الإنسان لما يوصل لعمر الرشد بيكون تكوين شخصيته اكتمل، بيبقى عنده وعي وخبرات يقدر يعتمد عليها وينقلها لغيره. شخصية الإنسان بتبدأ تتشكل من الطفولة، لكن بتكون لسه قابلة للتغيير بشكل بسيط، والتغيرات اللي بتحصل في المرحلة دي بتكون آثارها محدودة وسهل التعامل معاها.
لكن بعد ما الإنسان يوصل لعمر الرشد، شخصيته بتتحول من مرحلة التكوين لمرحلة السمات الثابتة. في المرحلة دي، السمات الشخصية بتبقى أكتر ثباتًا، وكل شخص بيتكون عنده سمات أساسية بتميزه، بتظهر في سلوكياته وردود أفعاله.
السؤال المهم هنا: هل السمات دي ممكن تتغير لو المواقف اللي بيواجهها الشخص كانت قوية بما فيه الكفاية؟ مثلا، هل ممكن أب أمين يضطر يشهد شهادة زور علشان ينقذ ابنه من السجن، أو يختار إنه يرفض ويشوف ابنه يتسجن؟ في الحالة دي، هيتواجه بمرارة الزور أو الندم. أو ممكن الزوجة العفيفة تتجاهل غلطة لزوجها، فتعيش بمرارة الخيانة أو مرارة السكوت.
الأضرار اللي بتحصل في المواقف دي بتكون صعبة التدارك، لأنها بتمس سمات أساسية زي الأمانة والعفة، سمات مش سهلة تتغير أو تتزعزع. في النهاية، الحل الوحيد غالبًا بيكون محاولة الإنسان إنه يجبر عقله وقلبه على النسيان.
ده الصراع اللي بيعيشه الإنسان الراشد، معركة بين سماته الثابتة وضغط المواقف اللي بيمر بيها. بيبقى فيه صراع داخلي كبير، وأحيانًا الحل الوحيد هو الاختيار الصعب ثم النسيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق