الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

حصان طروادة و الميتوكوندريا المتوحشة


زمان زمان زمان من ملايين و ملايين السنين كان فيه بكتريا عايشه لوحدها و مفيش حد معها و مش لاقيه حد تنكش فيه و لا تقضي وقت معاه أو تقضي عليه . بكتريا وحيده ملهاش قريب و لا حبيب . محصورة و محبوسه داخل نفسها . بس عندها قوة داخليه مش موجوده عند أي كائن آخر . تمتلك جهاز غير موجود في الوجود و لو إنتشر سيغير مجرى العالم و ستنقلب الموازين

إستطاعت هذه البكتريا عمل جهاز كيميائي تستخدمه لحرق السكر مع الهواء و إنتاج حرارة و طاقة كيميائية . إستطاعت تكوين شئ سيتحكم في الحياة و سيتحكم في كل الكائنات . هذه البكتريا الوحيده تطورت إلى قوة كبيره جدا و كل الكائنات ستأتمر في النهاية بقوتها

أطلقت على الجهاز الكيمائي الجديد - إسم الميتوكوندريا - و لم سيتطع أي كائن حتى هذا الزمان فك شفرته و لا حتى عمل جهاز يشبهه و لشدة إحتياج الكائنات لهذا الجهاز - و لشدة وحدة هذه البكتريا - فقد تم إجبار جميع الكائنات على إدخاله في جميع خلاياهم - بإرادتهم طبعا - و من لم يوافق طواعية سيمنع من الطاقة و من الحياة

و مع تقلب الزمان و حدوث ثورات عليها لرفض الكائنات فكرة السيطرة الكامله عليهم و إدخال الجهاز الجديد في جميع خلاياهم ، كادت تنتهي جميع سلالات هذه البكتريا الغاشمة و تموت . و مع إقتراب النهاية المدمرة إستقرت فكرة شيطانية متوحشة في وجدانها ، إستقرت على إستحداث مكان لها داخل الجهاز الجديد - مكان يجعله كحصان طروادة - تستطيع من خلاله الدخول إلى جميع خلايا الكائنات و إنتاج طاقة لهم و لكن في الحقيقة هي إمتلكتهم و لكن من داخلهم - و بدون علمهم - و تستطيع في أي وقت أن تنهي حياتهم . و في الوقت المحدد ، ستخرج من ميتوكوندرياتها و تغزو الخلايا - داخليا - و تحولها إلى خلايا مجنونه ، سرطانية ، و لكنها تابعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق