الثلاثاء، 14 فبراير 2023

من الأذكى


من الأذكى نحن أم السرطان . خليك معايا للآخر و جاوب بنفسك على السؤال

داخل أجسامنا عالم كبير جدا و متوازن بأعلى درجة من الدقة و كل شئ فيه محسوب و معظمه غير معلوم . و مع الوقت نكتشف و نتعلم و نتخصص و نفتت ثم نجمع و نكتب و نعلم و نورث . طبعا يتحرك العلم بطريقة بطيئة و تأثيره يظهر بطريقة أبطئ و لكن العجلة تسير للأمام بإستمرار

إنما الخلايا السرطانية لها تفكير مغاير فهي دائما تتنافس - أو تتعاون بمعنى آخر - و تقوم باستمرار بتطوير قدرات مواجهة جديدة . فتواجه الموت و تقاومه و تحرض على إنتاج أوعية دموية خاصة بها و أوعية ليمفاوية مساعده و تكافح ضد المناعه الطبيعية و تستخدم الغذاء و الهواء حسب توافرهم و تنتج لنفسها طفرات تجعلها أكفأ و أشرس . و بمجرد أن يبدأ العلاج تتعلم المراوغة و تتعلم المقاومة

و بطبيعة الحال مع التقدم البطيئ للعلم و التقدم السريع للسرطان فإن معدلات البقاء على قيد الحياة لا تزال قليلة . و لكن حد التغير يقف أمام السرطان في كونه غير قابل للإنتقال ، ففي نهاية الطريق سيموت السرطان مهما كانت قوته ، سيموت بموت مضيفه و سيتوقف مساره التطوري . و بالتالي سيبدأ من حديد من الصفر ولكن في جسم آخر

و هنا يظهر الأذكى فهو الوحيد القادر على المواجهة و إحداث تغير في النهاية . هو القادر على معرفة نقاط القوة و الضعف عند خصمه ، فهي جولات و اللعبة لها نهاية واحده . و نحن إستطعنا بالتجربة و الفشل التعلم من الأخطاء و بتحسين جوظة التعليم و جودة الرعاية الصحية إزادت معدلات الشفاء و إزداد معها معدل البقاء على قيد الحياة . و ظهرت أدوية و طرق علاج جعلت من الممكن فهم طريقة التعامل - أو التأقلم - مع السرطان

و لكن يبقى السؤال المرعب قائما .... ماذا يحدث إذا تمكن السرطان من التحرر من قيوده و الخروج لجسم آخر و هو بكامل تطوره فلن يبدأ من الصفر من جديد

و يبقى الأمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق