على مر السنين لما تِدوَّر في الأبحاث المنشورة نادرا لما تلاقي أرقام حقيقية تساعدك على فهم طبيعة إنتشار السرطان و أسبابه بين الناس . أيوا في حاجات خلاص إتعرفت زي مثلا العلاقة بين الأسبستوس و سرطانات الرئة و الفيروسات الكبدية و سرطان الكبد . طبعا أنا مش بتكلم عن تراجع معدل الوفيات الناتجة من السرطان ، أنا بتكلم عن معدل الكشف عن السرطانات الجديدة و معرفة أنواعها
بس برضه مش هتنسجم جميع العناصر في صورة مرتبة مع بعضها يعني هيحصل إختلافات في الأعداد بين السنين بدخول أسباب جديدة من عوامل وراثية مثلا أو حتى من الممارسات الثقافيه نفسها مثلا معدل إنتشار سرطان الفم عند الهنود زاد جدا لما إكتشفوا علاقة بين مضغ أوراق الجوز betel nutes مع عادة التدخين العكسي و هي وضع النهاية المشتعلة للسيجارة داخل الفم
تقلب الأرقام و إختلافها صعودا و هبوطا بين الأبحاث بيعمل عائق خطير لمعرفة هل معدل الزيادة أو النقصان حقيقي أم وهمي . و هل طرق الكشف التي تتطور يوميا بتغير هذه المفاهيم عن السرطان فيتحول الحميد خبيثا و الخبيث حميدا فتتغير النسب بتغير دقة التشخيص . و طبعا كلما زادت ندرة الأنواع السرطانية أصبحت الأرقام أكثر عرضه للتقلبات العشوائية
و الفكرة هنا لو قسمنا أنواع السرطان وفق العمر أو العرق أو الجنس أو المنطقة الجغرافية سنجد أن الأرقام إختلفت جدا بين النوع الواحد مثلا السرطانات التي تحدث عند الرجال السود ستجدها أكثر من البيض و لكنها العكس في السيدات فالبيضاوات أكثر عرضه للسرطانات عن السوداوات
تناقضات غريبة تظهر و حلها يقترب للمستحيل . و بمثال آخر في مناطق الأقليات تجد عندهم حالات كثيرة من سوء التغذية و معدلات عالية من التدخين مع شرب الكحوليات و تدني مستوى النظافه و الرعاية الصحية الردئيه ، فتجد معدل الإصابة بالسرطان أقل بكثير من المناطق ذات المستوات عالية الجودة
و إذا تعمقنا أكثر في البيانات سينشأ مزيدا من التباينات و الإختلافات و ستجد إننا في مستنقع من الأرقام
و يبقى الأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق