بعد أن أتم سن الستين و أصبح من المحالين على المعاش، وجد الرجل نفسه وحيدا بدون عمل، يصحى وحيدا و يأكل وحيدا و خاصة بعدما تزوج جميع أولاده و تركوا المنزل و إنفردوا بحياتهم و بأحوالهم. كان يعتمد على وجود رفيقته و زوجته و لكنها أصرت على تركه و العيش وحدها في غرفتها.
وجد الرجل أنه سيظل وحيدا للأبد، فقرر قرارا و أخذ يفكر فيه و يرتبه، ثم إتخذ قراره و لن يثنيه شئ عن هذا القرار.
قرر أن يلبس أقدم ملابسه، المهترئ منها، قميصا مقطعا و بنطال أرجله قصيره، و يجوب الأرض حافيا على قدميه. قرر ألا يكلم إنسانا، و ألا يأخذ دواء، و سيعيش في حديقة بعيدة عن بيته، يأكل من أوراق الشجر و حشائش الأرض و يشرب كما تشرب العصافير.
يعيش تحت السماء في العراء، و يقضي حاجته في الخلاء. صنع لنفسه حجرة من التراب الممزوج بالماء، بدون سقف أو غطاء. و قرر ألا يفكر و ألا يسمع و ألا يشعر و ألا يشتكي، و يستعد لكل ما هو آت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق