قصة سرطانية حزينة جدا

الأب يعمل في إحدى الدول العربيه ، مسافر لوحده . و الزوجه مع أولادها الثلاثه في مصر بتتابع حياتهم و دراستهم . و في إحدى الأجازات ، أصبحت الأم حامل في بنت . وسط رفض كبير من الأب لإكمال هذا الحمل

و بعد الولادة أصرت الأم على الذهاب مع الأب لعدم قدرتها على رعية الأطفال الأربعة لوحدها . و كان الأب يرفض بشدة لعدم قدرته على توفير مكان مناسب لهم جميعا في الغربه . و لكن تحت إصرار الأم ، وافق الأب و أخذهم للغربه

بعد السفر بسنتين ، أصيبت البنت الصغرى بإلتهاب في اللوزيتين فأخذت مضاد حيوي و لم يعطي مفعول و إستمرت السخونه في الإرتفاع . فإتحجزت في المستشفى و بعد عمل صورة دم كامله ، إكتشفوا إصابتها بسرطان الدم . و لم يكن أمامهم إلا النزول إلى مصر للعلاج في التأمين الصحي لأن في الغربه العلاج غالي جدا

و عند دخول الطفله لمستشفى التأمين ، أصيب الأب برفض التصديق أن بنته عندها سرطان دم و أخذ يردد أنا بنتي معندهاش سرطان ، هي عندها مرض في العظم بس مش سرطان . وكان الحل الوحيد لتهدأته ، أنه سيأخذ الطفله لمستشفى أخرى للكشف عليها و التأكد من صحة التشخيص . فوافق الأطباء و أقر بذلك في ورق رسمي

ولكن وسط الجموع و الأب يحمل طفلته على يديه و عند باب المستشفى ، إنهارت الأم و جلست على الأرض تلطم وجهها و تصرخ بأعلى صوتها و تقول إنت مش عاوزها تعيش ، إنت عاوز تموتها ، من وهي في بطني و إنت مش عاوزها ، إنت رايح بيها على فين ، هتدفنها يعني دلوقتي و هي لسه مماتتش . طبعا الناس إتجمعت و الأمن مسك الرجل و منعه من الخروج و الأم تصرخ و تقول هاتولي بنتي

و لكن نظرا لإمضاءه على ورق رسمي بالخروج ضد النصيحه الطبيه و نظرا لأنه ولي الأمر فخرج من المستشفى . و إنهارت الأم و بدأت في إطلاق الشتائم لمنعه من الخروج فقال لها الأب ، إسكتى أو هطلقك ، فإنهالت عليه بالضرب، فطلقها . طلقها وسط جموع الناس و الطفله على يديه و خرج و أختفى و الأم صمتت و راحت في إغماءه طويله

و بعد مرور عدة ايام جاء الرجل بالبنت على يديه و حالتها الصحية سيئة و كادت أن تموت من شدة السخونيه . فأدخلت المستشفى سريعا ولكن بما أنها طفلة فسريرها وسط عنبر الأطفال و يجب أن يكون المرافق هي الأم . فكلمنا الأب و قال مفيش حد هيرضى يقعد بيها غيري . أنا بس ، الكل بعد عني من ساعة ما طلقتها

فطلبت الأم في التلفون و قلت لها تعالي المستشفى فالبنت هتتحجز و هتبدأ كيماوي . فردت عليا و قالت ، لا مش هاجي ، دي بنته لوحده يشربها، فنظرت للتلفون و مش مصدق نفسي

المهم ، البنت إتحجزت في الرعاية المركزه فقط لإنقاذ حياتها و بدأت علاجها الكيماوي ثم جاءت الأم و إنتقلت لعنبر الأطفال و إستمرت بالعلاج حتى إنتهت ثلاث سنوات مع المرض

الأن الطفله عمرها ١٠ سنوات بكامل صحتها و عافيتها، و الأب و الأم منفصلين

و يبقى الأمل ...

الصادقين

 

الصدق في البيوت هو مصدر القوه الحقيقيه فيه للمحافظه عليه وعلى سلامته .الصدق مع النفس و مع الشريك و الأطفال و مع الناس كله

الصدق شجاعه و سمو و رفعه . الرجل الصادق هو زوج محترم و المرأة الصادقه هي زوجة ذكيه. الصادقين بيكونوا متحملين للمسؤوليه، واعين، أحرار، ومدركين لقيمتهم و أهميتهم و خاصة داخل بيوتهم

و الأهم أنهم أمناء، لأنهم مؤتمنين على تربية أجيال سليمة البنيه الأخلاقيه قبل الجسمانيه و مؤتمنين على زرع ضمائر نظيفه نابعه من نفوس خيره

صناعة الذكريات

من وجهة نظري ، إن السعاده و التعاسه مشاعر تكمن في الذكريات . لو عندي ذكريات جميله هكون سعيد ، و لو ذكريات مؤلمه هكون تعيس

دور الأب و الأم إنهم يصنعوا لأولادهم ذكريات ، طبعا تكون سعيده . لأنها هتبقى أساس تكوين شخصياتهم . ذكريات عن التعاون ، عن التماسك ، عن التقبل ، عن التشجيع ، عن الفرح ، عن المشاركه

الأطفال بيبقوا نسخ مكرره من نفسيات الأب و الأم . فعلشان نصنع ذكريات سعيده لهم ، محتاجين الأول نعرف نصنع لنفسنا ذكريات سعيده . نعرف نعيش واقع سعيد و مشاكله محلوله

التعليم ... البساطه و الملاحظة

في عندنا نوعين من العلوم ، العلوم البسيطه التي لها مبادئ تعليميه ماديه زي الرياضيات و علوم معقده أكثر و من غير قواعد و مبادئ زي العلوم الطبيعية و الإنسانية و الأخلاقية

تعليم العلوم للأطفال محتاج تربية عقليه مخصوصة لإدخال أفكار يفهمها عقلهم و يدركها حسهم و من الضروري أن يحس الطفل بالتركيب الحقيقي للأشياء فيقدر يبني لها هدف تديستند عليه وعيهم و ذاكرتهم

و الحقيقه بأن العلوم المادية زي الرياضيات هي علوم بسيطة لأنها تعتمد على الفهم و الإستدلال ، إنما العلوم الطبيعية و الأخلاقية تحتاج لبناء عقلي من نوع آخر يعتمد على الملاحظه و المقارنه و الرجوع إلي الأصول و التاريخ

و كمان لازم يكون التقليد هو العامل الحاسم في عملية التعليم الأخلاقي يعني القدوة الحسنة هتلعب الدور الأكبر في التعليم

ميكانيكية حلزونية صامته

العمليات الحيوية داخل الزرع عبارة عن توازنات و مقايضات بتحصل يوميا نتيجة توافر أو نقص المواد الأساسية. بس الأهم للزرع هو الماء ، فهو روحه و حياته. المشكله في الماء هي طريق حركة الماء داخل الزرعه. لو حصل حاجه علطول الزرع هيموت و علشان كدا العامل الأخطر هو الماء. هنا الزرع بيهتم بكمية الماء الداخلية و كمان بالطريقة إلي هينقله بها علشان ميخسرش و لا يموت

التوازن الصعب للزرع أنه يقرر من الأهم بالنسبه له، صرف ما يملك من طاقة للتحكم في الضغط الداخلي لتوصيل الماء من أسفل لأعلى أو صرفهم على تصليح الأوعية المائية المجهده و المتشققه و المحتاجه لإعادة تكوين أو دعم

دي مشكلة حقيقية بالنسبة للنباتات و خاصة في ظل محدودية الطاقة و علشان الزرع ميقعش فيها و يقدر يوازن بين إحتياجه للماء و إحتياجه للترميم و إعادة التكوين، أصبح فيه بعض الحلول الميكانيكية إعتمد عليها للمحافظه و التوازن

النبات بيقدر يتحكم في سمك الوعاء المائي الناقل للماء يعني سمكه بيكون رفيع جدا في الساق و بيزداد سمكه في الأوراق فالماء يتحرك لأعلى بطريقة أسرع. و كمان الوعاء المائي مغطى من الداخل بطبقة من السليلوز إلي بتخلي جزيئات الماء تلزق في بعضها و ميدخلش بينهم هواء

مشكله الوعاء المائي الرفيع أن النبات سيحتاج منه عدد كبير جدا لتوصيل كمية الماء الممتصة فالحل أنه يكون فيه أوعية مائية سميكة بس بكون عددها قليل فيقدر من خلالها تخزين كمية من الماء و بالتالي التحكم في الضغط داخل الأوعية المائية كلها

الفكره الميكانيكية الثانية هي أن الوعاء المائي يكون طوله قصير أولا لتسهيل عملية إستبداله أو تصليحه و ثانيا يكون متكامل بفتحات بإتجاه واحد مع الأوعية الأخرى لتتحرك الماء بسهوله بين الأوعية

و الجميل في الموضوع أن الأوعية بتكون مترتبة بطريقة عجيبه جدا ، تلاقي كل ثلاثة أوعية متلاصقة مع بعضها و يكون واحد منهم هو المصب ، فيتلاقى مع أوعية أخرى و تتحرك الماء إليهم عند الأطراف بطريقة تبادلية عجيبة

و الأجمل من كل دا هو أن الشكل النهائي للخطوط لا تكون مستقيمه و لكنها بشكل حلزوني غريب. و دا علشان ميحصلش فقد في الضغط الداخلي لو تحرك النبات مع الهواء

الليالي الأولى

كانت الليالي الأولى للعلاجات الكيماوية من أكثر الفترات صعوبه عليها . كانت تستيقظ في المساء وحدها و تنهض لتتسلل بهدوء شديد ناحية الحمام نظرا لشعورها بالغثيان

وكانت تشعر بالضعف و الهذل لدرجة أنها تستلقي على بساط الحمام لفترة طويلة قبل أن تعود للنوم في سريرها . ثم في الصباح تشعر بأنها أفضل قليلا مع هدوء معدتها و لكنها ترفض الأكل و الشرب و تفضل إستقرار حالها

مرت ثلاث أسابيع و هي حبيسة المنزل لا تتذكر أنها فعلت أي شئ سوا الجلوس في الهدوء و محاولة النوم مع مقاومة شعور الغثيان المستمر و لا تتذكر أنها قد فعلت أي شيئ للإحتفال أو للترويح عن نفسها . ثم عادت لتجهز نفسها لتأخذ الجرعة الكيماوية الثانيه

و تكرر الأمر حتى وصلنا للمره السادسه و الأخيره فسألت نفسها و هي في طريقها للمستشفى، كيف يتحول ما لا يمكن تصوره إلى أمر روتيني بمثل هذه السرعه . و على الرغم من تقبلها الكامل لهذا المرض و تعودها على صعابه و إستطاعتها الخروج من دائرة الكيماوي إلا أنها مازات متشككه ولا تستطيع النوم، و تسأل نفسها كل يوم هل حقا إنتهى

و يبقى الأمل

زواج المقايضه و الحل تسديد قيمة الفرق

في كثير من الأحوال يتزوج رجل و إمرأة بينهم فروق كبيرة طمعا في المال أو السلطة و ليس في تكوين الأسرة و إيجاد حياة هادئه

كأن يكون بينهم فرق في العمر كبير أو فرق جمال واضح أو فرق حسب و نسب أو حتى فرق شهرة و يستغل الطرف الأقوى قلة حيلة و عيوب الطرف الأضعف في الضغط عليه و الحل هو الرضا و الطاعة و تسديد قيمة الفرق بمقايضة زوجية

زواج المقايضه هو زواج طمع ، مبني على سد العيب و العجز بمقابل إما بالمال أو بالحرية . زواج منفعه و إضطرار و حاجه . دائما يزداد فيه الألم و المراره للطرف المستَغَل

هذا الزواج يعتبر منتهي قبل أن يبدأ

الرضا

 

الرضا ، صفه نابعه من الإحساس بالكمال ، هي موازنه بين إلي محتاجه و إلي أقدر أجيبه . الرضا صفه وسط بين التبذير و البخل . وكمان وسط بين القيمة و التكلفه . الرضا صفه صعبه تعلمها للطفل

و علشان الطفل يكون راضي ، محتاج يفهم و يقدر قيمة الحاجه و كمان يحس إنه مش ناقصه حاجه . و دا هيحصل لما الطفل يكون متعود على التجربه ، يعني يجرب و يعرف نتيجة التجربه و الأهم يعرف تكلفة التجربه . و المهم كمان يعرف إحساس التجربه . هيفضل الطفل يجرب لحد ما يعرف شعور إسمه الكفايه . الكفايه لأنه عنده زيها أو جربها قبل كدا أو مش محتاجها دلوقتي

بس الكفايه لازم تكون محكومه شوية علشان متتحولش لطمع . هنحكمها إزاي ، بالفلوس ، ازاي يعني . يعني الطفل هيختار الي هو عاوزه و يجرب بس في حدود ميزانيه معينه ، ميزانيته ، فلوسه ، تحويشته . يعني لو معاه كثير ، من حقه يختار و يجرب كثير ، على قده ، و لو مش معاه غير قليل ، برضه يختار و يجرب ، برضه على قده . او يحوش و يكبر فلوسه . بس الواحد ياخد باله لحسن الطفل يتحول من الرضا للحرص او البخل ، و دا موضوع تاني

الفكره هنا ان الأولاد من ناحيه بيتعلموا قيمة الفلوس و من الناحيه التانيه بيتعلموا تكلفة التجربه . و مع الوقت هتلاقيهم بيحسبوها ، يعني أجيب إمتى و أجرب بكام . و الرضا بينبع من هنا

تصفية الحساب الأخلاقي بين الأفراد و الأزمان

في كل خطأ فردي يقع يكمن مجموعة من الأخطاء الجماعية المسؤولة عنه ، يعني المخطأ وقع في خطأه نتيجة مجموعه أخطاء تجتمع حوله بسبب أفراد آخرين إما نتيجة أفعال أو كلام أو حتى أفكار

وبالتالي فإن العقاب الفردي من حبس أو قتل أو نفي أو حتى تشهير يعتبر ظالم لأن المسؤولية تعتبر هنا جماعية و لكنها مربوطة بنطاق وقتي محدد

وبالتالي فإن فكرة المشاركه في العقاب و تصفية الحسابات هي فكره إجتماعية زمنيه أكثر منها شخصيه . فمن الظلم إتيان العقاب على جيل نتيجة تاريخ زمني طويل و تراكم نتائج أخطاء من أجيال سابقه . و في التاريخ حوادث و أحداث يحاسب عليها أجيال و بعدها أجيال نتيجة أفعال و أخطاء فكريه وقعت من زمن طويل جدا جدا

تعديل إداري نباتي

في نباتات تمتاز بقوة ساقها و قوة جذرها و لكنها لا تمثل أي أهمية إقتصادية لدى المزارعين و لهذا فإنهم يعتمدوا على الساق و الجذر لإنماء نوع زرع آخر غير الأصلي

فيقطعوا الساق للنبات القديم غير المهم و يضعوا فوقه ساق لنبات آخر له أهمية عندهم لينمو و يعتمد على الساق القوية المتركب عليها و على الجذر القوي المساعد له

العملية ده إسمها التطعيم يعني يطعم نبات بنبات آخر ليعتمد عليه في عيشته و حياته و كل ما الساق الأصلي أنتج نباته الأساسي يتم قطعه و منعه من إكمال حياته. طبعا في أنواع تقبل التطعيم مع بعضها و أنواع لا تقبل و الحل هو التجربة

أما بالنسبة للزرعة نفسها فإنها الخلايا الملاصقة لمنطقة القطع في الساق القديمة و الحديثة تفرز مواد لاصقه لدعم الخشب و اللحاء الممزق لمحاولة جمعهم من جديد. و الجميل أن الخلايا القريبة تتحول إلى شكل خلايا الساق الجديدة لتتراكب معها و تندمج مع شكل القطع فيها. و هذا يأخذنا لفكرة أن النباتات التي تتشابه في الصفات الوراثية يسهل تحويلها بين الأنواع و بعضها

و قد يسأل سائل من يتحول أولا هل الساق القديم هو من يندمج مع الجديد و تتحول خلاياه ليتأقلم أم أن الساق الجديدة هي من تندمج مع القديم. فمن المتحكم هنا الساق الجديدة التي تنمو لأعلى أم الجذر القديم الذي ينمو لأسفل

من الأذكى

من الأذكى نحن أم السرطان . خليك معايا للآخر و جاوب بنفسك على السؤال

داخل أجسامنا عالم كبير جدا و متوازن بأعلى درجة من الدقة و كل شئ فيه محسوب و معظمه غير معلوم . و مع الوقت نكتشف و نتعلم و نتخصص و نفتت ثم نجمع و نكتب و نعلم و نورث . طبعا يتحرك العلم بطريقة بطيئة و تأثيره يظهر بطريقة أبطئ و لكن العجلة تسير للأمام بإستمرار

إنما الخلايا السرطانية لها تفكير مغاير فهي دائما تتنافس - أو تتعاون بمعنى آخر - و تقوم باستمرار بتطوير قدرات مواجهة جديدة . فتواجه الموت و تقاومه و تحرض على إنتاج أوعية دموية خاصة بها و أوعية ليمفاوية مساعده و تكافح ضد المناعه الطبيعية و تستخدم الغذاء و الهواء حسب توافرهم و تنتج لنفسها طفرات تجعلها أكفأ و أشرس . و بمجرد أن يبدأ العلاج تتعلم المراوغة و تتعلم المقاومة

و بطبيعة الحال مع التقدم البطيئ للعلم و التقدم السريع للسرطان فإن معدلات البقاء على قيد الحياة لا تزال قليلة . و لكن حد التغير يقف أمام السرطان في كونه غير قابل للإنتقال ، ففي نهاية الطريق سيموت السرطان مهما كانت قوته ، سيموت بموت مضيفه و سيتوقف مساره التطوري . و بالتالي سيبدأ من حديد من الصفر ولكن في جسم آخر

و هنا يظهر الأذكى فهو الوحيد القادر على المواجهة و إحداث تغير في النهاية . هو القادر على معرفة نقاط القوة و الضعف عند خصمه ، فهي جولات و اللعبة لها نهاية واحده . و نحن إستطعنا بالتجربة و الفشل التعلم من الأخطاء و بتحسين جوظة التعليم و جودة الرعاية الصحية إزادت معدلات الشفاء و إزداد معها معدل البقاء على قيد الحياة . و ظهرت أدوية و طرق علاج جعلت من الممكن فهم طريقة التعامل - أو التأقلم - مع السرطان

و لكن يبقى السؤال المرعب قائما .... ماذا يحدث إذا تمكن السرطان من التحرر من قيوده و الخروج لجسم آخر و هو بكامل تطوره فلن يبدأ من الصفر من جديد

و يبقى الأمل

فارسة و هارب ... الحقيقة المقلوبه

خناقه بين رجل و زوجته

هي تشهر سيفها و تشد حصانها و تجمع جيشها و تطلق لسانها فتكيل الإتهامات و تصرخ ..... الحرياااااااااااااااه

هو يغمد سيفه و يرجع بحصانه و يهرب من النزال . يمسك لسانه و يقول لها ، لك مطلق الحرية . إفعلي ما شئت ، فأنت لك ضمير و دين و لك قيم و أخلاق و لك أب و رب

هي تجري عليه و مجنداتها وراءها يصرخون ، النسويييييييييية ، حقوووووووووووقي ، شرع ربناااااااا ، قايمتييييييييي ، عفشييييي ، كوبيااااااتيييييي

هو يضحك و يقول ، مشكلتك ليست معي و لكنها مع بقيت النساء فالتغير يقترب للمستحيل بدون وعي

هي تصرخ و تلوح بسيفها ، أنا ضد الرجااااااااال ، أنا ضد أن تكون المرأة مجرد وسيلة ، أنا أملك نفسييييييي

هو يقول نحن شركاء حياة و شركاء رغبة من غير قانون تمليك و لا إجبار و لكن الخالق حكم و أبدع و زاد و أنقص

هي تقول ، مفيش راجل يستاهل الألم و التعب و العرق ، أنت عارف ألم الحمل و تعبه و ألم الولادة و قلة النوم و لعبكة الهرمونات

هو يقول ، مفيش إجبار على الإنجاب . ولكن ربك خلقك و سواك و صورك لتكوني أنت الأم . فوجود الأرحام دليل لا يحتاج لتبرير كوجود العين لا يحتاج لتبرير و لا يحتاج لإلزام فمن أراد عدم الرؤية فليفقئ عينه و بالمثل

تجهز الخنجر و تصرخ بصوت عالي مش من وظيفتي أن أخدمك و أخدم عيالك فأنا لي ذات منفرده ، أنا إنسانه ، أنا حرة ، أنا مستقله

هو يتحول من الهدوء إلى اللامبالاة و يقول ، انت لم تقولي أنا زوجه أو أنا أم أو أنا فرد في الأسرة . عموما الحرية تبدأ و تنتهي بإختيار و كما الإنتحار يبدأ و ينتهي بإختيار

القناعه

 

القناعه هي شعور بالرضا ، الرضا بالموجود ، يعني لو عندي كثير أكون راضي ، و لو عندي قليل برضه أكون راضي . القناعه صفه تقريبا مستحيل الأطفال يتعلموها . دائما تلاقيهم عاوزين ، دائما تلاقيهم محتاجين . و علشان يعرفوا يوصلوا للقناعه ، الأول يتعلموا الرضا و الإقتناع و تقدير القيمه

القناعه لو إتفرضت بتخلي شخصية الأطفال مكسوره ، بتخليهم حاسين بالقهر و الإحتياج . لازم القناعه تيجي بالتدريج ، يعني يتعلموا الأول قيمة الحاجه الي معاهم و يرضوا بها ، و بعدها يتعلموا يتقبلوا فقدها

تعليم القناعه بيبقى محتاج أطفال شبعانين ، شبعانين أكل و شرب و حنيه . الطفل القنوع بتلاقيه طفل هادئ ، عارف يبسط نفسه ، مريح ، و مش طماع . تلاقيه شاطر في المدرسه ، مش مضغوط ، بيعرف يعمل أصحاب و بيعرف يواجه المخاطر

خميرة التطور ... نفش و فس

علشان يحصل تغير أو تطوير في أي مجتمع لازم يكون فيه فئة من الناس - الصفوة - قادرة على تحريك البقية و إجتذاب أفكارهم . الفئة ده تعتبر هي خميرة التغير و التطوير . لازم تكون موجوده علشان المجتمع - ينفش - و تتماسك طبقاته و يصبح قوامه قابل للإنضغاط

هشاشة المجتمع من ناحية تانية بتحصل نتيجة وجود فجوات و ثغرات كثيره في كل طبقة من طبقاته . و الثغرات بتحصل نتيجة غازات مخرجه من عامة الشعب - أو الناس المعارضة - المحافظين و المكتفين بالقليل أو المتكتفين أو المكفوفين

مش ضروري طبعا أن تكون طبقة الصفوة أو الفئة الرائدة أو القادة متميزة بذكاء حاد فكثير ممن قادوا الأمم لمصيرها المحتوم على درجة متوسطة أو أقل قليلا - أو كثيرا - من الذكاء و لكنهم كانوا دائما من النوع الحساس القلق إللي لو غيرتله درجة الحرارة فجأة هيهبط و يفسي المجتمع كله معاه

تنافس صنيعية الألياف، رؤية زراعية هدفها الحياة

الألياف ماده تُنتج طبيعيا داخل الزرع و تدخل في الصناعة كصناعة الأقمشة و الورق و الحبال. من وجهة نظر تشريحية فالألياف عبارة عن خلايا إسطوانية معدلة فهي بدون مكونات خلوية داخلية و تتميز بطول أكبر من عرضها بمئات أو آلاف المرات و لها جدار مدعم بمواد صلبة و لينة في نفس الوقت فتكون قابلة للثني و مقاومة للكسر

و من وجهة نظر الزرعة فالإستثمار في تصنيع الألياف و تصديرها للخارج يدخل عليها مكاسب كبير تستخدمها في بناء نفسها بطريقة أكثر صلابة و قوة

الصنيعية الموجودين داخل الزرعة يتنافسوا فيما بينهم لإنتاج أفضل الأنواع من الألياف و نتيجة رؤية الزرعة و تشجيع الصناعة و المنافسه داخلها ظهرت عدة أنواع من الألياف تقسم حسب الطول و السمك و القابلية للتجميع كما يحدث في نبات القطن. فداخل زرعة القطن يتنافس صنيعية الألياف على إنتاج ألياف القطن الطويل و القصير مع صنيعية ألياف الخشب و صنيعية ألياف اللحاء القابلة للأكل و صنيعية ألياف الورق

الزرع يصدر هذه الألياف خارج مؤسسته الزراعية في مقابل المحافظة عليه و حمايته من الحشرات و الديدان و تسميد تربته بالمغذيات و ريه بإستمرار لمساعدته على النمو في هدوء و على مواجهة الطبيعة و تقلباتها

بهذه الطريقة إستطاع الزرع خلق بيئة إستثمارية داخلية و نظم قوانين عادلة لتوزيع المواد الأولية فيه و إختار لنفسه وجهة صناعية و عمل على جعل التنافس بين الصنيعية يكون شريفا و بالتالي إستطاع إنتاج أجود الأنواع و جعل لنفسه مكانة تصديرية جعلته الأهم على الإطلاق

مقعد من الدرجة الأولى

كرسي جلدي مريح جدا و مبطن بإسفنج ناعم . ملمسه بارد على الجلد و عند جلوسك فيه تشعر أن الكرسي يقوم بحضنك فتغرق فيه و تظهر بادرة حب معاه . يستطيع الكرسي أن يغرقك في أحلام جميلة مع قدرته على دعم رجليك المفروده بكل راحه و إطمئنان

الكرسي موجود أمام نافذه زجاجيه تطل على نهر يجري بماء عذب و حوله زرع أخضر ينبض بالحياة . السماء الرمادية تنذر بسقوط أمطار خفيفه مع إحساس بنسمات بروده تشفي الروح

تجلس على الكرسي و تستقر عليه فتاة شابه بشعرها الأصفر الخفيف و عيونها الواسعتين و تستعد لإستقبال الجرعه الكيماوية قبل الأخيره في جهاز يشبه الكانيولا مركب تحت عظمة الترقوة و مغطى بغشاء سيليكون مطاطي و موصول داخليا بقسطرة بلاستيكية مثبته في أحد أفرع أوردتها حيث ظل مكانه طوال الأشهر القليلة الماضيه من بداية العلاج

بدأت جولة روتينيه كيماويه حيث جاء رذاذ المخدر على جلدها لإماتة حس الألم حول منفذ الجهاز ثم أدخلت الإبرة و بدأت تشعر بالأدوية التمهيدية تجري في عروقها مع السوائل البارده و مضادات الغثيان إستعدادا للحقنه الحمراء الممتلئه بالكيماوي

و عند رؤية اللون الأحمر تذكرت مشروبها المفضل المصنوع من التوت الأحمر و قدرته على تحويل لون جميع الماء داخل جسدها إلى نفس اللون الأحمر الوردي كلون التوت

بدأت الجرعه تنساب بجانب قلبها النابض بالحياة و هي تنظر للدواء و تستشعر في فمها طعم معدني غريب ولكنها تفكر في التوت و تذكرت أن أمها وعدتها بفطيرة من التوت عند رجوعها للبيت فإنساب ريقها و نظرت إلى الماء الجاري أمامها و المطر الهادئ نظرة حنين و حب ثم دخلت في الكرسي و قالت في نفسها فالتمت أيها السرطان فإني سأحيا ، سأتغلب عليك و سأحاربك مهما كان و بكل ما أتيت من قوة فأنا الآن في جرعتي ما قبل الأخيره، خطوة واحده و سأنتصر ،و و إستسلمت للكرسي و أغلقت عيناياها و راحت في نوم عميق

و يبقى الأمل

التوافق منطق لا يتحقق إلا للأسوياء

كل بيت وله طبيعته و منطقه الخاص ، بناء على الصفات الشخصيه للزوجين. كل واحد فيهم متفرد بشخصيه و ثقافه و موروثات بس هما الإثنين يتوافقان معا و يعيشوا معا بمنطقهم المشترك

التوافق مش على حسب القوة و لا درجة الذكاء ولا حدة الصوت ، التوافق على حسب الرضا و السعاده بالدور في الأسره و بمشاركته في إستمرارها فيحدث الإنسجام و التكامل

الزوجان الأسوياء هما إللي بيعرفوا يتفقوا على الأدوار و كمان يتفقوا على تبادلها بدون الدخول في منازعات و مشاحنات تملئ الأجواء سموما و تملئ القلوب أحزانا

لغة تانيه

لما الأولاد بيدأوا يتعلموا لغة تانيه غير لغتهم الأم ، بيحصلهم نوع من التغير الثقافي جواهم . مش معنى كدا إن هيجلهم صدمه حضاريه ، لا، هيبقى عندهم مفردات و معاني و إسقاطات ، مش متربين عليها و لا من عاداتنا و تقاليدنا

كل لغة بتعبر عن ثقافه مرتبطه بها ، ثقافه شعبيه يعني ، و عادات و تقاليد مرتبطه بها ، و لكل ثقافيه أساليب تنشئه و تحديات مختلفه بتواجهها و بتطرحلها حلول في ثقافتها

الأولاد مش بيبقوا عارفين و لا فاهمين الإختلافات ده و بالتالي يرفضوا طريقة حياتهم و بيحاولوا يتغيروا للثقافه الجديده المكتسبه

فكرة تعليم لغه جديده ، مهمه جدا في حياتنا . مهمه علشان نعرف نواجه الإختلافات و الإختلالات الاجتماعيه بين الثقافات مش علشان نكره نفسنا و نحاول نكون أحسن

العداله هي روح الشعوب و سبب تضامنها

العداله هي شعور موحد و جماعي بين الناس بالعدل . يعني لازم علشان الناس تشعر بالعدل يكون فيه إتفاق ضمني مشترك بينهم بأن الحكم عادل و أنهم موافقين عليه

و الأهم من كدا إن الناس تكون متفقه على إن الأفعال التي تتضمن أحكام عادله تكون تستحق المحاكمه من الأساس و إلا فالحكم العادل يكون غير مقبول بينهم

علشان كدا تطبيق العداله محتاج معرفه مسبقه بثقافة الناس لأنها تتضمن الثواب و العقاب و بالتالي مشاعر التضامن الجمعي تظل مترابطه و مستقره

المجتمع العادل ينشأ فيه أجيال يتمتعون بصحة أخلاقية تضمن الترابط و التماسك بين طبقاته و تخلق قيمة و روح لحياة الجميع

ضربة حر شمسية للزرعة

كما الإنسان، يتعرض الزرع لوهج الشمس و لحرارة الهواء و يظهر تأثيرهما عليه كما يظهر على الإنسان و لكن رد فعل الزرع مختلف عن رد فعل الإنسان، فالزرع لن يضع صن بلوك و لن يتظلل و ليس له القدرة على شرب الماء البارد

قبل ضربة الشمس جلد الإنسان يتحرق و يفقد الإنسان وعيه لإرتفاع حرارته و لقلة مائه بينما الزرع لا يوجد عنده جلد و يعتبر جلده هو أوراقه، الزرع لا يفقد وعيه أبدا. فالورقه تلتف على نفسها لتظلل على نفسها و الكلوروفيل الأخضر يهرب من الشمس و يتركز في الأماكن المظللة فتجده داخل الأوراق أغمق من خارجها، و هذه علامة مهمة جدا لإحتياج النبات للماء البارد

و لمواجهة الحرارة تزداد سماكة الطبقة الخارجية للورقة لتبتعد الأجزاء الداخلية الهشة عن السطح الساخن و يتحول الجزء المظلل الداخلي لجزء رفيع و الجزء الخارجي المواجه للشمس سميك و تغلق الورقة أفواهها في الجزء المظلل و تفتحهم في الجزء المواجه للشمس ليزداد بخار الماء حولها لتقليل تأثير الحرارة العاليه و لكن تزاد شراهة الجذور للماء

و لكن التعرض للشمس و الحرارة لفترات متواصله و طويلة له تأثير ضار على الزرعه فيقصر طول ساقها و تزداد كثافة فروعها و تتغير توزيعة و شكل الأوراق فتقل المسافة بينهم و تطول الورقة و تصبح أسمك و بالتالي ينصرف النبات عن البناء الضوئي و تكوين الأزهار إلى التركيز على زيادة التظليل