الجمعة، 29 نوفمبر 2024
أسى أسيرة في أسرة ميسورة
الأربعاء، 27 نوفمبر 2024
الشجر لا يطلب الشكر
الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
جاذبية سرطانية
الاثنين، 25 نوفمبر 2024
إسقاط في الخيال
الأحد، 24 نوفمبر 2024
حضن وعشرة أيدي
السبت، 23 نوفمبر 2024
مكتبة الظلال
الخميس، 21 نوفمبر 2024
بنخاف
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024
الأشجار لا تنظر خلفها
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024
السرطان ... مخير أم مسير أم مبرمج
الاثنين، 18 نوفمبر 2024
إدارة الأخطاء في البيت ... صبر و لا ندم؟
الأحد، 17 نوفمبر 2024
شيلني يا بابا
السبت، 16 نوفمبر 2024
غبار مسحور
في أعماق الصحراء، حيث لا نهاية للرمال ولا ملجأ من الشمس، كانت الحكايات تتناقل عن غبار الصحراء المسحور. أساطير نسجتها العواصف ودفنتها الرياح، لكن الحقيقة دائمًا ما تجد طريقها وسط السراب.
كانت القافلة تسير بثبات عبر تلك المساحات اللامتناهية، عندما بدأت الرياح تتغير. في لحظة، اشتدت العاصفة، وتحولت الرمال إلى نصل حاد يجلد الوجوه. وسط الفوضى، كان هناك من سقط، جسده يكسوه بريق ذهبي غريب. بعد انقشاع العاصفة، كان الجميع يقفون مذهولين. جسده بدأ يتغير، بقع حمراء ظهرت على بشرته، وكأن شيئًا ما تحت جلده يلتهمه من الداخل.
لم يكن هناك ما يمكن فعله. كل محاولة لإنقاذه كانت عبثية، والغبار كان وكأنه كائن حي، يرفض التخلي عن ضحيته. ومع كل دقيقة تمر، كان جسده يذوب ببطء، كأن الصحراء تطالب بحقه. مع حلول الليل، توقف الركب بجانب واحة مهجورة، والجميع ينتظر النهاية المحتومة.
ولكن مع ظهور القمر، تغير كل شيء. نوره الفضي غمر الرمال، وهالة من الغبار بدأت تتصاعد من جسده المتآكل. أمام أعينهم، بدأ يعود. لحمه ينمو مجددًا، جروحه تلتئم، وعيناه تفتحان ببطء. لكنه لم يعد كما كان. صوته حين تحدث بدا أجوفًا، وكلماته حملت نبرة غريبة. "ما يُعاد ليس كما كان. الصحراء تأخذ جزءًا ولا تُعيده أبدًا."
بعد تلك الليلة، أصبح مختلفًا. جسده يبدو كاملًا، لكن تصرفاته كانت غريبة. كان يحدق في الرمال طويلًا، وكأنه يسمع ما لا يسمعه الآخرون. كان يستيقظ في منتصف الليل، يتمتم بكلمات غير مفهومة، ويتبع الظلال التي تتحرك مع ضوء القمر.
بمرور الأيام، أصبح وجوده عبئًا على القافلة. كان الخوف منه يتسلل في كل نفس، حتى قرروا مواجهته. تحت ضوء القمر، وقف أمامهم وقال:
"الغبار ليس مجرد رمال. هو ذاكرة هذه الأرض، يحمل أرواح من سبقونا. من يعود من الغبار لا يعود كاملًا. الحياة تُمنح بثمن، وهذا الثمن يدفعه من يجرؤ على العودة."
وفي الليلة التالية، اختفى. لم يترك سوى آثار أقدام على الرمال، تناثرت مع أول نفحة ريح. من حينها، لم يتوقف المسافرون عن الحديث عن الغبار. الشمس التي تقتل، والقمر الذي يعيد، والصحراء التي لا ترحم.
كانت الحكايات تستمر، وكلما ظهر شخص يدعي أنه عاد من الموت، كان السؤال يتردد:
هل عاد حقًا؟ أم أن ما عاد هو جزء مما أخذته الصحراء، وأبقت عليه في قبضتها إلى الأبد؟
الخميس، 14 نوفمبر 2024
الستين قوة روح
الأربعاء، 13 نوفمبر 2024
الأشجار لا تخاف ليلا
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024
إيجابي ولكنه سلبي... سلبي ولكنه إيجابي
الاثنين، 11 نوفمبر 2024
البارونويد ... إنسان مضْطَهَد و زوج مضطَهِد
الأحد، 10 نوفمبر 2024
ثمرة الحياة
السبت، 9 نوفمبر 2024
رباط جزمة
الخميس، 7 نوفمبر 2024
معركة الرشد
الإنسان لما يوصل لعمر الرشد بيكون تكوين شخصيته اكتمل، بيبقى عنده وعي وخبرات يقدر يعتمد عليها وينقلها لغيره. شخصية الإنسان بتبدأ تتشكل من الطفولة، لكن بتكون لسه قابلة للتغيير بشكل بسيط، والتغيرات اللي بتحصل في المرحلة دي بتكون آثارها محدودة وسهل التعامل معاها.
لكن بعد ما الإنسان يوصل لعمر الرشد، شخصيته بتتحول من مرحلة التكوين لمرحلة السمات الثابتة. في المرحلة دي، السمات الشخصية بتبقى أكتر ثباتًا، وكل شخص بيتكون عنده سمات أساسية بتميزه، بتظهر في سلوكياته وردود أفعاله.
السؤال المهم هنا: هل السمات دي ممكن تتغير لو المواقف اللي بيواجهها الشخص كانت قوية بما فيه الكفاية؟ مثلا، هل ممكن أب أمين يضطر يشهد شهادة زور علشان ينقذ ابنه من السجن، أو يختار إنه يرفض ويشوف ابنه يتسجن؟ في الحالة دي، هيتواجه بمرارة الزور أو الندم. أو ممكن الزوجة العفيفة تتجاهل غلطة لزوجها، فتعيش بمرارة الخيانة أو مرارة السكوت.
الأضرار اللي بتحصل في المواقف دي بتكون صعبة التدارك، لأنها بتمس سمات أساسية زي الأمانة والعفة، سمات مش سهلة تتغير أو تتزعزع. في النهاية، الحل الوحيد غالبًا بيكون محاولة الإنسان إنه يجبر عقله وقلبه على النسيان.
ده الصراع اللي بيعيشه الإنسان الراشد، معركة بين سماته الثابتة وضغط المواقف اللي بيمر بيها. بيبقى فيه صراع داخلي كبير، وأحيانًا الحل الوحيد هو الاختيار الصعب ثم النسيان.