السبت، 9 نوفمبر 2024

رباط جزمة

 

كان رباط الجزمة يلتف حول نفسه بشكل معقد، مربكًا ومتورطًا في عُقد لا تنفك بسهولة. على رف الأحذية في المنزل، جلس منتظرًا بصبر أن يأتي أحدهم ويفك عُقده المتشابكة. كل صباح، كان يرى الأطفال يندفعون لارتداء أحذيتهم، لكنهم كانوا يتجنبون الحذاء الذي يملكه، بسبب تعقيد رباطه.

كان يتذكر الأيام التي كان فيها جديدًا، حيث كانت عقدته تتشكل بسهولة وتبقى ثابتة طوال اليوم، مما يوفر الراحة والأمان لمن يرتدي الحذاء. كان يفتخر بنفسه وبمدى كفاءته في أداء وظيفته. لكن مع مرور الوقت، بدأ يتعرض للتلف والتآكل. أصابته الخدوش والبقع، وأصبح أكثر هشاشة وتعرضًا للتشابك.

في أحد الأيام، قرر طفل صغير أن يرتدي هذا الحذاء الذي يملك هذا الرُباط. جلس وأخذ الحذاء بيديه الصغيرتين، وبدأ بحل عُقد الرباط بصبر و إهتمام. كان الرباط يشعر ببعض الألم مع كل محاولة لفكه، لكن الطفل لم يستسلم. وبعد جهد كبير، تمكن من فك العقد وارتداء الحذاء. أصبح الرباط يشعر بالارتياح والفخر، فقد عاد لأداء وظيفته مرة أخرى.

خرج الولد إلى الحديقة ليلعب، وكان الرباط يشعر بالسعادة وهو يرافقه في كل خطوة. في نهاية اليوم، عندما عاد إلى المنزل وخلع حذاءه، شعر الرباط بالفخر والإنجاز. أدرك أن رحلته لم تنتهِ بعد، وأنه ما زال قادرًا على تقديم الخدمة والراحة لمن يرتديه، مهما كانت التحديات التي يواجهها.

وبينما كان يستعد لمغامرة جديدة في اليوم التالي، كان الرباط يعلم أنه على الرغم من التآكل والتشابك، فإنه يمكنه دائمًا أن يجد طريقه إلى الأمام مع القليل من الصبر والعناية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق