق في أوجه الناس و الماره في الشوارع. أرى وجوها شبه مألوفه، أو أنها مكرره. لمحه واحده في أوجه الناس و قد ترى كم الشبه بينهم. لا شبه في تفاصيل وجههم و لكن الشبه في تفاصيل حياتهم. 


 أستطيع ان أبين كم التفاصيل التي تكمن تحت طبقة سميكة من جلد اليد و القدم و تتفرد تحت ملامح أوجه غطاها الهم و السكوت أو المقاومة في صمت. أرقب عيونا الناس و هي تمشي مسرعة في طريقها، تقاوم نوم تناشده طوال الليل ليأتي و لكنه يرفض، و تدور ورائهم ذاكرة من الأحداث المؤجلة و التي لم و لن تتحقق. 


 تقاسيم معجونة بزمن ثقيل من الإلتزامات و الخيبات، تحمل ورائها عالما من الضجيج و الزن، و تغلف بصمت و تجهم، و القليل من النظرات الشاردات. أستطيع أن أنسج قصصا و حكايات تتدلى من أمخخة و عقول المارة، و من يدري لعل أكثر أحداثها صحيحة. لم يعد أصحابها يهتمون بكتمان التفاصيل لكثرتها و تراكمها. لا مرح يخرج من العيون و لا ذكريات تتشابك مع الأفواه و الكل في ضيق. 


حاضر معتم و نسيم من هواء راكد يثقل النفس و يكدر الوقت و يجعل الإحساس العام كالدايخ الذي في حاجه للقيئ. أستمر في هذا النوع من التأمل العابر، الجاف، و المحزن، حتى أخرج منه على صوت فيديو بدون عنوان فيه لاعب كرة يحرز هدفا خطيرا و بشوطة صاروخيه لا يمكن صدها أبدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق