في نظرية تعليمية بتحاول الإجابة على سؤالين مهمين في تربية الأطفال. السؤال الأول هو، هل ممكن أن يتعلم الطفل سلوك معين نتيجة مشاهدته فقط و السؤال الثاني هل نظام الثواب و العقاب يمثلوا مفاتيح لأداء و تقليد هذا السلوك
في تجربة أحضروا مجموعة من الأطفال و جعلوهم يشاهدون شريط مسجل لقدوة لهم و هو يقوم بسلوك عدواني بضرب دمية بلاستيكية، ثم ينتهي المشهد
ثم قسموهم إلى ثلاثة مجموعات، المجموعة الأولى شاهدت نفس المشهد للمرة الثانية و لكن يتبعه مشهد مكافئة للقدوة بعد قيامه بالسلوك نفسه. و المجموعة الثانية رأت قدوتهم و هو يعاقب على سلوكه. و المجموعة الثالثة شاهدت نفس المشهد و لكن بدون ثواب أو عقاب كتكرار فقط للمشهد
ثم وضعت الثلاث مجموعات مع بعضهم في غرفه واحده مع دمى بلاستيكية بعضها تشبه دمية الدراسه و البعض الأخر لها شكل مختلف، و وضِعوا تحت المشاهده للكشف عما سوف يعبرون عنه من السلوك العدواني تجاه الدمى
أظهرت النتائج أن الثلاث مجموعات أظهروا قدرا من مظاهر السلوك العدواني و لكن فقط في وجود حافز بالثواب كالمكافئات او التصفيق. بمعنى آخر أن الأطفال تعلموا أو إكتسبوا السلوك العدواني من المشاهدة فقط و لكنهم لم يقوموا بالسلوك نفسه إلا بوجود محفز خارجي بالثواب. و وجدوا أن تأثير السلوك العدواني أقل عند أطفال المجموعة الثانية الذين شاهدوا أن قدوتهم قد عوقب على فعلته بالتوبيخ
معنى هذا أن نظام الثواب ضروري لتقليد السلوك و لكنه غير ضروري لإكتسابه. و أن الخوف من العقاب يردع عن عمل هذا السلوك
الفكره هنا تتضمن مفهوم النمذجة عند الأطفال، أي أن الطفل يقلد نموذجا خاصة به من قدوته كالأب و الأم و الأخ و المدرس و يكتسب سلوكياته و إنفعالاته و لكنه لا يقلدهم إلا إذا رأى أنه سيثاب عليها. و بالتالي فتربية الأطفال تتضمن في فكرتها الحذر من فعل ما هو غير تربوي أمامهم و خاصة عندما نصطحبهم مع أصدقائنا. و وضحت هذه التجربة أيضا أن مدة مشاهدة الأطفال لردود الأفعال حتى و لو كانت مدة قصيرة إلا أنها تظهر بوضوح. و أن الإنفعالات لا تتطلب معايشه حقيقية لإكتسابها فكثيرا مما يتعلموه يكون بالعبرة
الفكرة الثانية هي إكتسابهم سلوك آخر كرد فعل على الثواب و العقاب و يسمى التشريط بالعبرة، بمعنى أنهم عندما يشاهدون نموذج يعبر عن الخوف مثلا نتيجة العقاب فسيتكون لديهم ردود إنفعالية داخلية لأفعال الخوف، فمثلا تجده يخاف أن يتكلم أو يلعب أو يتحرك حتى لا يُعاقب. و بالمثل لو شاهد محفز للثواب تجده يتحرك و يتقن عمله للحصول عليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق