الأربعاء، 6 نوفمبر 2024

ماذا لو الأشجار أصبحت أنانية

 

تخيل لو الأشجار بقت أنانية، كل شجرة مركزة بس على نفسها، بتحاول تكبر وتستحوذ على أكبر قدر من الضوء والمياه، من غير أي اعتبار للي حواليها. كانت هتطلع فروع طويلة وعريضة تمنع أشعة الشمس توصل للأرض، وتحجز كل الموارد لها لوحدها. ساعتها مش هنشوف غير شجر عالي قوي، لكن تحته هيبقى مظلم، والزرع الصغير والزهور الجميلة اللي بتزين الأرض هيختفوا.

الشجرة لو كانت أنانية، كانت كمان هتستخسر تعطي ثمارها لبقية الكائنات. الثمار هتفضل على الفروع العالية، تكبر وتدبل من غير ما حد يلمسها، بدل ما تسقط وتسيب للحيوانات والطيور والبشر يستفيدوا منها. الطيور مش هتلاقي أكل، والحيوانات اللي بتعتمد على الفاكهة دي هتضطر تدور على مصادر تانية، ولو ملقتش، حياتها نفسها ممكن تتأثر.

كمان، مش هتميل إنها تمد جذورها بشكل متشابك مع جذور الأشجار التانية عشان تدعمها. في الطبيعة، الجذور بتتشابك مع بعض عشان الشجر يثبت ويقدر يقاوم الرياح والعواصف القوية. إنما لو شجرة ركزت على مصلحتها بس، هتبقى ضعيفة، وأول ريح ممكن تقتلعها من مكانها.

ولو كملنا الصورة دي، هنلاقي الطبيعة نفسها هتتأثر. الشجر مش بس بيزودنا بالأكسجين اللي بنتنفسه، كمان بيمتص ثاني أكسيد الكربون وبيقلل التلوث. لو الأشجار بقت أنانية ومبقتش عايزة تدي، هنلاقي الهوا بقى ملوث، والأكسجين قليل.

كل ده بيورينا إن الطبيعة أساسها العطاء، وإن الشجر بيعلمنا إن الحياة مش ممكن تستمر من غير مشاركة. الطبيعة مش مبنية على احتكار أو أنانية، لكن على توازن وتعاون، وكل كائن بيكون جزء من منظومة متكاملة عشان الكل يستفيد ويستمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق