بدأت بطفرة في جين فبدأ بإرسال إشارات تخبر الخلية بأن الوقت قد حان للإنقسام . ثم حدثت طفرة أخرى في تعديل حساسية الإنقسام فأصبحت شديدة الحساسية و أصبحت تستجيب لأقل المحفزات فبدأت بالإنقسام السريع جدا
ولكن شعرت نواة الخلية و مركز إتخاذ القرارات فيها بالنشاط المفرط فأمرت بكبح جماح الإنقسام و أرسلت إشارات علاجيه لتعديل السلوك الغريب و لكن حدث في الخفاء طفرة - أو إتفاق - عطلت بسببه توصيل الإجراء العلاجي . فلم تعرف النواة و لم يعرف مركز القرارات بعدم وصول الإشارة و لم يعرفوا مكان التعطيل
فأصبحت النواة و مركز القرار معزول عن الواقع و عن خروج الخلية إلي عالم الفوضى و الإنقسامات الذاتية الغير محدوده . و أصبح السرطان هو الآمر و الناهي بدون سلطة رقابية و لا سلطة وقائية
و إزداد الأمر سوءا نتيجة إغتيال أحد المهرة المصلحين المكتشف للعيوب الناتجة عن الطفرات و أصبح الإصلاح بلا قيمة نتيجة سرقة و إتلاف أجهزة الإصلاح و التبليغ . فأي محاولة لتصليح العيوب ستنتج عنها كسر في الجينات و إتلافها فتصبح الجينات السرطانية أقوى و أشرس فتعطي أوامر بالشغب و أوامر بالحرق الجماعي بدلا من أوامر الإصلاح
و نتيجة أعمال الشغب الداخلية إشتعلت النار في مصادر الطاقه و الإنتاج فلم يكن إلا الحل الأخير و الوحيد في بروتوكول الشغب و الفوضى من مركز إتخاذ القرارات في النواة و هو إرسال إشارات إلى الوحدة الخاصة بالقتل و الترصد
فهي وحدة لا تعرف الصالح من الطالح و لا القريب من البعيد و بدأت في قتل الكل و أشعلت النيران في كل الموجود من جسيمات و بروتينات . و أصبحت الخلية في حالة من الحرب كأنها دوامة لن تنتهي أبدا
و نتيجة القتل العشوائي و الجائر أصيب المسؤلون و التابعون بحالة ذعر و إكتئاب و إنعزال فأمروا بتنشيط حالة الإنتحار الجماعي و تم قتل كل صناع القرار و المسؤلون و التابعون و أصبحت وحدة القتل و الترصد تقتل نفسها فإنتهت و هدأت الحرب و النيران و أصبحت الخلية هادئه بلا حياة
فظهرت الأوامر السرطانيه من جديد من بين الحطام بإكمال الإنقسام و الخلايا المجاورة تتساءل كيف إستطاعت السلطة الجديدة أن تخترق النظام و كيف إستطاعت أن تختبئ من القتل و الحرق و من ساعدها و كيف ستكون العاقبه . و ظلت كل خليه بحالها و ظنت أن التدمير لن يصل إليها و ظلت تتسائل و بعضها أرسل إشارات إستنكار و إدانة للقتل و الحرق و إستقبلها السرطان . و لكنه صمت و توعد . فالدائرة ستدور و الطفرات ستصيبهم و سيظلوا يتسائلون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق