الأربعاء، 11 يناير 2023

عبيد الزرع و متبعين التبغ


نبات التبغ أصبح اليوم من أكثر أنواع النباتات زراعه و يعتبر من المحاصيل الرئيسية لأي دولة فالعائد المادي من زراعته يفوق العائد من زراعة الخضار و الفاكهة مجتمعه. و أصبح الناس يتجهون للعمل في هذه المزارع المقدره بألاف الأفدنة فيزرعوا و يرعوا و يحصدوا ألاف الأطنان من التبغ بدون كلل و لا ملل و لكنهم تناسوا أنه زرع ضار غير نافع و أنهم أول من يتضرر

معظم مزارعين التبغ يعملون على الأقل ٨ ساعات يوميا فيكونوا على إتصال دائم به فيدخل التبغ في أنسجتهم و جلدهم و رئتهم و حتى أنه يلتصق بملابسهم فيأخذوه داخل بيوتهم ليدخل في أنسجة و دماء زوجاتهم و أولادهم

بعيدا عن أن مواد التبغ تجعل المدخن متعلق بها كيميائيا إلا أنه يحبها و لا يستطيع الإبتعاد عنها و خاصة وقت ضيقه و إحتياجه. فالتعلق هنا ليس كيميائيا فقط و لكنه أصبح حب و تعود أو قل عبادة

و من شدة التعلق و التعبد تجد المزارعين مرضى و حالتهم متدهورة فعندهم كل الأمراض التنفسية و الجلدية و السرطانية و أمراض القلب و الكلى و العين و العظام و غيرها مجتمعه فيهم و يظلوا يتبعونه و يتسائلوا لماذا كل هذه الأمراض

لقد سيطر التبغ عليهم كاملا من داخلهم و من خارجهم و أصبح هو المتحكم في أفكارهم و قدراتهم و شخصياتهم و أصبح أيضا يتحكم في أقواتهم و أموالهم و أصبحوا عبيدا له

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق