السبت، 1 فبراير 2025

أبو لبن ... صريع اللبن


فكر في أن يجرب شيئا غير مألوف، شيئا لم يفعله أحد، شيئا يجعله معروفا بين الناس، فحلم حياته أن يكون مشهورا يتهافت عليه الناس في أي مكان يذهب إليه.

حاول أن يجد طريقة للفت الإنتباه إليه فلم يجد طريقة إلا وقد جربها أحدهم، فكر في تصوير نفسه و هو يأكل، و هو يرقص، و هو يخلع ملابسه، فوجد الرجال و النساء و الأطفال يفعلون نفس الأفعال. فالكل يأكل و يرقص و يخلع ثيابه. و لكن هذه الأمور أصبحت عادية، لا تجذب إنتباه أي أحد.

جلس كثيرا يفكر كيف يخطف أنظار الناس إليه حتى توصل لفكرة لم يجربها أحد، فكرة غير مألوفه. سيسعد بها و سيسعد غيره لما يراها و ستكون المشاهدات بالملايين.

قال في نفسه أنه سيجرب جميع أنواع الألبان و لكن الفكره ليست عظيمه، العظيم فيها أنه سيأخذه مباشره من ضروع الحيوانات.

جهز لنفسه قناة على جميع مواقع التواصل و أسماهم قناة أبو لبن و قال سأتذوق اللبن من الضرع مباشرة و التحدي يكمن في أن أشبع.

بدأ بمعزة صغيره و كانت هادئة و تم التحدي و نجح. إنتشر الفيديو كالنار في الهشيم. إنظروا لهذا الرجل، ماذا يفعل. فيديو واحد فقط و مع معزة و لكنه إستطاع أن يتغلب على نفسه و أوصل فمه إلى ضرع المعزة. ثم تهافتت عليه الطلبات كالمعتاد و أصبح يتابع طلبات متابعيه بحرص شديد.

فيكتب على الفيديو الجديد، من تحداه و متى. و أصبح حديث السوشيال ميديا، رجل اللبن أو أبو لبن، نزل تحت البقر و الجاموس و إتجه تحت الحمير و الخيول و الجمال، شرب منهم جميعا لبنا من الضروع مباشرة. و كانت بعض التحديات أكثر غرابة و خطورة فهناك من تحداه أن يشرب لبن الزرافات و لبن الفيلة و لبن اللبؤات و النمور.

و لكن الأغرب على الإطلاق هو من طلب منه أن يشرب لبن الخنازير. و لكنه إستنكر بشدة أن يشرب من ضرع الخنزير لبنا و قال في فيديو لمتابعيه أنه لن يستطيع أن ينزل تحت الخنزير و يشرب لبنه.

و لكنها لعنة الشهرة فقد وجد المتابعون لأنفسهم طريقا ليضغطوا عليه أو لينتقموا منه. فأخيرا وجدوا ضرعا لن يستطيع أن يشرب منه و أنه هُزم. و وصل الأمر بالإستهزاء به عن طريق رسمه و هو بضرع كبير و الخنزير يشرب منه و منهم من تمادى و رسمه كأنه ضرع عملاق و الخنازير تجري وراءه لتشرب منه و أن واحدا إستطاع أن يفقئ جزء منه و أصبح يُسرب اللبن. و قام آخر برسمه كمن علقه خنزير من ضروعه و أخذ يجلده على ظهره بالسياط.

و مع الأيام أصبحت شهرته تزداد و صورته تسوء و ظهرت قنوات تصوره بأشكل جعتله يكره نفسه أكثر و يكره حياته و دنياه و لكنه لم يستطع الهروب حتى أنهى حياته بنفسه. و لكنهم لم يكتفوا بذلك و أطلقوا عليه إسم صريع الضروع و فقيد اللبن.

الجمعة، 31 يناير 2025

حل مشكلة صعبة مع الفريق


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الزملاء_والعلاقات_في_العمل #التعاون_والعمل_الجماعي

في مرة، واجهنا مشكلة كبيرة في تسليم مشروع مهم جدًا، والوقت كان ضيق جدًا. كان عندنا تعارض في البيانات بين الأقسام المختلفة، وكل قسم شايف إن رؤيته هي الصح. في البداية، كل واحد في الفريق كان متمسك برأيه، وحسينا إننا مش هنوصل لحل قريب.

الخطوة الأولى اللي عملناها إننا قررنا نقعد مع بعض ونسمع كل واحد بوضوح. كنا محتاجين نعرف أصل المشكلة، بدل ما نلوم بعض. بدأت النقاش بطرح السؤال: "إيه الهدف النهائي اللي كلنا عاوزين نحققه؟" السؤال ده خلانا نركز على النتيجة بدل من الخلافات.

بعدها، وزعنا الأدوار بشكل جديد يناسب الموقف، مع وضع خطة واضحة بزمن محدد. قررنا نعتمد على نقطة التلاقي بين الآراء بدل من نقاط الخلاف. كمان شغلنا كان معتمد على التحديثات المستمرة، بحيث كل واحد يعرف إحنا وصلنا لإيه وما يحصلش تأخير أو تضارب.

اللحظة اللي سلمنا فيها المشروع في وقته، بعد كل التوتر ده، كانت لحظة فخر كبيرة. المشكلة اللي كانت تبدو مستحيلة في البداية اتحولت لفرصة علّمتنا إزاي نحترم آراء بعض ونتعاون بشكل أفضل.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الخميس، 30 يناير 2025

شهوة السلطة لمن لا يعرف طعم السعادة


#الأخلاق_القناعات_الإهتمامات_المهارات_القدوات 

في ناس بتفكر إن السلطة هي المفتاح للسعادة، وإنهم لما يوصلوا لمركز قوة، هيكونوا أخيرًا حققوا كل اللي نفسهم فيه. بس الحقيقة غير كده تمامًا. السلطة ممكن تكون فخ كبير، بتديك إحساس مؤقت بالسيطرة، لكن في نفس الوقت بتبعدك عن السعادة الحقيقية.

لما تلاقي نفسك بتسعى ورا السلطة، بتركض ورا المناصب، وبتحاول بأي طريقة تبقى الشخص اللي الكل بيخاف منه وبيحترمه، افتكر إن دي مجرد وهم. السلطة مش دايمًا بتجيب السعادة، بالعكس، أحيانًا بتخليك تشعر بالعزلة والوحدة، لإنك ممكن تلاقي الناس حواليك بتعاملك بمصلحة أو بخوف، مش بحب أو احترام حقيقي.

السعادة الحقيقية بتيجي من الرضا عن النفس، من العلاقات الطيبة اللي بتبنيها مع الناس، ومن البساطة في الحياة. السعادة إنك تلاقي شغفك في الحاجة اللي بتحبها، مش إنك تكون دايمًا قلقان وتفكر في الخطوة الجاية علشان تحافظ على مركزك.

شهوة السلطة بتخلي الشخص يفقد قيمته الحقيقية، لأنه بيبدأ يشوف الدنيا من زاوية ضيقة. بدل ما يبني نجاحه على الاحترام المتبادل والحب، بيبنيه على الخوف والسيطرة. وده مش طريق السعادة، ده طريق الوحدة.

اللي بيسعى للسلطة علشان يعوض نقص أو فراغ جواه، مش هيلاقي اللي بيدور عليه. السعادة مش في إنك تبقى فوق الكل، السعادة إنك تبقى مرتاح مع نفسك ومبسوط بالعلاقات اللي حواليك. السلطة ممكن تديك حاجات كتير، لكن مش هتديك السعادة اللي بتيجي من قلب مرتاح وضمير راضي.

كلنا لازم نسعى نحقق أهدافنا، لكن مهم نبقى فاهمين إن السلطة مش هي الغاية. لازم نفتكر إن السعادة هي اللي بتخلينا نقدر نستمتع بكل حاجة حوالينا. لو قدرت تلاقي السعادة جوا نفسك، هتلاقي الدنيا بقت أجمل وأبسط، وهتعرف تقدر كل لحظة فيها.


الأربعاء، 29 يناير 2025

مشروع جماعي أنجزته بنجاح


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الزملاء_والعلاقات_في_العمل #التعاون_والعمل_الجماعي

فاكر مشروع كبير كان لازم ننجزه في وقت قصير جدًا، وكان فيه تحديات كتير. كنت جزء من فريق، وكل واحد فينا كان مسؤول عن جزء محدد. التحدي الأكبر كان إننا ننسق شغلنا بحيث يطلع متكامل ومظبوط في النهاية.

أول خطوة عملناها إننا قعدنا مع بعض وحددنا المهام لكل واحد بناءً على نقاط قوته. كان فيه شوية اختلافات في الآراء في البداية، بس كنا بنرجع دايمًا للهدف الأساسي ونركز على مصلحة المشروع. التواصل كان مفتاح النجاح، وكنا بنتابع مع بعض بشكل يومي علشان نضمن إن كل حاجة ماشية زي ما خططنا.

كمان إتعلمت في المشروع ده إن الدعم بين أعضاء الفريق بيعمل فرق كبير. لما حد كان يتأخر في جزء معين أو يواجه مشكلة، كنا بنقف معاه ونساعده بدل ما نلومه. الروح الجماعية دي خلتنا نحس إننا كلنا على مركب واحد.

في الآخر، خلصنا المشروع قبل الموعد المحدد، والمدير أشاد بالشغل وقال إنه كان مثال للتعاون الفعّال. اللحظة دي كانت درس كبير بالنسبة لي عن أهمية الشغل الجماعي وتنسيق الجهود.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/




الفروع لا ترث الشجره


#إدارة_نباتية 

لو بصينا للشجرة من بعيد، بنظرة مختلفة شوية، هنلاقي أن الشجرة مش بتسمح لأي فرع ضعيف يفضل متعلق بيها لو كبر و أصبح ثقيلا. 

الفرع الضعيف يفضل ماسك في الساق القوية، يستند عليها، ويتغذى منها، لكنه يفضل فرع، مجرد امتداد ضعيف مش قادر يستقل. الشجرة تسنده طالما مازال ضعيف، توفر له الغذاء والماء، لكن لو بدأ يقوى أو يتقل لدرجة إنه يهدد توازنها، هنا بتاخد قرارها.

لو الفرع بقى قوي، بس مش جزء حقيقي منها، مش نابِع منها، الشجرة بتكسره وتبعده. مش بدافع القسوة، لكن بدافع الحماية.. حماية نفسها منه، وحمايته من وهم الارتباط اللي مش هيعيش للأبد. 

أما لو الفرع ده بقى ساق جديدة، امتداد حقيقي للشجرة، هنا المعادلة بتختلف.. الشجرة بتدعمه، تقاسمه المغذيات والماء، تحضنه لحد ما ياخد مكانه الطبيعي، يمكن حتى يحل محل الساق القديمة لما تيجي اللحظة المناسبة.

دي سنة الحياة، سواء في الطبيعة أو في العلاقات. مفيش حاجة بتفضل متعلقة بحاجة تانية للأبد. يا إما تبقى امتداد حقيقي، يا إما تستقل بنفسك وتبني جذورك بعيدًا، لأن التعلق وحده مش كفاية عشان تفضل موجود.

الطبيعة لا تعترف بالوراثة، فقط بالقوة والانتماء الحقيقي. الفرع إما أن يصبح ساقًا، أو يسقط، لأن الشجرة لا تترك إرثًا لفروعها.


أهمية بناء شبكة علاقات مهنية


سلسلة مقالات: لما كنت موظف، ولما بقيت مدير، و لما بقيت صاحب شغل
#لما_كنت_موظف #الزملاء_والعلاقات_في_العمل #الصداقة_في_العمل

في بدايتي في سوق العمل، كنت معتقد إن الشغل كله بيعتمد على المهارات اللي عندي بس. لكن مع الوقت، اكتشفت إن شبكة العلاقات المهنية بتلعب دور أكبر من المتوقع في مسيرتي المهنية. مش بس عشان الفرص، لكن كمان كدعم وتبادل خبرات.

شبكة العلاقات المهنية هي أكتر من مجرد زمالة. هي مجموعة من الناس اللي ممكن تتعلم منهم، تشارك معاهم تحدياتك، وتستفيد من تجاربهم. في مرة كنت بدور على حل لمشكلة في شغلي، وزميل كنت اتعرفت عليه في ورشة عمل قديمة اقترح لي فكرة جديدة، وطلعت فعالة جدًا.

كمان العلاقات المهنية بتفتح أبواب لفرص ما كنتش متخيلها. زي لما زميل سابق رشحني لمشروع جديد بسبب شغلنا مع بعض في مشروع سابق، لأنه شاف قدراتي وعارف إني مناسب للدور.

بناء شبكة علاقات ناجحة مش معناه بس إنك تكون لطيف مع زمايلك في الشغل الحالي. ده معناه حضور فعاليات، تكوين صداقات جديدة، والحفاظ على علاقاتك القديمة. ده بيخليك دايمًا على تواصل مع السوق ومع فرص ممكن تغير مستقبلك المهني.

و لو لسه بتفكر في أهميتهم، اسأل نفسك: كام مرة استفدت من نصيحة أو توصية من حد تعرفه؟ ده لوحده بيوضح قيمة العلاقات المهنية.

هتلاقي كل مقالات السلسلة في صفحتي في لينكدان
https://www.linkedin.com/in/amr-elnashar/

و في صفحتي في الفيسبوك بقيت التجارب و المقالات
https://www.facebook.com/amr.adel.elnashar

و جميع المقالات في البلوج الشخصي
https://amradelelnashar.blogspot.com/