كرسي جلدي مريح جدا و مبطن بإسفنج ناعم . ملمسه بارد على الجلد و عند جلوسك فيه تشعر أن الكرسي يقوم بحضنك فتغرق فيه و تظهر بادرة حب معاه . يستطيع الكرسي أن يغرقك في أحلام جميلة مع قدرته على دعم رجليك المفروده بكل راحه و إطمئنان
الكرسي موجود أمام نافذه زجاجيه تطل على نهر يجري بماء عذب و حوله زرع أخضر ينبض بالحياة . السماء الرمادية تنذر بسقوط أمطار خفيفه مع إحساس بنسمات بروده تشفي الروح
تجلس على الكرسي و تستقر عليه فتاة شابه بشعرها الأصفر الخفيف و عيونها الواسعتين و تستعد لإستقبال الجرعه الكيماوية قبل الأخيره في جهاز يشبه الكانيولا مركب تحت عظمة الترقوة و مغطى بغشاء سيليكون مطاطي و موصول داخليا بقسطرة بلاستيكية مثبته في أحد أفرع أوردتها حيث ظل مكانه طوال الأشهر القليلة الماضيه من بداية العلاج
بدأت جولة روتينيه كيماويه حيث جاء رذاذ المخدر على جلدها لإماتة حس الألم حول منفذ الجهاز ثم أدخلت الإبرة و بدأت تشعر بالأدوية التمهيدية تجري في عروقها مع السوائل البارده و مضادات الغثيان إستعدادا للحقنه الحمراء الممتلئه بالكيماوي
و عند رؤية اللون الأحمر تذكرت مشروبها المفضل المصنوع من التوت الأحمر و قدرته على تحويل لون جميع الماء داخل جسدها إلى نفس اللون الأحمر الوردي كلون التوت
بدأت الجرعه تنساب بجانب قلبها النابض بالحياة و هي تنظر للدواء و تستشعر في فمها طعم معدني غريب ولكنها تفكر في التوت و تذكرت أن أمها وعدتها بفطيرة من التوت عند رجوعها للبيت فإنساب ريقها و نظرت إلى الماء الجاري أمامها و المطر الهادئ نظرة حنين و حب ثم دخلت في الكرسي و قالت في نفسها فالتمت أيها السرطان فإني سأحيا ، سأتغلب عليك و سأحاربك مهما كان و بكل ما أتيت من قوة فأنا الآن في جرعتي ما قبل الأخيره، خطوة واحده و سأنتصر ،و و إستسلمت للكرسي و أغلقت عيناياها و راحت في نوم عميق
و يبقى الأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق