المنابر و الفن ... قناعة الداعي لحب الفضيله أو لكره الرذيلة

هل الدعوة إلي الفضيله سلوك يقوم على الحث على الشرف و إحترام الأخلاق العامه و التمسك بالدين أم يقوم على نبذ الرذيله و توضيح بشاعة الفعل و خساسة فاعله . يعني أحث الناس على التمسك بالفضيله لأن الحياة بالقيم أفضل و أطهر ، أم أدعوهم إلى كره الرذيله بالحث على معرفة ما يصيب أصحابها من فضائح و بلاوي

هل الأدبيات و الفنون التي تحكي عن الرذائل متهمه بإرتكاب جرائم إساءة للأخلاق و خدش الحياء و التهجم على القيم و المبادئ ، أم أنها تدعوا الى معرفة تأثير الرذيلة على الحياه و بالتالي إبعاد الناس عنها

و من وجهة نظر تانيه هل مهمة المنابر و الفن هو تزيين النفس و الترويح عنها لرفع الثقافه و الذكاء و تطهير الأخلاق أم إثارة الإشمئزاز من قبح الأفعال

و هل التكفير البشع عن الخطيئه يدفع نحو نبذها و إختيار الفضيله أم يدعوا الى الإستعداد للمواجهه و تقبل الألام و الفضائح

الأئمه و الفنانين لهم دور في إستقطاب الناس و تغير طريقة تفكيرهم و طبع نفوسهم على التخلق و الإختيار . فبقناعة الإمام و الفنان يطبع الناس على الإختيار

مزاج شجري أم ذكاء حشري

في بعض الأشجار يوجد سائل لونه أبيض طعمه مر موجود في لحائها و لا يظهر إلا عند كسره أو إحداث ضرر فيه. الغرض من هذا السائل هو حمايتها من الميكروبات نتيجة مكوناته و من الأكل نتيجة مرارته

و الشجر يعتمد عليه إعتمادا كليا لحمايته و ينتجه و يخزنه في أنابيب خاصه في اللحاء. و لكنه لا ينتجه إلا بكميات محدوده و حسب الطلب فلا يوجد عنده طريقة لتصريف الكمية الزائده و لكنه يوقف عملية تكوينه حتى يحتاجه

الحشرات التي تتغذى على هذا اللحاء لا تستطيع أن تقترب منه طالما هذا السائل موجود و لكنها بهذا الحال ستموت جوعا. و لكن بعض هذه الحشرات وصل لفكرها طريقة غير تقليدية للوصول لهذا اللحاء

إستطاعت بعض هذه الأنواع من الحشرات أن تحدث قطعا في إحدى الأوراق بطريقة تجعل هذا السائل يسيل من الورقه نتيجة الضغط و بالتالي لن يتوقف السائل حتى يقل الضغط داخل اللحاء. معنى ذلك أن الحشرات ستنتظر حتى ينتهي مخزون السائل من اللحاء و تبدأ بعدها في الأكل

طبعا الزرع سيتكون لديه كميات أخرى من السائل و لكنه سيحتاج لوقت حتى يملئ فراغاته و يسد قطعه و هو الوقت المتاح للحشرات للتغذية

السؤال هنا هل الشجر يعلم بهذا الفعل فيعطي فرصه للحشرات أن تأكل و الفرصه هنا بمزاجه حتى يتم تنشيط خلاياه لإنتاج السائل و التخلص من ركوده و أكسدته أم أن الحشرات هي من توصلت لهذه الطريقه بذكاء لجبر الشجر على إعطائها فرصه للتغذية

بروس إيمز و الكيماويات الطبيعية

بروس إيمز مخترع إختبار إيمز عمل بحث بيحاول يدور فيه على إجابة سؤال خطير جدا جدا وهو ، إذا كانت الكيماويات الصناعية بتمثل تهديدا للصحة و إنها سبب في السرطان فهل الكيماويات الطبيعية الموجوده في النباتات و في أكلنا تمثل هي أيضا نفس التهديد

بصراحة الفكرة مرعبة . إيمز قال إن النباتات عندها القدرة على إنتاج مواد كيميائية لحمايتها من الميكروبات و الفطريات و الحشرات و القوارض . و كتب لستة بالمواد الطبيعية إللي بنأكلها أو بنشربها و بدأ يجرب الإختبار بتاعه و يشوف مدى قدرتها على إحداث السرطان

المرعب إنه لقى إن مثلا مادة السافرول safrol و البيبرين piperine الموجودين في الفلفل الأسود عملت سرطان و مادة الفيوروكومارين furocoumarin الموجوده في الجزر و البقدونس و الفاكهة عملت سرطان ومادة الثيوبرومين theobromine و البيرليزيدين pyrrolizidine في الشاي بتعمل سرطان

و في سنة 1997 عمل تقرير قال فيه ان أثبت إنه يوجد أكثر من 35 مادة طبيعية تعتبر بتجاربه مسرطنه . و قال إن فنجان واحد من القهوة موجود فيه 19 مادة منها الأسيتالديهيد acetaldehyde و البنزين benzene و الفورمالدهايد formaldehyde و الستايريت styrene و التولوين toluene و الزيلين xylene و كل هذه المواد مسرطنه

و في نهاية البحث قال إن الناس بيتناولوا كميات من الكيماويات الطبيعية أكثر بأضعاف من المصنعة. و قال إننا بنقلق أكثر من اللازم بخصوص الكيماوية الطبيعية و الصناعيه و قال إننا علشان يحصل فينا سرطان لازم نأخذ كميات هائلة من المواد الكيماوية سواء طبيعية أو صناعية علشان تعمل تأثير و الكميات ده ممكن منوصلهاش لو أكلناها طول حياتنا كلها

رجل ذكوري ضعيف و إمرأة أنثوية قوية

أوقات تلاقي رجل يشكو من أن زوجته عنيفه ، حاده ، عصبيه ، عنيده ، و متسلطه . هو مش عارف هل هو ضعيف أمام زوجته أو أن زوجته بتكون قوية أمامه هو فقط . وهل ضعفه نتيجة لقوة زوجته أم أن قوة زوجته نتيجة لضعفه هو

الفكره هنا هل هو صراع بين قوتين ولا صراع بين ثقافتين . طب القوة هنا فين ، هل في الشخصية أم الفرق في القدرات الذكائية و العقلية حيث المتفوق هو الذي يقود و يسيطر و الضعيف يكون خاضع و مستسلم

و نتيجة العنف و المواجهة بينشأ الأطفال في ظروف غير صحية و بيظهر عندهم تشوه أفكار فيكون الرجل نموذج فاشل للرجولة و تكون المرأة نموذج فاشل للأنوثه

فكرة الزواج و تأسيس بيت و أسرة لا تعتمد على القوة و الضعف ولا على الذكاء و التفوق ولا على الحدة و العصبيه و لا من بيكسب فلوس أكثر . و مفيش حاجه إسمها دور ذكوري و دور أنثوي داخل البيت و الأسرة . فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته

البيوت و الأسر تبنى على روح التشارك و المساعدة و على الود و الرحمة

من أسهل الطرق التدريجية و المجربة و التي أثبتت نجاحها هي كالتالي :

 الأطفال و الصيام ... طاعة إرادة و إمتثال

الصيام من العبادات التي تعتبر صعبة على الأطفال و تعليمها يحتاج للتدريب و التدريج لأنها تقوم على مقاومة الجوع و العطش بما فيه من التعب و الإجهاد و فيها تكوين للإرادة الداخلية ليكون الصيام لله وحده و بدون رقيب .

و علشان كدا الطريقة التدريجية بتقدر من خلالها تعلم الطفل أنه يستحمل و يصبر و يجاهد نفسه و يقاوم إحتياجات جسمه و يفكر في إحترام أوامر ربنا في السر قبل العلن . لأن الوسيلة الوحيدة لإتمام الصيام هي حب الفريضه و ليس الإجبار عليها . و الأهم هو إنماء رغبة الطفل في الإمتثال لعبادة الصيام كاملة .

في عمر خمس سنوات

الصيام بالإمتناع عن الشرب فقط حتى الظهر و الشرب وقت الصلاة ثم الإمتناع عن الشرب فقط حتى العصر و الشرب وقت الصلاة ثم الإمتناع عن الشرب فقط حتى المغرب

في عمر ست سنوات

الصيام عن الأكل و الشرب حتى الظهر

في عمر سبع سنوات

الصيام أسبوعين حتى الظهر و أسبوعين حتى العصر و آخر يومين حتى المغرب

في عمر ثماني سنوات

الصيام عشرة أيام حتى الظهر و عشرة أيام حتى العصر و عشرة أيام حتى المغرب

في عمر تسع سنوات

الصيام أسبوع حتى المغرب و أسبوع حتى العصر ثم أسبوع حتى المغرب و أسبوع حتى العصر

في عمر عشر سنوات

الصيام أسبوعين حتى المغرب و أسبوع حتى العصر و أسبوع حتى المغرب

في عمر إحدى عشرة سنة

الصيام الوقت كاملا حتى أذان المغرب

المدرس ... السلطة الأخلاقية

لو هسأل ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في المدرس علشان يقدر يصنع لنفسه سلطه أخلاقيه يحترمها الأطفال

علشان نجاوب لازم الأول يكون المدرس فاهم القاعده الأخلاقيه ، و عارف إزاي يطبقها و يعلمها للأطفال . و يكون عنده عزم و طولة بال علشان التعليم هيكون بالمنطق و التجربه مش بالتلقين و الإلزام

تاني حاجه و ده مهمة جدا و هو أن يكون له سلطة لتطبيق القاعده الأخلاقيه - سلطة ممنوحة - و القوة إلي هيعتمد عليها لتنفيذ سلطته تكون نابعة من داخله . يعني المدرس يكون عنده رساله تربوية و تعليمية . لأن دوره الأهم هو تمثيل قدوة للاطفال بتخليهم يمشوا وراه و يحسوا أنه يعبر عن القيمة الأخلاقيه

فتظهر نتيجة التربية و هي أن يعتبروه قدوتهم و يعترفوا بالحدود الأخلاقية بينهم و الأهم إنهم يخافوا من تجاوز هذه الحدود أمامه و من ورائه

سيطرة النيماتودا و نزع الهوية الجذرية

النيماتودا عبارة عن مجموعة من الديدان المتطفلة التي لا تستطيع العيش بمفردها لأنها لا تنتج لنفسها أي غذاء و بالتالي تعتمد على عائل يعولها بالغذاء و الماء و الطاقة. ديدان النيماتودا تصيب كل الكائنات الحية تقريبا حتى النباتات فتصيب جذور الأشجار و الخضار

ديدان الزرع عندما تصيب أحد الجذور فإنها تحقن الخلايا الجذرية الملاصق لفمها بمواد تغير من طبيعتها و تجعلها خلايا تابعة لها و تسيطر عليها كليا و تحولها من خلية جذرية عادية إلى خلية مسؤولة عن إعالة الدودة فقط

الخلية التابعة يحدث لها بعض التغيرات الفسيولوجية المميزة للدودة فيسهل معرفتها تحت الميكروسكوب. تبدأ الخلية التابعة بالتغير فتتعملق و تتشرس و تسرق كميات كبيرة من الماء و الأملاح و المغذيات من الخلايا المسالمة المجاورة لها و تخزنها لإمداد آمرتها الدودة و تبدأ في إنتاج الطاقة بمعدلات عالية لتدفئتها و رعايتها

هذه الخلايا يزداد فيها عدد الكروموسومات داخل النواة تدريجيا و تزداد كثافة الشفرة الوراثية فيها و مع الوقت تنتزع قدرتها على التحكم في حياتها و تفقد هويتها حتى تصبح تابعة كليا للدودة فتعتاد على أخذ الأوامر من مصدر واحد فقط وهي الدودة الموجودة خارج غشائها الخلوي لدرجة أنها ستموت إذا ما حوربت هذه الدودة و قتلت. فيقع الزرع بين موتين أحدهما محقق مع موت دودته أو الآخر نتيجة فقد جذوره لصالح الدودة

الإنتروبيا السرطانيه و القدر الإلاهي

الإنتروبيا معناها الميل الطبيعي نحو الفوضي . وفي عالم السرطان مفيش طريقه نعرف بها الأسباب الحقيقية وراء ظهور السرطان . و لو عرفنا طريقة ظهور السرطان برضه مش هنعرف السبب الرئيسي لحصول المرض نفسه

طبعا الموضوع هيكون سهل جدا لو إتأكدنا من سبب حصوله و عرفنا نربطه بالملوثات الكيماوية ، بس التأثيرات ده ضعيفة جدا و نتيجة كدا تحتل الإنتروبيا السرطانيه مرتبة عالية جدا في مساحة التفكير في أسباب حدوث السرطان

تخيل معايا قطيع من نوع حيواني معين ، متطابقين وراثيا و عايشين في نفس المكان ، إتولدوا فيه و كبروا فيه و بيأكلوا و يشربوا بنفس الطريقه و من نفس الأكل و الشرب . و كمان بيمارسوا السلوكيات الحياتيه نفسها . بعضهم هيصاب بالسرطان و بعضهم مش هيصاب و اللي هيصاب بعضهم هيموت و بعضهم مش هيموت

في الأخر مش هنقدر نقول غير إللي قاله العالمين - دول و بيتو - بأن الطبيعة و التنشئة تؤثران على إحتمالية إصابة كل فرد بالسرطان و لكن القدر وحده هو ما يحدد أي واحد منا سيصاب به فعلا

و يبقى الأمل

التسليم بين المستسلم و المستسلمه

من أكثر المشاعر المطمئنه و كمان رقيقة في البيوت هي مشاعر التسليم . التسليم بيتيح للرجل أن يشعر برجولته لو سلمت الست و للمرأة أن تشعر بأنوثتها لو سلم الراجل

القيمة العاليه لمشاعر التسليم بتتحقق نتيجة فهم و تكامل الأفكار و الإنصهار الطوعي لإرادة الطرف الثاني بدون مواجهه و عناد

التسليم معناه ان الواحد يتقبل من غير ما يلغي شخصيته ولا يقيد حريته و التسليم مش بيكون غير بين المحبين

التربيه ... طمأنينة ضمير

علشان الطفل يعرف القيمة الأخلاقيه و كمان يطبقها ، محتاج يشعر بالسلطه أو بالقوة إلي هتخليه يلتزم بتطبيق القاعده . و كمان لازم يكون عند الطفل شعور ذاتي بأن القاعده الأخلاقيه لازم يخضعلها طواعيه مش إجبار

وبالتالي عملية تطبيق العقاب كأسلوب للتربيه مش هيكون له أي قيمة أخلاقيه إلا إذا أحدث داخل الطفل خوف ، يا إما بطريقة محموده فيكون خوف من الندم أو بطريقة مذمومة فيكون خوف من الألم

الفكره هنا إن الوظيفه الأساسية في عمليه العقاب في المجمل العام ليست في جعل المخطئ يحس بالألم إنما العقاب يستخدم بنية إعادة الطمأنينة لضمير الطفل وخاصة بعد إهتزازه بفعل الخطأ

دورنا هو مساعدتهم على تجاوز خوفهم و إبداله بتجربة و طمأنينة

الأقليات و المستويات الأخلاقيه العليا

في كل أقلية سواء فكريه أو دينيه تلاقي ترابط عجيب من أفرادها . على خلاف إنطوائهم و عزلتهم نلاقي فيهم حيوية تفاعل و تشارك على مستوى عالي بينهم و بين بعض . و يا سلام بقى لو كان في نضال و كفاح ضد العداء و الكره السائد عليهم ، تلاقي صلات التضامن بينهم موثقه و الناس تترابط جدا مع بعضها

وبالتالي يزداد شعور الطمأنينة في النسيج الإجتماعي عندهم و إنتعاش قواهم و تفانيهم لمساندة بعض وقت الصعوبات . ولنا في تاريخ الأقليات عبره

بيكون عندهم شعور غريب بالمتعه في كلمة نحن بدلا من كلمة أنا علشان دائما بيحسوا إنهم مسنودين على دعائم و قوى تفوق قوة الأفراد متفرقين . و علشان كدا تلاقي إن معدلات الخروج عن الأقليات بيكون قليل جدا و كمان معدلات الإنتحار فيهم بتكون شبه معدومه

شخصيه زرعتك

في زعة بتبقى موسمية يعني تطلع و تعيش و تدي إنتاج و بعد كدا تشيخ وتموت ، و ده ممكن تعيش شهرين او ثلاثه زي معظم الخضراوات . و في زرعه معمره يعني ممكن تعيش سنين ، بتكبر ببطء و علشان تدي إنتاج ممكن تقعد 5 سنين علشان تبدأ تزهر زي الفاكهة

يعني زرعة الخضار محتاجه كل شوية بذور جديدة او شتلات جديده و بالتالي دورة حياة جديده و تقليب جديد للأرض لكن الفاكهة بيبقى بس عاوز تحافظ عليها من الحشرات و تراعيها بالتسميد

على حسب شخصيه زرعتك ، هتصرف عليها و هتراعيها و هتهتم بها وبالتالي هتاخد منها على قد مراعيتك لها

شخصية السرطان

كل نوع سرطان و له شخصيته ، طريقة نمو و طريقة مقاومه . و علشان كدا بيبقى في تجارب و محاولات بتبقى مبنيه على فكره معينه ، التجارب ده تحتمل الصواب و الخطأ و لكن في نهاية كل محاوله و تجربه ، بتزيد خبرتنا في فهم شخصية الورم و إزاي بيقاوم و أحسن و أسرع طريقه لقتله

في أنواع بتمنو ببطئ شديد ، يعني تاخد سنين علشان تظهر و يظهر تأثيرها . و في أنواع بتنمو بسرعه جدا لدرجه انها ممكن تموت الإنسان في خلال أيام

و نفس الفكره تنطبق على علاج السرطان ، في أنواع بتموت بسرعه جدا و تأثير العلاج بيبان في خلال أسبوعين مثلا ، و في أنواع بيقعد المريض ٣ سنين علشان يتعالج

الأسرة و البيت معنى و مبرر للإستمرار

الحياة الأسرية على قد ما فيها من تعب و إجهاد ، على قد ما فيها من حنيه و رفق . الأسره هي المكان إللي بيظهر فيه التفاني بكل معانيه . تفاني غير مشروط من أجل الشريك و الأطفال ، تفاني يدوم للأبدية

الحياة داخل الأسرة تضيف بعدا أخر للوجود ، نسيج تسبح فيه دماء واحده و تتحرك فيه روح واحده . إنها تلخص روعة الحب برغم الألم و روعة الصبر برغم المشقه . الأسرة معنى و مبرر للإستمرار

البيت مش مجرد مكان يحتوي أفراده في مكان واحد ، ولكنه كيان واحد ، فكر و عاطفه واحده . بناء البيوت بيبقى محتاج ناس عاقله و مدركه . رجال و نساء عندهم إستقلال نفسي قبل ما يكون مادي . ناس تعتبر البيت مكان للإحتواء والراحة مش مجرد مكان للأكل و النوم

أدوارنا و واجباتنا جوا البيوت لازم نعتز بها و نتشرف بممارستها و لا نتعالى عليها و نعتبر نفسنا فوق مستواها . و خلي بالك من وجود كلمات جوفاء و حاقده منتشره و تحاول جاهدة التركيز على ضحد الثقافة الزوجية و الأسرية فتنتج رجال و نساء لهم أفكار فوق مستوى الأعمال المنزلية

الحياة الأسرية هي أساس المجتمع و فيها التربية و العلم و الدين

كلمات فوق الشبهات

الأولاد أول ما بيتعلموا القراءة و الكتابه ، بيكون الموضوع عندهم جديد ، كل كلمه لها إحساس ، و كل كلمه لها طعم جديد . سياق جديد للكلمه و للمعنى . و مع الوقت و التكرار ، تلاقي نفس المعنى في كل مكان من غير أي تغير ولا تطوير . تلاقي الكلمه في الكتب و في الروايات و في الأغاني و المسلسلات و الافلام ، موجوده في نفس النصوص وبنفس التعابير و بنفس سياق الأفكار

و مع إندماجهم في مجتمعهم و إختيارهم لطريقة معيشتهم هيفقدوا المعنى المطلوب من الكلمات و هيفقدوا معها الإحساس بطعمها و للتعويض عن هذا الجوع هيبدوا يتحولوا إلي المبالغة في معانيها و المديح في كل كلمة

و هنا تتحول الكلمات من كونها نصوص و تعابير إلى أصنام جديدة و لكنها ثقافيه و هيبدوأ يتعاملوا معها كإنها كلمات ممجده و ممنوع تطويرها و تغيرها و بالتالي تتحول إلى كلمات فوق الشبهات

والسئ في الموضوع إنك أوقات تلاقي درجة التمجيد وصلت إلى مرتبة القدسيه و العباده . وهنا تقع الكارثه فيتحولوا إلى عباد للكلمات فيمنعوا تغيرها و يأولوها و يفسروها بطريقتهم . و مع الأفق الضيق و الفكر الفقير تنشأ معهم تصنيفات غريبة و غبية فيتحيزوا لها و يعيشوا في عالم كلمات محدود و مغلق

إتفقوا على المستحيل

الحقيقة في أي مجتمع أنه متقلب . فهو يتكون من مجموعه من الأفراد يعيشوا ضمن حيز واحد سواء حسيا أو مذهبيا أو أخلاقيا و يعيشوا ضمن مجموعات عمرية مختلفه

الأفراد المكونين للمجتمع يستطيعوا العيش فيه لأنهم وجدوا فيه قوة معنوية يعتمدوا عليها لإظهار قدرتهم و تأثيرهم في تربية الأجيال الناشئة على نفس الأفكار و العادات . ولكن قدرة و تأثير الأجيال القديمة في تغير أفكار و عادات المجتمعات الناشئة تقل تدريجيا مع الوقت و يحل محلها أفكار و مؤثرات الأجيال الجديدة

الفكره هنا أن في أي مجتمع لن يتغير سلوك أفراده إلا إذا إتفقت جميع الأجيال المكونه له على نفس السلوك . و لن تتفق جميع الأجيال إلا إذا تهيؤا إجتماعيا و تعرضت ظروف حياتهم لنفس المتغيرات و بنفس المقدار

السؤال المهم هنا هو كيفية الإتفاق و كتابة العقد الإجتماعي بين الأجيال ، يعني كيف تجتمع كل المجموعات العمرية و يتفاهموا فيما بينهم بكامل حريتهم و إرادتهم و وعيهم لمشاكلهم بدون تحيز و منافسه و بدون أن يتقاتلوا . هل الإتفاق وهمي و مستحيل ؟

الزرع بين الموت و الحياه

الموت و الحياه في الزرع بيمثل فكره مقبوله لكل الناس ، جميل جدا إن الزرع كبر ورعرع , تلاقي دورة الحياه مرسومه لكل فصل من فصول السنه . و بعد كدا مفيش مشكله إن الزرعه تموت ، و كمان مفيش مشكله نشيل شجره او نشيل نخله . محصول بينمو و بيخلص و محصول غيره بيتزرع و ينمو

بس الحياه و الموت في الزرع هو أصلا معمول للإعتبار و المعرفه . ربنا بيقول ، أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَسَلَكَهُۥ يَنَٰبِيعَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ حُطَٰمًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ

الزرع بيتزرع و بينمو و بيؤدي دوره على قدره و مستطاعه من غير مشاكل . علشان كدا الواحد لما يبص و يتأمل في الزرع ، بيوصل لمرحله بتخليه عنده تقبل و مرونه في التعامل

ملاحظة سرطانية عجيبة بس منطقية

جسم الإنسان بيتكون من نصفين متطابقين تماما . يعني أذنين و عينين و يدين و رئتين و كليتين و هكذا . حتى الأعضاء الداخلية تلاقيها موجوده بالتساوي بين نصين الجسم

الملاحظة بقى هي أن السرطان إللي بيحصل في عضو معين زي الكلية مثلا تلاقيه بيروح و يقعد و ينتشر في ناحية الكلية الثانيه . و نفس الكلام على كل أنواع السرطان يعني سرطان الثدي ينتشر في الثدي التاني و سرطان العين يروح العين التانيه

و الغريب إنه بيروح يقعد في نفس المكان بالظبط . و دا شئ سرطاني عجيب لأنه بيمشي مسافه طويلة جدا علشان يروح للعضو التاني يعني بيخرج مع الدم من مكانه و بيمشي لحد ما يوصل للقلب ثم للرئة ثم للقلب تاني و يضخ من جديد حتى العضو المماثل و دا طريق يعتبر طويل جدا إلا لو أن السرطان بيسلك طريق تاني مختصر محدش يعرفه غيره

محدود و لكن

أوقات كثيره تلاقي رجل محدود جدا في إمكانياته و قدرته و مفيش حاجه فيه مميزه. مش وسيم و ممكن بكرش ، بيلبس بسيط و ساعات غير متناسق

متواضع في تعليمه و وظيفته مش كبيره ، رجل من غير طموح . ذكاءه محدود . و طبعا محدود الدخل . لا يمتلك موهبه و ليس رياضيا و لا موسيقيا و لا كاتبا . إنطوائيا و يحب العزله

و لكن له عالمه الداخلي . يشعر بعمق بالأشياء حوله ، يتجاوب بالقدر الكافي من فرح و حزن و ألم و شفقه و أسى و ندم . يتألم في صمت عندما يظلم و يدعو ربه في هدوء . يهتم بأسرته و بجيرانه و بأصدقائه. رقيق الحال و يغض بصره

يأمل - و الأمل ليس له حدود و لا زمن - بالزواج من إمرأه تبادله شعور الحب و الرحمه و الموده . لها صفات مهمه في رأيه . عندها شعور بأهمية الزواج و الأسره ، و أن تحبه و تقدر مشاعره و تكون نعم السكن. و أن يتعاونا و يتشاورا على الحلو و المر .و أن تتمتع بطيبة القلب .و أن تكون مصليه و صائمه و مزكيه فهي فاضله و مخلصه. متحمله للمسؤوليه و سمحه و عطوفه . و ليست حنانه و لا منانه و لا شكاءه و لابكاءه. و أخيرا تحب أمه

هو دا حلم كل رجل نقي ، لا يطمع في مركز أو جاه أو مال، لا يرجوا إلا الهدوء و لقاء ربه حتى و إن ظنوا أنه محدود

المدرسه بداية الروح الجماعية

الإنسان كائن إجتماعي بطبعه بيحب يكون وسط ناسه . الروح الجماعية - من وجهة نظري - تعتبر سلوك مكتسب مش فطري ، يعني لازم نتعلمه و نتربى عليه . بس علشان تربي أطفال فيهم روح الجماعة محتاج هم أنفسهم ينتموا لجماعة مقبولة لشخصيتهم و أفكارهم

و علشان تربي الروح الجماعية فيهم لازم الأول تخلق عندهم روح الإنضمام و الإنتماء لجماعه . يعني تربي فيهم روح التعاون و التضامن و المساعدة و المشاركة و كمان و المهم روح الخدمه العامه إللي بدون أجر

و من أسهل و أضمن الطرق لتعليمهم هي تهيئة المدرسه على أن تكون نواة للتربيه . فيها تلاقي مجموعات متشابهه في العمر و الهوايات و المستويات و كمان الشخصيات ، وبالتالي سهل تجميعهم تحت مجموعه واحده و إشراكهم في نشاطات مختلفه يكون لكل واحد فيهم دور محدد بس المسؤوليه تكون مشتركه بينهم

و مع وجود مدرسين و مربين يؤمنوا بفكرة الروح الجماعية و روح التعاون العام ، ينتج أجيال تتحق فيها الفكرة و تتحقق فيها المسؤولية

التآلف بين الضمائر

الأنانيه هي شعور فردي تماما و تكون المصلحة ناحية الفرد نفسه و ضميره موجه لمصلحته . و بالتالي المجتمع الأناني هو مجتمع فيه أفراد أنانيه تسعى لتحقيق غاياتهم الفردية

و علشان الضمائر تتآلف مع بعضها و يخرج الناس من أنانيتهم و يندمجوا مع بعض ، بيكونوا محتاجين لضمير مشترك واحد ، محتاجين توفيق كل الضروريات المتعارضه لضرورة واحده مشتركه . ودي بتبقى محتاجه معالجه تعتمد على العدل و الحكمة

من أصعب و أعقد الاستراتيجيات الإدارية هو إشراك الضمائر المختلفه تحت راية ضمير جمعي واحد و يكون هدفه إصلاحي ، لان الناس بتتجمع في الشر أسهل و أسرع من التجمع للخير

النحل و الزرع

الطبيعي إن النحل بيخرج كل يوم الصبح يدور على الأزهار و يساعد في تجميع الرحيق و التلقيح . بس كدا العسل بيكون عباره عن تجميعه من كذا نوع من النباتات . و علشان أعمل عسل من نوع معين أصحاب المناحل بيعملوا حاجه مختلفه

علشان يطلع عسل من زرعه معينه زي البرسيم او البردقوش او الموالح بس ، تلاقيهم بينقلوا المنحل كله و يحطه في مزرعه البرسيم او البردقوش او الموالح . و طبعا بيكون بالإتفاق مع صاحب المزرعه علشان النحل ميموتش من الرش

كدا النحل بيتغذى على رحيق واحد و بيكون عسل من نوع واحد . كدا المكسب بيبقى للمنحل بتكوين عسل صافي و المزارع كسب عملية تلقيح طبيعية و قوية

الأورام القديمة

في علم غريب و جميل شفته بالصدفه إسمه علم الأورام القديمة أو paleo oncology . العلم دا بيدرس الأورام إللي حصلت في الجثث المحنطه و الحوافر في العصور القديمة جدا في الإنسان و الحيوانات

العلم دا وصل لدرجة تشخيص أورام العظام و الثدي و القولون و المعده و البروستاتا . و العلماء قدروا يستنتجوا نسبة حدوث الأورام في المجتمعات المختلفه و لقوا إنها تقريبا نفس النسب إللي موجوده في العصر الحديث . والغريب انهم ملقوش خالص أي حالة من سرطان الرئه وكان رأيهم إن مكنش في سجائر في العصور القديمه . وأن السرطانات إللي بتحصل للأطفال تعتبر نادره جدا و تقريبا غير موجوده

و قالوا كمان ان السرطان مرض لا ينتج من الطبيعه وحدها ولكن لازم الإنسان يكون سبب ملوثات في بيئته أدت لحدوث السرطان

و لو كان السرطان مرض يحدث في كل الأزمنة ، فلابد أن يكون له علاج

و يبقى الأمل

اللا رجل في العيون المتكحله

كل واحده ست بيبقى عندها إحساس داخلي ، رادار يعني ، بتعرف به حال الرجل . بتعرف تكشف كذبه و غروره و بخله و فساده . وطبعا عندها القدره على التعامل الحاسم و الجاد تجاه الصفات ده و أكثر . و علشان كدا الستات دائما بيدعموا بعض جامد في الموضوع دا بالذات

الست لو إكتشفت إنها إتخدعت و حسها الداخلي خانها و رادارها إتضحك عليه ، و إصطدمت بكذبه و غروره أو بخله وفساده هيتراجع إحساسها بإنسانية هذا الرجل و كمان برجولته . فتتحول إلى رفض و عناد و عدوانية و تحد و قدرة هائله على الإستفزاز . و هتبقى مستلذه لإستفزازه و هتستريح لما تعمل معاه مشكله

و هنا الرجل مش هيبقى عارف ليه التعامل معاه إختلف و أصبح جاف و الجو بقى مشحون و الست بعدت عنه ، هو فاهم إنه مؤهل لأن تحبه أي إمرأة ، هي ده طبيعته لأنه بيكذب على نفسه أولا قبل الناس و حاسس بحبه لنفسه زيادة عن اللزوم . و مش عارف أنه بقى في عيونها اللا رجل و بقى ميسواش ثمن الكحل إللي في عيونها

الحياء و الخزي درجات في السلم الأخلاقي

في مبدأ عام بيبقى مسؤول عن النظام التربوي ، نظام مكون من سلم متدرج حسب شدته . السلم أعلاه شعور الحياء و أدناه شعور الخزي و العار . السلم أعلاه نجاح تربوي و أدناه فشل تربوي

في أثناء التربيه و إختيار طرق العقاب إستخدم أساليب خفيفه و زود شدتها مع الوقت علشان متفقدش تأثيرها . و طبعا لازم يكون هدفها تربوي مش عنف أو ألم و خلاص . إحنا عاوزين نوصل لأعلى صفه و هي تعليم الحياء الأخلاقي

الحياء الأخلاقي هو شعور مكتسب و هو إلي بيحصن الطفل ضد الأخطاء . و يعتبر شعور رقيق بنحاول نخلق به أطفال لهم نفوس طيبه و هادئه

إنما الخزي الأخلاقي دا العكس تماما ، بيظهر نتيجة فرط إستخدام وسائل عنيفه في التربيه . و لأن كل عقوبه بتفقد تأثيرها مع الوقت نتيجه التعود على الألم أو التعود على شعور الخزي . فالمربي لما بيزيد من شدة العنف ، ينتج أطفال يشعرون بأنهم بلا قيمة حقيقية و أن أخلاقهم فاسده ومفيش فائده من محاولات التغير وبالتالي تلتصق بهم صفة الخزي و تترسخ في سلوكهم فينتج جيل فاشل و فاسد و تغيره صعب جدا

ذكي و منمق ... هل يجتمعان

البني آدم الذكي بيبقى تقريبا دمه خفيف . أفكاره متجدده ، إيجابيه . بيستخدم كلمات و معاني إبداعيه . بيكون عنده مهارات إجتماعيه و ذكاء وجداني . ممكن يلبس ألوان مجنونه بس متناسقه . بيوصل بكلامه للقلوب والعقول مع بعض

البني آدم بقى إلي شكله حلو و متنمق بس دمه تقيل بيكون تقريبا منغلق الذهن .معندوش مرونه ولا لباقه . ذوقه مقتصر على ملابسه . معندوش منطق في حياته ولا عنده منطلق بيشمي عليه . دا إنسان من غير جاذبيه و دائما وحيد

الفكره هنا إن الإنسان دائما يتطلع إلى الأفضل في حياته و إختياراته بتكون نابعة من تجاربه و أفكاره . بس طبعا هيتأثر جدا بالمحيطين به و إلي عايشين معاه في مجتمعه . و مع معاناته لازم هيتأثر بهم و بأفكارهم . فلو أحاط نفسه بالأذكياء هيكون ذكي و لو أحطها بالمنمقين هيكون منمق . و لكن هل هيلاقي أذكياء و منمقين يحيط بهم نفسه . مش عارف

نبض بغير عروق ... أم العكس

عالم الإنسان الفسيولوجي مختلف نسبيا عن عالم النبات . حقيقي مش عارف من فيهم الأكثر تعقيدا النبات أم الإنسان

الجهاز الدوري في الإنسان يتكون من قلب ينبض و يدفع الدم المحمل بالأكسجين من الرئة و المحمل بالغذاء من المعدة و الكبد إلى جميع خلايا الجسم عن طريق عروق من شراين و أوردة . و القلب مكانه تقريبا في أسفل الجزء العلوي من الجسم و يضخ الدم لأسفل مع الجاذبية الأرضية و لأعلى ضدها . و في نفس الوقت يأخذ الدم المتحرك من الأسفل ضد الجاذبية عن طريق صمامات أمان للدفع و للتحكم في إتجاه الحركة

إنما في النبات الموضوع مختلف تماما . النبات معندهوش قلب نابض و لكن عنده عروق . حقيقة النظريات المفسرة لكيفية تحرك الماء و الغذاء داخل النبات تكاد تكون متضاربة و لا يوجد نظرية واحده متماسكه و نستطيع البناء عليها

النبات عنده عروق الخشب لنقل الماء و عروق اللحاء لنقل المغذيات كالسكر و البروتينات والدهون . الماء مصدرها من الجذور و بالتالي تحركها عكس الجاذبية الأرضية و المغذيات مصدرها الأوراق نتيجة البناء الضوئي و بالتالي حركتها تكون إما مع الجاذبية أو عكسها حسب إتجاهها . الفكره هنا كيف تتحرك في العروق بدون قلب نابض

في نظرية بتقول إنها بتتحرك عن طريق فرق الضغط يعني في مكان الضغط فيه عالي بيدفع الحركة لمكان الضغط فيه منخفض و المعضلة هنا كبيرة جدا فالحركة بين الماء و الغذاء معكوسه و بالتالي نظرية الضغط بها عيوب تفسيرية

و النظرية الأخرى تعتمد على الذوبان كأن يذوب السكر في الماء و يتحرك معه و لكنه كيف يصل للجذور إذا كان الماء يسير عكسه و أيضا كيف تتحرك الدهون الغير ذائبة في الماء . و النظرية الأخيره تقول أن العروق بها نوعين نوع للحركة مع الجاذبية و نوع للحركة عكسها و لكن طريقة الحركة غير مفسره و أيضا التفريق بين النوعين يكاد يقترب للمستحيل

فمازال نفس السؤال مطروحا من فيهم الأكثر تعقيدا النبات أم الإنسان

شيال و زحليقة ... فكر سرطاني من الطبيعة

علشان تنقل أي حاجة من مكان لمكان تاني هتكون محتاج حاجتين أساسيتين لازم يكونوا موجودين . هما طريقة نقل زي العربية أو قطار أو شيال و طريق سريع علشان الشيالين يتحركوا عليه بسهولة و سرعة و بدون معوقات . كل طريق بيكون له إتجاه و معروف بدايته و نهايته و كل شيال بيكون معروف بيشيل إيه و بيوصله لحد فين

نفس الكلام ده بيكون موجود جوا كل خلية من خلايا الكائنات الحية حتى السرطانية منها . بيكون موجود طريق - microtubule - بيتشكل من بدايته لنهايته , و بيمشي عليه - حرفيا بيمشي - شيال Kinesin protein شايل معاه الحموله إللي هينقلها لنهاية الطريق

طبعا الشيال دا بيمشي بسرعة رهيبة علشان ينقل الرسائل بين المخ و العضلات مثلا أول ما تتشك أو تتلسع فتحرك إيدك بسرعه . تخيل معايا كدا إن أول ما تتلسع الشيال دا في أعصاب صباعك يشيل اللسعه و يجري بها طول صباعك و طول ذراعك و يُوَصل لمخك تأثير اللسعه و يرجع تاني من المخ شايل أوردر لعضلات صباعك إنها تتحرك عكس إتجاه اللسعه علشان تبعد عن النار ... تخيل سرعته و دقته عاملين إزاي

هنا بقى الخلية السرطانية بتعرف تستغل الشيال دا جدا و بتخليه فرد أساسي و مهم عندها لأنه هينقل كل حاجه بدون كلل و لا تعب . لأنه من غيره مش هتعرف تعمل أي حركة سرطانيه . فلو عاوز تعالج أي مرض سرطاني لازم تعرف من هو المحرك أو الشيال و لازم لازم تعرف توقفه أو تزحلقه

الطاعه ... إمتلاك أو إحتواء

طاعة الرجل لزوجته و طاعة المرأه لزوجها عباره عن عملية خضوع إرادي . الموضوع مفيهوش إهدار للكرامه و لا هزيمه نفسيه و لا إستسلام . ولكن إحتواء و تسليم

الطاعه جوا البيوت بتبقى محتاجه نضج و قوة و شجاعه و كمان ثقة و إيمان بقدرة الآمر . و علشان إحنا الإثنين مؤمنين بدورنا في الحياة فبيكون بيننا صراحه و صدق و تسامح

المشاعر في البيوت النظيفه بتبقى مبنيه على الخضوع و الرحمه مش إمتلاك و سيطره و قهر . الزواج الزائف بيكون فيه صراع و أنانيه فبيكون زواج هش و الزواج الناجح بيكون فيه تسليم و أمان و بالتالي بيكون متماسك

في الجواز إلي بيدي بياخذ أكثر و إلي بيسلم بيمتلك و إلي بيستسلم بيكون أمير

بدنيا و عقليا و نفسيا و أخلاقيا

النظام التربوي السليم لا يعاقب الأطفال عقابا حقيقيا إلا فيما ندر ، لأن العقاب و سوء الأدب دائما يسيرون مع بعض و في إتجاه واحد . لكن فكرة العقاب في حد ذاتها هي فكره تربوية في الأساس و بالتالي تطبيق فكرة العقاب يتوقف عليها فكرة التربيه

و النتيجه المرجوه هي إن الطفل يبتعد عن الخطأ نتيجه إختيار داخلي نابع من قيمه أخلاقيه في إختيار الفعل الصحيح و ليس نتيجه خوف خارجي من ألم العقاب. فالعقاب هنا بيبقى له طريقه واحد و هو عقاب تربوي ينمي فيه شعور الإراده في الإصلاح و كمان ينمي فيه شعور مهم جدا إسمه الحياء

في طريقتين للعقاب - منتشرين في الأسر - و بيكونوا مرفوضين قلبا وقالبا ، هما العقاب الوقائي و العقاب الإنتقامي

الوقائي بيعتمد على تنميه شعور الخوف عن الطفل ، الخوف من الوقوع في الخطأ . ودا فعل ناقص و تربيه محدوده لأنه هيخلق خوف من التجربه . و بالتالي الطفل مش هيجرب ولا هيتحرك و لا هيفكر . و دا رد فعله خطير على مستقبل الطفل

إنما الإنتقامي و دا بالضرب و التذليل و المهانه و دا بقى قمة الغلط لأن مش هينفع أنتقم من إبني و مش هينفع أربي إبني على مبدأ الإنتقام

التربيه دورها تنشئة أجيال سليمه بدنيا و عقليا و نفسيا و أخلاقيا

قالوا عن الأخلاق

قالوا من علامات حسن الخلق

أن يكون المرء كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل . قليل الفضول ، قليل الزلل . هو رضي ، شكور ، حليم ، رفيق ، عفيف ، شريف . لا لماز و لا سباب ، ولا نمام و لا مغتاب ، لا عجول ولا حقود ، ولا بخيل و لا حسود . هشاش ، بشاش ، يحب في الله و يبغض في الله و يرضى في الله و يغضب في الله

الكيميرا ... تجربة نباتية غريبة

لما البذرة تبدأ تنبت و تطلع زرعة صغيره ، تلاقي الساق إلي طالع موجود فيه حته صغيره في أعلاه لها شكل مميز جدا . شكلها عامل زي التاج و مليان بالخلايا . الخلايا ده بتكون سريعه جدا في إنقساماتها لأنها مسؤولة عن نمو الساق و كمان تكوين الأوراق الأولية للزرعه

في بقى علماء كانوا عاوزين يدرسوا طبيعة توزيع الخلايا بين الساق الرئيسية و الفروع و بين الأوراق و الأزهار . و هل فيه خلايا وسيطه بينهم . و كانت طريقة الدراسه عباره عن تغير عدد الكروموسومات داخل الخلايا النباتية ثم أخذ عينات من الأجزاء المختلفه و متابعة توزيع الخلايا الغريبة بين أجزاء النبات المختلفة

عملوا ايه بقى . جابوا ماده - إسمها الكولشيسين - و حطوها في الماء الي بيسقوا به النبات و ساعتها إستخدموا نبات الداتورا

الماده ده بتخلي الخلايا تنقسم بطريقه غير متساوية و عشوائية . يعني تلاقي خلايا فيها كروموسومات عددها الضعف و ضعفين و حتى ثلاثة أضعاف و خلايا تانيه فاضيه يعني مفيهاش كروموسومات خالص

و بدأوا يتابعوا نمو الزرعة ولقوا إن الخلايا المتعددة الكروموسومات إنقسمت إلى خلايا أخرى متعددة و الخلايا الزيرو كروموسوم إنقسمت أيضا لخلايا زيرو كروموسومات

و النبات محصلوش أي حاجه غريبه و إنه نمى و كبر بطريقه طبيعية جدا و من غير مشاكل و الخلايا المشوهه كونت خلايا تانيه مشوهه في نفس نسيجها

و في النهاية أصبح النبات كله تقريبا مشوه بس شكله من برا طبيعي زي ما هو ، التشوه حصل بس داخليا في الجينات و مفيش أي تغير . و لكن هل لهذا التغير له تأثير على صحة من سيأكله