الأحد، 1 أكتوبر 2023

الذكاء و الإستجابة للفشل


إستطاع علماء النفس فصل نوعين من السلوكيات التي تتمحور حول الإستجابة للفشل عند الأطفال في عمر المدرسة الابتدائية. أبدى التلاميذ أسلوبين متضادين، هما أسلوب العاجز و أسلوب المسيطر

فالأطفال ذوو الأسلوب العاجز كانوا ينظرون لأنفسهم نظرة سلبية و كانوا يعانون من القلق و كره الدراسه و بالتالي تأثر أدائهم و فشلوا. و عندما واجهوا مشكلة صعبة و حاولوا حلها ظهرت شخصيتهم الضعيفه و المهزوزة ففشلوا و أصبح فشلهم في نظرهم ليس لصعوبة المشكله و لكن لكونهم أصلا من الفاشلين

أما الأطفال أصحاب الأسلوب المسيطر فكانوا ينظرون لأي مشكلة صعبة على أنها تحدي و عليهم أن يسيطروا عليها بمجهودهم و كانوا أصحاب همة عالية و عندهم القدرة على التأقلم و عندما فشلوا في حلها، سألوا على الحل و ساعدوا في إيجاد أكثر من بديل لطريقة الحل

هنا كل مجموعة منهم ستسعى في يوم ما لتحقيق أهداف مختلفه في الحياة. فيبحث مستخدمو أسلوب العجز على الأهداف التي تجنبهم مشاعر الفشل و يبحث مستخدمو أسلوب السيطرة على الأهداف التي تحسن من كفاءاتهم

و بالتالي فإن نظرة المجموعتين للذكاء على أنه عنصر بشري ستكون مختلفه، فالمجموعة الأولى ستنظر له على أنه هوية أو كيان فيقولون أن فلان ذكي و فلان غبي، أما المجموعة الثانية فستنظر للذكاء على انه شئ قابل للتغير و التطويع فتقول إن فلان سيعصر عقله لإيجاد الحل و فلان لن يتعب نفسه حتى في التفكير

و هنا ستجد أن التفكير عند المجموعة الأولى يكون مصاحبا للقلق، و لكونهم لا يفكرون فهم سيفشلون، أما المسيطرون فالتفكير هو أسلوبهم و الذكاء لعبتهم و سيكونون مستعدين لأي تحدي

و عليه بنفس الطريقة، قدرة المجموعة الأولى على النجاح أو الفشل في علاقاتهم الاجتماعية و العاطفية، و قدرة المجموعة الثانية على إيجاد سبل للترابط مع أقرانهم و جيرانهم و أزواجهم

دورك كأب و مربي أن تستطيع تمييز سلوك أولادك و معرفة وجهة نظرهم عن الذكاء و التفكير و محاولة مساعدتهم على شحذ قدراتهم العقلية و البدنية و أن يأخذوا فكرة حقيقية عن قدراتهم. و الأهم أن تزرع بداخلهم فكرة أن القدرات عبارة عن سمات قابلة للتشكل و بقدر من الجهد تكون قابلة للتغيير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق