عند شروق الشمس خرج رجل مع كلبيه للتسكع و لينزههم. و من طبيعة الكلاب فإن تشم كل شئ تقابله، فذهبت لحديقة صغيره أمام بيت غريب، و شمت الزرع فيها و عندما إقتربت من زرعة معينة، صعقت الكلاب و قفزت من الخوف ثم هربت.
تعجب الرجل و أخذ كلبيه و إقترب من وردة جميلة و أمسكها بيده فشعر كأن بها عروقا نابضة، فأمسك زهرتها و كان لونها حمر فاقع و لامع كلون الدم بالتمام. أنزل أنفه ليشم الوردة ففتحت فمها و قضمت أنفه.
صرخ الرجل بشدة و أمسك أنفه و سقط على ظهره يتلوى من الألم. إستجمع قواه بعد فترة ثم نهض و أمسك الزرعة من ساقها و حاول خلعها فلم يستطع فكسرها و ألقى بها على الأرض.
تعلقت الزرعه بفمها من أسفل أحد الكلبين ووصلت معهم للبيت ثم ألقت نفسها عند المدخل و إنتظرت. و بعد فترة جاءت زوجة الرجل و رأت الوردة فأعجبت بلونها جدا و أخذتها و وضعتها في إبريق به ماء لتشرب و تروى.
و في صباح اليوم التالي، نظر الرجل إلى الطاولة فوجد الوردة موضوعه فوقها، فنظر إليها بدهشة و تعجب كيف وصلت لطاولته، فذهب إليها و حاول أن يمسك بها.
فمالت عليه و فتحت فمها و ظهرت أسنان حادة بداخله ثم قالت له بوضوح، لا تحاول قتلي، و لكن تمنى أمنية لأحققها لك. تردد الرجل بشدة، و قال هل تتكلمي؟ ثم قال أي أمنية، فأومئت الوردة برأسها و فتحت فمها بإبتسامه شريرة للغاية، و قالت أي شئ.
نظر لها الرجل لبضع ثواني ثم قال أريد القوة، أريد أن أكون أقوى رجل في العالم. رفعت الوردة رأسها و مالت نصف دائرة ثم قالت لك ما طلبت، و لكن لكل طلب مقابل، أريد دما، أريد أن أشرب الدم، مد يدك لأقضمك، ثم تكون لك القوة. فقال لها لن أمد يدي و لن تأكليني. فقالت آتني بأحد الكلبين فطعم دمائهم لذيذ كطعم دمك.
نظر لها بخوف و قال كيف ستمنحيني القوة مقابل دم كلبي، فردت و قالت عليك أن تأخذ ورقة من أوراقي و تمضغها فتكون لك أمنيتك. لم يتردد الرجل في إحضار كلبه ثم ذبحه و وجمع دمه و وضعه أمامه فمالت برأسها و جعلت تشرب من الدم و تتلذذ بصوت مخيف.
كان الرجل ينظر بشدة و رهبة منها و لكنه إنتظرها حتى إنتهت فكبر حجمها و إزدادت طولا و جمالا و مدت له ورقة كبيرة منها ليأكلها. أخذ الورقة منها و شعر و كأنها مليئة بعصارة من الدم فلم يتردد في أكلها فشعر بطعم جميل و كأنه يأكل عسلا.
جلس الرجل على الأرض أمام الوردة و ينظر لها في صمت و هي أمامه تتمايل في رقصات و تصدر من فمها عدة أصوات. ثم أمسك بدماغه و أخذ يصيح بشدة من شدة الألم و تلونت عيناه بلون الدم و نظر إليها فقالت له إذهب لتكن الأقوى.
ركض الرجل مسرعا خارج بيته و هو يمسك رأسه بشدة، ثم رقد في حديقته و أخذ يحفر في التراب، حتى حفر حفرة تساوي حجم جسمه بالكامل، و رقد بداخلها و أخذ ينزل عليه التراب حتى إختفى.
و قبل أن يغلق التراب عليه، مدّ لسانه خارج فمه و خرج منه ساق وردة جديدة، و مالت عليه و قضمته لتشرب من دمه، ثم إزداد حجمها و طولها بسرعه جعلتها تظهر من على الأرض لتغلق باقي الحفرة علي وجهه و تظهر هي كأنها أجمل وردة تنتظر فريستها الجديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق