الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

الشجر لا يطلب الشكر

 

الشجر كائن صامت، لكنه يحمل حكمة عميقة تُعلّمنا عن الصبر والعطاء بلا مقابل. الشجرة بتقف وحيدة في قلب الطبيعة، ثابتة في مكانها، لا بتشتكي ولا بتطلب حاجة، لكن رغم الوحدة والإهمال، بتظل تعطي ثمارها في هدوء. كأنها بتقول لنا: "أنا موجودة عشان أعطي، مش عشان آخد".

في أوقات كتير، ممكن نمرّ بفترات بنحس فيها إننا لوحدنا، محدش مهتم، ولا حد شايف اللي بنعمله. زي الشجرة، ممكن نحس إن مفيش حد بيعتني بينا، لكن الحقيقة إن العطاء مش محتاج مقابل دايمًا. الشجرة بتطرح ثمارها، سواء حد اعتنى بيها أو سابها، لأنها بتفهم إن قيمتها في اللي بتقدمه، مش في اللي بتاخده.

التربة الجافة، والشمس الحارقة، والرياح القاسية، كلها عوامل بتواجه الشجرة، لكنها بتفضل واقفة، جذورها غايرة في الأرض، وأغصانها ممدودة للسما. كأنها بتعلّمنا إن القوة الحقيقية مش في الحماية الخارجية، لكن في الجذور اللي بتثبتنا مهما كانت الظروف.

الشجرة الوحيدة مش بتحتاج حد يقولها شكرًا، لأنها بتفهم إن الحياة مش دايمًا عادلة، لكن ده مش سبب يمنعها عن إنها تطرح وتزهر وتدي. يمكن ده يكون درس لنا كبشر، إننا نقدر نكمل ونطرح ثمار جهودنا حتى لو مفيش حد شايف أو مقدر. العطاء في حد ذاته سعادة، ولو فضلنا ننظر لثمارنا على إنها دليل على قوتنا، هنلاقي إن الحياة دايمًا فيها معنى حتى لو كنا لوحدنا.

الشجرة بتقول لنا بصمتها: "ما تيأسش. طول ما انت بتعطي، انت عايش، انت قوي، وانت أكتر من مجرد حد محتاج حد."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق