في كثير من الأوقات يقول لي أصدقائي أنهم يحبونني في الله، و دائما أسألهم لماذا تحبوني؟ و لماذا في الله؟ فما هو تعريفك للحب و كيف يكون في الله.
السؤال دا يجعلهم دائما يراوغون في الإجابة فلم أجد أحداً منهم إستطاع الرد بإجابة تشبع سؤالي. فهل حبهم المقصود لي نتيجة كوني مستمع لما وراء كلامهم و أردده على مسامعهم بكلام منطوق، فأظهر لهم حقيقة مشاعرهم. أم لأنني مستمتع بوجودهم، فيكون الحضور لطيفا و مرحا. أم لأنني أبديهم عن غيرهم في مجال العمل و المال. و لكني أتعجب منهم لأن كلامي أحسه سخيفا و حادا، كما أني لست إنسانا مرحاً، و أنني أقوم بمعظم الأعمال بنفسي.
و هل الحب في الله ناتج عن تديننا بنفس الدين فيكون قصدهم حب إسلامي، أم لأننا نميل لنفس الفئة فيكون حب سُنيا، أم لأننا نُقر بنفس المنطق فيكون حبا توحيديا، أم لأننا تربينا على حديث أنت مع من تحب فيكون غرضهم مرافقتي في السماء كما في الأرض. فيكون هنا الحب هو الحب الأسمى و الأطهر.
و كنت و مازلت أتسأل هل حبهم لي و خاصة حبهم لي في الله مشروط، فلو كانت شروطهم غير متوفرة فهل سيتغيرون و يكرهونني و يبغضونني، و الأكثر ألما أنه سيكون في الله. فلو لم أمتثل لأديانهم أو لمنطقهم أو لإرادتهم أو أستمع لنميمتهم أو أتفهم تقلبات مزاجهم أو أنني لم أستطع أن أقضي الوقت معهم و أصبحت صديق وحدتي، لتحول حبهم لي مكرا!
و رغم هذه الأسئلة المحيرة لي إلا أني أختار دائما الصدق في حديثي فأستمع بصدق و أتكلم بصدق و أنصح بصدق و أعيش بصدق رغم كون الصدق حاد و صعب إلا أنهم واثقون بأنه لن يأتي يوم و سأخون صدقي معهم.