الوسيط الحسابي رقم و ليس رسالة , حكاية جاي غولد مع سرطانه

في عالم إسمه ستيفن جاي غولد و دا عالم في البيولوجيا التطورية إتشخص و هو في سن الأربعينات بسرطان نادر مرتبط بالتعرض لمادة الأسبستوس . في العادة السرطان بيجي في الأنسجة المحيطة بالرئة بس هو جاله في الأنسجة المحيطة بالبطن و دا يعتبر أكثر ندرة

و طبعا أول ما عرف بدأ يدور عن الأبحاث إلي إتعملت و عالجت مرضه النادر جدا . و بعد صدمته و معرفته بالأرقام و النتائج أخذ باله من إن تقريبا كل الأبحاث بتقول إن متوسط الفترة بين التشخيص و الوفاة هي ثمانية أشهر فقط . ودا معناه ظاهريا أنه سيموت في خلال سنة واحده

و لكن حسه البحثي قاده إلى تفريغ كل الإحصاءات إلي إتعملت و وجد أن تقريبا كل الأبحاث إستخدمت طريقة عد تعتمد على الوسيط الحسابي median بدلا من الوسط الحسابي mean طب ودا معناه إيه

الفرق بينهم كبير جدا ، يعني الوسيط بيعتمد في حساباته على تحديد منتصف الفترة الزمنية فقط بينما الوسط بيعتمد على إيجاد علاقه بين أقل فترة و أكبر فترة

و هنا بدأ غولد في طمأنت نفسه ، فمن المرجح أن تكون الفترة الزمنيه لعمره تطول عما هو مكتوب في الأبحاث . و طبعا وجد أن بالفعل أشخاص عاشوا فترة إمتدت لسنوات و بدأ في علاج تجريبي جديد و عاش فترة إستمرت لعشرين سنة

و يبقى الأمل

مع بعض

من أفضل الطرق إلي بتخلي زوجين قريبين من بعض هو قراءة كتاب مع بعض . مناقشة محتوى الكتاب بيدعم الروابط الي بينهم ، بيزود فهم كل واحد لشخصية التاني ، بيقرب تفكيرهم من بعض . المناقشه بتخلق جو من إحترام طريقة تفكير كل واحد فيهم و بتشيل المفهوم الخاطئ للتصرف في المواقف الحياتية اليومية

طبعا بيبقى في إختلاف في الشخصية ، في التفكير ، في العادات و التقاليد الي إتربوا عليها ، بس المناقشة بتخلي الطريقتين يتحللوا في بعض و يتخلطوا مع بعض و يطلع طريق مشترك يمشوا عليه

أنا بتكلم عن الكتب التاريخية ، الكتب الدينية ، الكتب الفلسفية ، الإجتماعيه ، التربوية مش الروايات الرومانسيه او البوليسية . الروايات بقى ممكن تعمل العكس تماما ، تفرق الطرق ، تزيد المشاكل ، تقلل التفاهم لأن كاتب الرواية هو إلي إختار طريق الرواية و إختار حبكتها و إختار تصرف الأبطال و كمان إختار نهايتها

المكافآت هل للنجاح أم للأخلاق

بطبيعة الحال نظام المكافآت بيكون علشان ننمي ملكات ثقافية و عقلية عند الأطفال و قليل جدا لننمي الملكات الأخلاقية . دائما تلاقي إللي بياخد مكافأة بيكون وصل لمرحله عالية من النجاح و النباهه مش لأنه وصل لمرحله عالية من الإستقامة و الضمير و دثامة الخلق

المكافآت بتنمي روح التنافس في الميدان العقلي عند الأطفال ، ودا ممكن يدخلهم في دائرة من الإستهتار الأخلاقي و إستباحة الخيانه و قلة الضمير للوصول للنجاح و خط النهاية

نظام المكافآت الأخلاقية محتاج يتوازن مع المكافآت العلمية داخل البيوت و المدارس لأن التكوين الأخلاقي للأطفال يأتي قبل التكوين العقلي

الحياة المشتركه ... المباح و المتاح

مفيش حاجه تقدر تخرج إنسان من وحدته و عزلته أكثر من إحساسه بأن له قيمه ترتبط بقيمة الناس في المجتمع المحيط به . يعني أفعاله لها أسباب و نتائج تتعدى نطاق شخصيته الفرديه و تدخل في الشخصيه الجماعيه . معنى كدا أنه يعمل من أجل الجميع و في نفس الوقت الجميع يعملون من أجله

وده أحسن وسيله علشان الفرد يشعر بأنه لا يكتفي بذاته و إنما هو جزء من كل المحيط به و بالتالي المجتمع يقدر يعتمد عليه و يحسب حساب وجوده و تفاعله

ولكن التشارك في الحياه بيكون له حدود سواء عرفيه يعني عادات و تقاليد أو دينيه أو حتى إجتماعيه . يعني نتعاون و نتداخل و نتشارك في المسؤولية المباحه مش في كل حاجه متاحه

قِرب من قرابين القرفه

القرفة، نوع من البهارات و مكسبات الطعم الطبيعية و تنتج من شجرة مخصوصة لها. هذه الشجرة تزرع في المناطق الحارة و تمتاز بإنتاج وفير من الزيت، زيت القرفة

يتوزع الزيت في جميع أنحاء الشجرة من خارجها لداخلها و من أعلاها لأسفلها فيقوم المزارعين بقطع الشجرة و تجميع خشبها و لحائها و أورقاها و ثمارها و جزء من جذورها و بذورها و يتم تجفيفهم و طحنهم للحصول على كميات عالية من الزيت. و أعلى نسبة توجد في الخشب و اللحاء و بالتالي جودة المنتج النهائي تعتمد على نسب المزج بين الأجزاء المختلفة مع الخشب و اللحاء فكلما قل المزج زاد الطعم و زاد السعر

يتكون زيت القرفه في خلايا خاصة جدا داخل الزرعة، خلايا تتشكل على هيئة قِرب لها عدة طبقات من الخلايا و لها مدخل واحد لتحافظ عليه من تغيرات درجة الحرارة و إختلالات الرطوبة و تمنع دخول أي إنزيمات أو حتى خلطه بأي مكون من المكونات. يتكون الزيت في مناطق مختلفة عن مناطق تخزينه و يرسل في أنابيب زيتية خاصة لقِرب التجميع و التخزين

هذه القرب يزداد عددها جدا في الجزء الداخلي من خشب الشجرة و لحائها و لهذا فلكي تحافظ الشجرة على حياتها و تمنع موتها و قطعها عليها أن تدفع ثمنا باهظا و هو تقديم هذه القرب كقرابين من الزيت لقاتليها

و لكن الشجرة تضحي بجزء كبير من خشبها و لحائها للحفاظ على حياتها و لكنها تقوم بتعويض نفسها بإنتاج طبقة أخرى من الخشب بطريقة سريعه جدا و في وقت قصير و لكنها ستحتاج لبعض الوقت حتى تخزن كمية كبيرة من الزيت في الخشب الجديد

هذا الوقت قد يصل لعام كامل

علاقة الصناعة بالسرطان

طول عمرنا و الناس إلي حوالينا بتقول إن السبب الرئيسي للسرطان بيكون عامل من العوامل البيئية المختلفة يعني مثلا التدخين و الأكل و التلوث و نسبة التعرض للشمس وقت الظهر و الغازات الكيماوية و مبيدات الحشرات و حاجات تانية كثيرة . و الغريب و المثير للدهشة في نفس الوقت أنك تلاقي شركات تصنيع المواد الكيماوية هي نفسها من تمتلك شركات لتصنيع أدوية السرطان

في برنامج في أمريكا إسمه '' برنامج علم السموم الوطني بشأن المواد المسرطنه " بيطلع تقرير بالمواد المسرطنه و تركيزاتها المسرطنة و نتيجة التقارير ده بدأ الناس يهاجموا شركات التصنيع و يقاضوهم بسبب إحداث التلوث و إحداث السرطانات

وعلشان كدا في السبعينات أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون برنامج الحرب على السرطان و بدأ برنامج حكومي أسماه برنامج SEER أو برنامج المراقبة و الوبائيات و النتائج النهائية . البرنامج ده مسؤول عن تجميع البيانات من كل سجلات الولايات الأمريكية بشأن معدل الإصابة بالسرطان و معدل الوفيات الناتجة عنه . و مع مرور السنين و تراكم البيانات بدأت سلسلة من النتائج بالظهور

و إتعمل تقرير من أشهر باحثين في وقتها هما ريتشارد دول و ريتشارد بيتو - مشهور بتقرير دول و بيتو - و قالوا فيه إن معظم حالات السرطان إلى حد كبير يمكن تجنبها أي أنها ناجمه عن عوامل تقع في متناول تحكم البشر . زي مثلا إن 30% من الوفيات الناجمه عن السرطان كانت السجائر أحد أسبابها . و نسبة 35% تعود للنظم الغذائية و شرب الكحوليات . و أن 10% كانت بسبب العدوى . و الغريب أن النسبة كانت أقل من 1% فقط بسبب المنتجات الصناعية

و في نهاية البحث خلص العالمان دول و بيتو إلى أنه بإستثناء سرطان الرئه فإن معظم أنواع السرطان الموجودة حاليا ترجع لعوامل إنسانية و سلوكيه و لكن الموضوع يحتاج إلى أبحاث متخصصه و تجارب عديدة لتفسير العلاقة السببية بين الملوثات و السرطانات و لكنها تحتاج إلى وقت طويل جدا و تكاليف عالية جدا

طبعا لا يخلو بحث دول و بيتو من النقد و من المشككين في مصداقية الأدوات المستخدمه في تحديد العلاقة بين الملوثات و السرطانات و لكن على الأقل تم إنتاج دليل مادي على وجود دور لكل من السجائر و الكحوليات و التغذية المصنعة و العدوي التي لم تعالج في ظهور مرض السرطان

و يبقى الأمل

كلام خبيث

لو عاوز أقول حاجه لشريك حياتي أقوله علطول كدا بكل صدق و لا أقوله بطريقه فيها معنى و هو يفهمه بقى زي ما يحب

الموضوع دا من أكثر المواضيع استفزازا في البيوت . تلاقي تراشق كلام ، كل واحد بيحدف كلمه على التاني . كل واحد عاوز يضايق التاني . و تيجي تكلمه يقول انا بتكلم بصراحه ، انا بتكلم بإلي في قلبي ، انا مقلتش حاجه غلط

طبعا الكلام ده غلط و أكبر غلط . لأن الكلام هو مفتاح الحياه بين الناس ، و خاصة في البيوت . الكلام الطيب زي الشجره الطيبه ، ثمارها بتطلع طيبه . و الكلام الطيب بيخلي الطرف التاني يهدئ و يفهم

لو عاوز تقول حاجه لشريك حياتك ، قول كل الي عاوزه من غير تجريح و لا إهانه و لا إتهام

الماديه أداة للشراء و ليس تربيه

أسلوب دفع قيمة الخطأ من الأساليب الملتوية للتأنيب . يعني علشان أشعر بخطأ عملته ، أدفع ثمن تصليحه و بس. مادية العقوبه بتحول الإنسان المخطئ ، إلى إنسان مخطئ و مستهتر . لأن الماده لا تمنع الخطأ و لا تؤيد شعور أخلاقي وإنما هي مجرد وسيله أو باب يفتح لتكرار الخطأ من تاني

من الصعب تقبل عقوبه من غير معنى ، ودفع ثمن العقوبه يقلل من معناها و مغزاها. و بالتالي عند إستصغار قيمة و تعريفة الخطأ ينتج إنسان ثائر على القيم و سهل عنده تكرار الخطأ

التعديل و التغير يبدأ من داخل نفس الإنسان مش من داخل جيبه

القياده بين المنحطين و المحترمين ... مجرد وجهة نظر

دائما كنت بسأل نفسي ، لماذا العناصر المنحطه بتقدر توصل لمناصب و أماكن مهمه في المجتمعات و خاصة في المجتمع المحافظ

بصراحه مش عارف ليه بس بصيت على مجتمع أصغر و هو فصل المدرسه . في الفصل موجود نظام يعتبر صارم في مواجهة أي إنحدار أخلاقي . و بالتالي كل الأطفال مجبورين على إتباع الأوامر و النواهي . و كمان محطوطين في بيئه فيها العقاب مقدم على الثواب . يعني كله بيحترم نفسه و بيتبع الفكر العام

ولما بيحصل و بيتقفل باب الفصل من غير رقابه ، بيحصل حاله من التمرد . التمرد على كل شئ مقيد . الأطفال بيتحرروا من كل أمر و نهي . و بيسود حاله من الهرج و المرج في كل الطبقات الأخلاقيه . و بالتالي تلاقي الأطفال الأكثر إنحطاطا بيظهروا على الساحه و بيبقى لهم تأثير القاده المحركه للجمع . و كمان تلاقي الأطفال المحترمه مبسوطه بهذا الإنفلات و بيشجعوا المنحطين على فعلهم . ودا بيبقى رغبة منهم في محاولة التخلق بالإنحطاط و الخروج عن قواعدهم الأخلاقيه وسط جموع المنحطين

فهل معنى كدا إن من أسباب قياده المنحطين للمجتمعات المحترمه ، هو تشجيع المحترمين للمنحطين وقت إبتعاد الرقابه . إنما إستمرار قيادة المنحطين للمجتمعات بتعتمد على أمور أخرى إجتماعية و نفسية أكبر و أعمق من مجرد موافقة المحترمين . مجرد وجهة نظر

جلطة نباتية

الماء يمثل روح النبات زي ما الدم يمثل روح الإنسان ، لو حصل فقد فيهم تروح الروح علطول . و الماء بيمشي في نسيج الخشب داخل النبات في أوعية مائية زي ما الدم بيمشي في الإنسان في أوعية دموية . طبعا الوظيفة العمومية واحده بس كل وعاء وبيبقى له شكل و تركيب خاص

من خصائص الأوعية المائية أنها تكون رفيعة جدا لأنها تعتمد على الحركة عكس إتجاه الجاذبية و بتكون مبطنة بمواد تلتصق بها جزيئات الماء لعدم إنفصال جزيئاتها و كمان تكون قادرة على تحمل ضغط جانبي عالي حتى لا تنثني أو تنكسر مع حركة الأغصان و الساق

الأوعية الدموية في الإنسان إللي الدم بيمشي فيها عكس الجاذبية بتكون مدعومة بصمامات بتقفل و تفتح لمنع رجوع الدم لأسفل و كمان ضغطه لأعلى . إنما في النبات مفيش الدعم ده

مشكلة تحرك الماء الأساسية داخل الزرع أنه يعتمد فقط على قوة الشفط عند الجذور مدعومه بقوة إلتصاق الماء مع بعضه و كمان قوة شد الماء لبعضه من الأوراق عند عملية النتح

يعني لازم الماء يمشي في خط واحد من غير أي تقطيع . شريط الماء بيتحرك من أسفل لأعلى و للجوانب . و لو حصل و دخلت فقاعة هواء مع الماء تحصل كارثة . هيتقطع خط الماء و تفقد قوة الشد المحركة للماء و يتراكم الماء وراء الفقاعة و تحصل جلطة داخل النبات . و نفس الكلام بالظبط بيحصل في الإنسان ، ممكن يدخل هواء يفصل مجرى الدم و يمنع تحركه أو يحصل تجمع دهني و يفقل الوعاء الدموي و تحصل الجلطة

طب الإنسان و عارفين أسباب الجلطات عنده بس إيه إلي ممكن يعمل جلطة للزرع يعني يدخل هواء وسط خط الماء . في عدة أسباب كلها فيزيائية يعني ممكن مثلا يكون الماء الموجود في التربة متجمد - علشان كدا لازم نتابع درجة الحرارة و عند إنخفاضها بشدة لازم بنسقي الزرع قبلها - أو يحصل هواء شديد فتنثني الأوعية بشدة فينقطع خط الماء أو يفقد الملء قدرته على التماسك داخل الأوراق لأوراق نتيجة إرتفاع درجة الحرارة

الفكره هنا إن لو حصل للإنسان جلطة ممكن يتعالج منها و يتلحق لكن لو حصلت للزرع جلطة فميش أي أمل

هل ممكن إنسان يظهر عنده كذا نوع سرطان

السؤال ده مهم جدا ، و إجابته مش سهله . يعني السرطان بيظهر في نوع واحد من الخلايا ، حصلها مشكله و اتحولت لسرطان ، لكن يحصل سرطان في كذا نوع خليه مع بعض ، الموضوع نادر و غريب

السرطان بيحصل نتيجه أخطاء مقصوده او غير مقصوده في التركيبه الجينيه للخلايا . و في الغالب بيكون في نوع واحد من الخلايا. لكن في شوية أمراض جينيه في تركيبات الجينات ، تلاقي كذا نوع سرطان بيظهر مع بعضه

أكثر عدد أنواع سرطانات ظهرت في إنسان ، كان خمسة أنواع . بصراحه كان علاجه يعتبر مستحيل ، بس الكلام الي اتكتب عنها بيقول انهم حاولوا يوصلوا لبروتوكل علاجي يعالج كذا نوع مع بعض ، بس الموضوع فشل

مفيش دور محدد

مفيش دور محدد للأب و الأم في الأسره و التربيه ، الإثنين بيبقوا مسؤلين و الإثنين بيبقوا مشاركين في ثبات أو إنهيار الأسره . وقصدي هنا بالأسره هي البيت و الأولاد و طبعا شريك الحياه . كل واحد على حسب إمكانياته و مستويات إحتماله

أوقات كثيره بيبقى في حاجات في البيت تعتبر غلسه بس لازم تتعمل و لازم تخلص . البيت محتاج رعاية ، نظافه ، فواتير ، تصليحات ، خزين ، أكل و شرب

المهم إن الأب و الأم يكونوا متفقين على أمور مشتركه و يكون بينهم إحترام و رحمه و طبعا صدق في الكلام و في الأفعال

التربيه ... الخشونه لغرض التحضر

كل مجتمع بيبقى فيه الأساليب التربوية إللي بتخلي الأطفال ينشأوا على نفس العادات و المعتقدات . مش بتكلم عن الصح والغلط ولا الحلال والحرام . بتكلم عن طريقة التربيه نفسها

كل مازاد تعقيد المجتمع ، كل ما تلاقي أسلوب التربيه بقى أكثر خشونه . تلاقي الأطفال محطوطين تحت ضغط و بيتعرضوا للضغط في البيت و في المدرسه و في المجتمع علشان يكونوا أكثر تحضرا

لكن في المجتمعات البدائيه أو خلينا نسميها المريحه ، الهادئه و البطيئه نسبيا ، تلاقي مفيش أسلوب خشن متبع في نظام التربيه . الطفل بتعلم كل إللي محتاجه مع الوقت و عن طريق التجربه المباشره و بدون تدخل من الأبوين

التربية الحقيقة هي التي تقوم على تكوين شخصيات تحسن التصرف و مكتسبه مهارات المعيشة الأساسية و لا تعتمد على خشونة لغرض الإضعاف أو الكسر

كتاب فقه الصيدي المسلم

كتاب فقه الصيدي المسلم يعتبر مرجع لكل صيدلي يهتم بالفقه و التأصيل الشرعي في ضبط أعماله

الكتاب يقدم رؤية لجانب هام من العلم والمعرفة في الصيدلة وعلم الادوية والعقاقير سواء من ناحية تراكيبها أو التعامل فيها وما يحكم ذلك من قواعد المعاملات في الشريعة وما يمس جانب الحل والحرمة سواء في صناعتها أو تعاطيها أو تجارتها ووضع الضوابط الشرعية في كل ذلك يمثل اساسا من اسس تحقيق المصالح ودرء المفاسد والوصول الى الغاية

وباختصار فان هذا الكتاب يوضح العديد من المسائل الفقهية التي ينبغي أن يكون الصيدلي على دراية كاملة ومعرفة بها

عبيد الزرع و متبعين التبغ

نبات التبغ أصبح اليوم من أكثر أنواع النباتات زراعه و يعتبر من المحاصيل الرئيسية لأي دولة فالعائد المادي من زراعته يفوق العائد من زراعة الخضار و الفاكهة مجتمعه. و أصبح الناس يتجهون للعمل في هذه المزارع المقدره بألاف الأفدنة فيزرعوا و يرعوا و يحصدوا ألاف الأطنان من التبغ بدون كلل و لا ملل و لكنهم تناسوا أنه زرع ضار غير نافع و أنهم أول من يتضرر

معظم مزارعين التبغ يعملون على الأقل ٨ ساعات يوميا فيكونوا على إتصال دائم به فيدخل التبغ في أنسجتهم و جلدهم و رئتهم و حتى أنه يلتصق بملابسهم فيأخذوه داخل بيوتهم ليدخل في أنسجة و دماء زوجاتهم و أولادهم

بعيدا عن أن مواد التبغ تجعل المدخن متعلق بها كيميائيا إلا أنه يحبها و لا يستطيع الإبتعاد عنها و خاصة وقت ضيقه و إحتياجه. فالتعلق هنا ليس كيميائيا فقط و لكنه أصبح حب و تعود أو قل عبادة

و من شدة التعلق و التعبد تجد المزارعين مرضى و حالتهم متدهورة فعندهم كل الأمراض التنفسية و الجلدية و السرطانية و أمراض القلب و الكلى و العين و العظام و غيرها مجتمعه فيهم و يظلوا يتبعونه و يتسائلوا لماذا كل هذه الأمراض

لقد سيطر التبغ عليهم كاملا من داخلهم و من خارجهم و أصبح هو المتحكم في أفكارهم و قدراتهم و شخصياتهم و أصبح أيضا يتحكم في أقواتهم و أموالهم و أصبحوا عبيدا له

مصائب قوم عند قوم فوائد ... سلاح صمم للتدمير فأنقذ الكثير

زمان زمان زمان أيام الحرب العالمية الثانية كان منتشر سلاح بيولوجي مكون من غاز الخردل . الغاز ده بيموت الناس بمجرد الإستنشاق

أسقطت قنبلة غاز بجانب مستشفى فيها قسم لأمراض الدم وكان محجوز فيها مرضى بسرطان الدم الليمفاوي . في الأوقات ده مكنش في علاج فعال لعلاج سرطان الدم و كان كل المرضى بيموتوا أو كانوا بيعيشوا أوقات قصيره جدا . القنبلة إنفجرت و الغاز دخل المستشفى. طبعا كل الناس و المرضى فيها ماتوا إلا مرضى السرطان الموجودين في قسم أمراض الدم

طبعا الموضوع سمع جدا في الأجواء الطبية. و دا خلى واحد متخصص في علم الأدوية يروح يدرس الحالات ده . و فعلا خد عينة من عظامهم و حللها . لقى شكل نخاع العظام يشبه كثيرا شكله لما بيحصل نقص حاد في حمض الفوليك

و بعد ما نشر بحثه و الناس إتأكدت إن كلامه صحيح ، بدأت شركات الأدوية تجرب مواد توقف عمل حمض الفوليك في الجسم و جربوها و عرفوا إنها تعطي نتائج فعالة جدا في علاج سرطان الدم الليمفاوي

و من لحظتها نتج دواء إسمه ميثوتريكسات . و مازال يستخدم لحد اليوم و يعتبر دواء أساسي في علاج سرطان الدم

و يبقى الأمل

الإعتذار

الإعتذار ، مش مجرد كلمه أنا آسف و لا مجرد كلمه متزعلش . لا الإعتذار هو أساسه الإحترام ، إحترام النفس و إحترام الطرف الأخر و طبعا إحترام العلاقه بين الطرفين

الإعتذار دليل على الود مش شعور بالأسف . لازم نفضل مع بعض و كمان نفضل لبعض . الإعتذار بيطلع نتيجة حب العشره . و طبعا قبول الإعتذار أساسي ، مش هينفع أعتذر و أتذلل علشان أتعلم معملش كدا تاني . الإعتذار من شيم المحترمين و قبول الإعتذار من شيم ولاد الناس

العقاب و الضمير ... تحمل المسؤولية أم مواجهه المعاقب

التربيه السليمه هي التي تجعل الطفل يفكر قبل ما يخطأ . يعني نابع من جواه فكرة ال لا خطأ و بالتالي الطفل يبني لنفسه قيم و موازين ليختار بينها

في طريقه مهمه ، إلي حد ما ، لتنفيذ العقاب . وهي أن يكون العقاب في تحمل مسؤولية الخطأ ، يعني الإحساس بالنتائج الطبيعيه للخطأ مثلا لو الطفل كسر ألعابه ، مش هنجيب غيرها و هيلعب بالمتكسر أو يحاول تصليحها . بس طبعا تحمل المسؤولية تكون في الحدود الإنسانية و المعقولة

هنا بيكون للأباء دور أساسي ومهم في ترويض السلوكيات الخاطئه عند أولادهم . لأن الأساس هو ربط الفعل الخاطئ بالنتيجه وليس للعقاب أو لسلطة المعاقب . فالنتيجه يشعر بها المخطئ فقط و فكرة وجود المعاقب تكون غير ضروريه فيتكون للطفل ضمير يفكر به و يكون هو المحرك لسلوكه

الفكره التانيه وهي الأخطر ، ترك الطفل يواجه أخطائه بنفسه له دور في تقليل المواجهات العنيفه بين الأباء وأولادهم . لأن المواجهات وفورات الغضب بتبعد الطرفين عن بعض و بتكسر روابط المحبه و الطفل لما يكبر لن يرضى الرضوخ لنفس السلطه

تحمل مسؤولية الأفعال هو أول طريق التربيه . و بناء الضمير هو مصدر الرقى أو التخلف للأمم

أسنانك هي تجاربك

كل ما الواحد بيكبر في السن كل ما تتساقط عنه أسنان الطفوله و يطلعله مكانها أسنان الحكمه . ممكن علشان يأكل بها ، بس مش الأكل بس ، أكيد علشان يعيش و ينقل خبرته و تجاربه .

كل ما الواحد يمر بتجربه سواء ناجحه أو فاشله تتبدل أسنانه و تتحول إلى أسنان أقوى و أمتن. مش مهم عمرك كام المهم عندك أسنان قد إيه . ما انت ممكن تكون ٥٠ سنة و لسه أسنان الطفوله عندك . و ممكن يبقى عندك ١٠ سنين و كل أسنان طفولتك خلاص إتبدلت و بقيت راجل يعتمد عليك و عندك تجارب تعيش بها و تنقلها لغيرك .

و الفكره هنا انه مش مهم راجل و لا ست ، كبير و لا صغير ، المهم إنك تتكلم بأسنانك مش بأسنان غيرك . تتكلم عن خبرتك و تجاربك مش تجارب ناس تانيه .

رائحة الزرع ... أقنعت الإنسان و الحشرات

واحدة من أهم الاستراتيجيات المتبعة في عالم الزرع هو إستخدام الروائح في التعامل سواء كانت روائح جميلة أم كريهة. الروائح بيكون لها دور أساسي في التعامل اليومي بين الزرع و بين الكائنات الحية في عملية إعتماد و تكامل

روائح مختلفه تنتجها نفس الزرعه في أوقات مختلفه من مراحل عمرها فتجد مثلا أن لِلُحائها رائحة كريهة جدا و هي صغيرة و تقل حدتها مع كبر عمرها و تتحول إلى رائحة جميلة لتجذب العصافير لحمايتها من النمل

و أيضا تجد في فترة التزهير في الأشجار أن لها روائح مميزة برائحة فاكهتها لتجذب لها النحل ليساعدها في عمليات التلقيح. و عند نهاية موسم التزهير تجد أن الشجرة أصبحت رائحتها سيئة لطرد الذباب و القوارض لمنعهم من تدمير ثمارها

المواد الكيميائية الموجودة في هذه الروائح سواء الطيبة منها أو السيئة تعتبر عامل جذب أيضا للإنسان. فلقد إستطاع إستخراج هذه الروائح و تحويلها لعطور و أدوية. إستخرج الروائح من الأزهار و اللحاء و الخشب و الثمار و البذور و حتى من الجذور

الفكرة هنا أن الزرع إستطاع فقط برائحته أن يجذب المفيد من الحشرات و يبعد الضار منها و إستطاع بتأثير هذه الروائح أن يقنع الإنسان بحمايته و الإستمرار في زراعته

مستنقع أرقام

على مر السنين لما تِدوَّر في الأبحاث المنشورة نادرا لما تلاقي أرقام حقيقية تساعدك على فهم طبيعة إنتشار السرطان و أسبابه بين الناس . أيوا في حاجات خلاص إتعرفت زي مثلا العلاقة بين الأسبستوس و سرطانات الرئة و الفيروسات الكبدية و سرطان الكبد . طبعا أنا مش بتكلم عن تراجع معدل الوفيات الناتجة من السرطان ، أنا بتكلم عن معدل الكشف عن السرطانات الجديدة و معرفة أنواعها

بس برضه مش هتنسجم جميع العناصر في صورة مرتبة مع بعضها يعني هيحصل إختلافات في الأعداد بين السنين بدخول أسباب جديدة من عوامل وراثية مثلا أو حتى من الممارسات الثقافيه نفسها مثلا معدل إنتشار سرطان الفم عند الهنود زاد جدا لما إكتشفوا علاقة بين مضغ أوراق الجوز betel nutes مع عادة التدخين العكسي و هي وضع النهاية المشتعلة للسيجارة داخل الفم

تقلب الأرقام و إختلافها صعودا و هبوطا بين الأبحاث بيعمل عائق خطير لمعرفة هل معدل الزيادة أو النقصان حقيقي أم وهمي . و هل طرق الكشف التي تتطور يوميا بتغير هذه المفاهيم عن السرطان فيتحول الحميد خبيثا و الخبيث حميدا فتتغير النسب بتغير دقة التشخيص . و طبعا كلما زادت ندرة الأنواع السرطانية أصبحت الأرقام أكثر عرضه للتقلبات العشوائية

و الفكرة هنا لو قسمنا أنواع السرطان وفق العمر أو العرق أو الجنس أو المنطقة الجغرافية سنجد أن الأرقام إختلفت جدا بين النوع الواحد مثلا السرطانات التي تحدث عند الرجال السود ستجدها أكثر من البيض و لكنها العكس في السيدات فالبيضاوات أكثر عرضه للسرطانات عن السوداوات

تناقضات غريبة تظهر و حلها يقترب للمستحيل . و بمثال آخر في مناطق الأقليات تجد عندهم حالات كثيرة من سوء التغذية و معدلات عالية من التدخين مع شرب الكحوليات و تدني مستوى النظافه و الرعاية الصحية الردئيه ، فتجد معدل الإصابة بالسرطان أقل بكثير من المناطق ذات المستوات عالية الجودة

و إذا تعمقنا أكثر في البيانات سينشأ مزيدا من التباينات و الإختلافات و ستجد إننا في مستنقع من الأرقام

و يبقى الأمل

العلاج يبدأ من جوا و ينتهي جوا

أفضل وسيله لعلاج أي مشكله هي التفاهم . لما يكون الطرفين عاوزين يحلوا المشكله ، هتلاقيها اتحلت . معنى كدا انهم وصلوا لحل مشترك يرضي الطرفين . الجواز كله هات و خد ، ايد في ايد . مش أشيل أو أشيلك . مفيش حد لوحده هيشيل كل حاجه . و طبعا مش بالنص ، بالي يقدر عليه او بالي يستحمل يشيله

انما بقى لو أي حد دخل من برا ، يعني من الأهل و الأحباب او الأقارب و الأصحاب او حتى الجيران ، فالناس ممكن بكلامهم يبوظوا الدنيا ، و يقتلوا التفاهم ، طبعا ممكن بقصد و ممكن من غير قصد

علشان كدا مهم كل الأمور بتتاخد بالتفاهم و قبل التفاهم بالتراحم . و الأهم ان الحلول تكون بين الزوجين ، نابعه منهم و من كلامهم و تفاهمهم

سلامة التربية ... حزم ممزوج بمرح

التربيه المطلقة هي عباره عن تطبيق سلطه مع تعليم نظام . سلطة التربية يمتلكها البالغون و يطبقوها على الأطفال . و تتحقق سلامة التربيه عند حدوث توازن بين الأوامر و النواهي من ناحية و تطبيق الثواب و العقاب من ناحيه أخرى

و بالتالي نقدر نقول إنه لا يمكن أن تقاد العمليه التربوية كما تقاد كتيبة عسكرية ، و في نفس الوقت لا يمكن إخفاء نظام التربية وراء ستارة من المرح و المزاح . لأن من أساسيات التربيه ، هي تعليم الأطفال تحمل المجهود مع تحمل المسؤولية ، و طبعا دا لا يتحقق بالقسوه لأنهم أطفال ، و لا يتحقق باللعب و المرح لأن التربيه هي حياة الجد

التربيه السليمه ، هي التربيه المبنيه على الحزم الممزوج بالمرح