مثل كثير من الإكتشافات العلمية فقد تحقق إكتشاف علمي مذهل عن طريق المصادفه . إنحرفت فكرة بحث في معمل و إستطاعت الإجابة على أسئلة مكنش حد عارف أصلا يسألها
روزنبرغ باحث في الكهرباء بيعمل تجاربه علشان يستكشف الطريقه إللي بتتصرف بها الخلايا الحية في وجود الكهرباء . و كان بيحاول يربط بين شكل الإنقسام الخلوي الميتوزي و شكل خطوط الحقل المغناطيسي إللي بتظهر عند وضع مغناطيس على ورقه مرشوش عليها برادة حديد . و كان بيحاول يجاوب على سؤال بحثي مهم و هو هل عملية الإنقسام الخلوي يتحكم فيها تأثير كهرومغناطيسي
و عند بدء التجربة جاب قطبين كهرباء و حطهم في طبق مزروع فيه بكتريا ال E.Coli و بدأ يمرر تيار كهربي في الطبق . و بعد وقت قصير توقفت البكتريا عن الإنقسام . ولما وقف التيار الكهربائي رجعت الخلايا لحجمها الطبيعي من تاني و بدأت تنقسم بطريقة طبيعية
وطبعا بدأ يفكر في السرطان و قال إن إحنا نقدر نسيطر على على نمو الخلايا السرطانية بواسطة تمرير حقل كهربائي بتردد معين و نموتها . بس المفاجأة الكبيرة و إللي غيرت مجريات بحثه تماما مش فكرة الترددات الكهربائيه ، لأنه لما جربها من تاني بطرق مختلفه محصلش النتيجة إللي كان منتظرها و هو موت الخلايا
و لما أعاد تجربته الأولى بحذافيرها نجحت و ماتت الخلايا ، بس فشلت من تاني لما إستخدم أقطاب كهربائيه من نوع مختلف . فقال لنفسه يبقى الأقطاب هي إللي فيها المشكله و برضه فيها الحل . و هنا حصل التحول في البحث لإنه كان بيستخدم أقطاب مصنوعه من مادة البلاتين و هو عنصر خامل كيميائياً بس من خلال مرور الكهرباء فيه نتجت في المحلول أيونات من مادة البلاتين
و من التجربة ده و الملاحظة ده و الإنحراف ده إتعرف تأثير البلاتين على الخلايا الحية . و بعد تغير بسيط في التركيب الكيميائي للأيونات جربه على فئران عندها سرطان ، فتوقف نموه و الفئران فخفت منه . و بعد تجارب سريرية كثيرة على الإنسان عرف العلماء مقدار الجرعة المعالجة و أطلقوا عليه وقتها بنسلين السرطان . و حتى اليوم يعتبر ( السيسبلاتين ) دواء رئيسي في البروتوكولات العلاجيه لمعظم أنواع السرطان
روزنبرج كان بيكتشف تأثير الكهرباء على الخلايا و مكنش يحلم أنه يكون السبب في ظهور دواء يغير مجرى التاريخ و يكون سبب في شفاء عدد كبير جدا من مرضى السرطان
و يبقى الأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق