التضحيه ... متعه أم حزن

في ناس بتبقى مضحيه ، عندها إستعداد للتضحيه بحياتها و بوقتها و بفلوسها من أجل أشياء كثيره تسعدها . بس الناس ده مش بتجد متعه في نتيجة تضحيتها . الناس ده بتتلذذ بالتضحيه نفسها ، بشعور التضحيه نفسه

زي الرجل البخيل مثلا ، تلاقيه بيضحي بحياته علشان يجمع المال و بيلاقي متعته في جمع و تكديس المال . و معندوش أي هدف تاني في حياته غير جمع المال . و نفس الكلام ينطبق على النساء المضحيات .تلاقيهم بيضحوا بنفسهم لأولادهم مش علشان صحة و تعليم الأولاد و لكن بسبب حب شعور التضحيه و الإستمتاع به . ونفس الكلام تلاقيه عند الناس إلي بتحب السلطه ، بيستمتعوا بوجود السلطه مش من تطبيقها فبيضحوا من أجل إحساس السلطه مش أكثر

الفكره هنا إن التضحيه دائما بيصاحبها ألم و القلق و إكتئاب . و محبي التضحيه ناس مش بتقدر تعيش من غير دموع . فبيبقى عندهم إنجذاب كلي للكآبه . المتعه عندهم هو حب الأسى و الحزن و التضحية

التحول و التغير

من المعروف و الطبيعي أن الخلية الحية بتتخصص في وظيفة محدده بتفضل فيها طول عمرها . الوظيفه ده مش بتختارها و لكنها بتتواجد في وسطها و بالتالي بتعمل عملها في صمت

دا إلي موجود في كل أنواع الكائنات الحية و لكن الخلية النباتيه بيكون لها شأن مختلف . فمن أغرب المميزات للخلايه النباتيه أنها تمتلك القدرة على تغير نوعها و وظيفتها و لكنها طبعا لا تمتلك إرادتها فالتغير يكون بناء على رغبة من النبات كله لحل مشكله معينه

يعني تلاقي خليه عادية مسؤولة عن نقل الماء مثلا ممكن تتحول إلى خليه خشب أو حتى خلية ورقه . و ممكن كمان ترجع تاني من الخشب إلى خليه عاديه في عملية عكسية نتيجة رغبة من النبات نفسه

طبعا التغير إللي بيحصل في نوع الخلايا بيكون تحت تأثير الهرمونات النباتيه زي الأوكسين و السيتوكينين . و التحكم في تغير النوع بيمر بعملية معقدة تبدأ من إختيار الخلية و وضع علامة عليها ثم تشغيل الجينات للنوع الجديد و غلق جينات للنوع القديم . عملية التحول ده بتكون فردية و بشكل هادئ

التغير النوعي هنا بيسمى transdiffrentiation و الرجوع في التغير بيسمى dedifferentiation

التيراتوما ... السرطان البشع

مش بس تعتبر التيراتوما teratoma من أنواع السرطان و لكنها أيضا تعتبر سرطان مشوه . يعني عباره عن جنين سرطاني معيب و غير كامل النمو و الأعضاء داخله في بعضها بطريقه مقززة . كلمة تيرا tera باليونانيه بمعنى وحش و oma بمعنى نمو ، يعني النمو المتوحش . تخيل قديما كان دا إسم المرض

و النوع ده عباره عن كيس جنيني يحتوي على أعضاء مشوهة و متوحشه في شكلها و مش هتبقى عارف هي بدايتها فين و نهايتها فين يعني ممكن تلاقي فيها شعر و أسنان في مكان واحد أو عضلات و جلد ممزوجين مع بعض أو عظام و عيون في شكل متوحش واحد

التيراتوما مرض سرطاني بشع - منكن يكون حميد على فكره - ممكن يظهر في أي مكان في الجسم ، بيظهر عند الرجال و السيدات و عند كبار السن و كمان صغار السن . مرض عجيب جدا

الإنجذاب ... نافذة العين و أعراف العقل

عملية القبول المبدئي لإختيار شريك لحياتي بتكون بالعين ، يعني أشوف إنسان ، أشوف هيأته و لبسه ، أشوف إهتمامه بنفسه و بنفسيته فأقبله أو أرفضه . الإنطباع إلي هيسيبه معايا لما ينتهي اللقاء بإختصار أتمنى أشوفه تاني أو أتمنى أجري أنط من الشباك

عملية الإنجذاب بقى موضوع تاني ، بتكون فكريا . لازم أتكلم معاه ، أسمع صوته ، أراقب حركاته ، أغوص جوا أفكاره ، أعرف حدوده و أقيس معايره و أتأكد من تقاليده و أعرافه

ومن تنجذب له فكريا سيكون جميلا في عينيك . فالجمال عباره عن إحساس عقلي و شعور وجداني . الجمال مش تناسق ملامح الوجه و لا ألوان ماشيه مع بعضها

الفكره هنا أن العين هي أول طريق الموافقه بس الحياة الحقيقية بتبدأ من تلاقي أفكارنا و أعرافنا . نافذة الحياة زجاجها شفاف و مقابضها أحرف و أعراف

أب و أم للولد / أب و أم للبنت

الأب هو أب للولد و للبنت ، و الأم هي أم للولد و للبنت . و الطبيعي إن نظام التربيه و التنشئه بيكون متساوي و متوازن بين الولد و البنت

الفكره بقى إن الأب و الأم دائما بيكون عندهم مشاعر حب و قوة و شجاعه بتكون موجهه بطريقة غير صحيحة . يعني تلاقي أفعال الأب و الأم الموجهه للولد بتتسم بالصلابه و القسوة في التعامل . و بيكون عندهم أفكار لتحديد مستقبله و بالتالي بيحضروه لمواجهة الصعاب و التحديات . و الغريب إنك تلاقي أب البنت و كمان أمها بيكون عندهم مشاعر عجز و حزن ناحيتها ، و أفعالهم بتتسم بالخوف و العطف . و مش بيكون عندهم مشاعر تحدي للمستقبل غير لتحضيرها بس للزواج

و بالطريقه ده تلاقي جيل من الأولاد و البنات فاهمين أدوارهم بطريقه غير صحيحه ، تلاقي الولد فاهم إن الصلابه و القسوه هما أساس مواجهة الدنيا و البنت فاهمه إن ملهاش غير الضعف و الحزن و الأسى و بيت جوزها

فلسطين ... سلطة الإحتلال ... قبول و إستمرار

سلطه الإحتلال هي سلطة القوة عند أفراد معينة ، عن طريق أفراد حاكمه بيكون لهم القوه و المال ، و بيكتسبوها من أفراد محكومين عندهم الضعف أو الفقر أو الخوف

قبول السلطه من الناس يعتمد على عاملين هما الخوف من القتل أو مكاسب تأتي من وراء السلطة

إستمرار السلطه موضوع آخر ، و دا بيحصل بالفرض و بالقسوه و العنف و بيكون متوجه للبالغين أما للأطفال فقبول الإحتلال بيكون بالتعود و الطريقتين بيتم تنفيذهم عن طريق خطوات صغيره حتى يحصل تقبل و إندماج كامل لقبول السلطة من البالغين و الأطفال

الفكره هنا و الغريب في الطريقه التانيه لإستمرار السلطه لأنها بتعتمد على عملية التوريث يعني تلاقيهم مقهورين و متبهدلين و مشردين و جعانين و بيعلموا أولادهم الموافقه على القهر و الذل و التشرد و الجوع

و تستمر الحكايه

نمو نباتي هادئ

النمو الطبيعي للزرع بيكون عن طريق مجموعه من الخلايا الموجوده في أعلى نقطه في الساق - ميرستم - هي المسؤولة عن تحديد إحتياج الزرعه للنمو الطولي أو العرضي و كمان المسؤولة عن تنظيم الهرمونات بين التوريق أو التزهير أو السكون . طبعا أي نمو فوق الأرض بيوازيه نمو تحت الأرض ، للجذر يعني

هنا في عوامل خارجية أساسيه في تحديد مواعيد النمو و مقداره زي الشمس و درجة حرارة الهواء و كمية الماء و مقدار السماد . طبعا النمو بيتأثر جدا بفترة تعرض الزرعه لأشعة الشمس و درجة حرارة الجو ، يعني الفرق بين ساعات الصبح و الليل . و ده أوقات بتكون محدده بدقه مع شهور السنة القبطية

كل عضو في النبات بينمو بطريقته ، الساق و الأفرع و الجذر و الأوراق و الأزهار و الثمار ، و لكن كله لازم ينمو في إطار ثلاثي الأبعاد . و دا موضوع مش بسيط

الفكره هنا أن معرفه وقت النمو و نوعه في الزرع بيخلينا نتحكم في شكل الزرعه يعني لو عاوز طول و عرض زياده ، إمنع التزهير . و لو عاوز تزهير سريع ، تحكم في نمو الجذر . و طبعا كمية الماء سر كبير . هي عبارة عن إدارة بس هتكون مبينية على علم و فهم علشان النمو يكون بهدوء

حصان طروادة و الميتوكوندريا المتوحشة

زمان زمان زمان من ملايين و ملايين السنين كان فيه بكتريا عايشه لوحدها و مفيش حد معها و مش لاقيه حد تنكش فيه و لا تقضي وقت معاه أو تقضي عليه . بكتريا وحيده ملهاش قريب و لا حبيب . محصورة و محبوسه داخل نفسها . بس عندها قوة داخليه مش موجوده عند أي كائن آخر . تمتلك جهاز غير موجود في الوجود و لو إنتشر سيغير مجرى العالم و ستنقلب الموازين

إستطاعت هذه البكتريا عمل جهاز كيميائي تستخدمه لحرق السكر مع الهواء و إنتاج حرارة و طاقة كيميائية . إستطاعت تكوين شئ سيتحكم في الحياة و سيتحكم في كل الكائنات . هذه البكتريا الوحيده تطورت إلى قوة كبيره جدا و كل الكائنات ستأتمر في النهاية بقوتها

أطلقت على الجهاز الكيمائي الجديد - إسم الميتوكوندريا - و لم سيتطع أي كائن حتى هذا الزمان فك شفرته و لا حتى عمل جهاز يشبهه و لشدة إحتياج الكائنات لهذا الجهاز - و لشدة وحدة هذه البكتريا - فقد تم إجبار جميع الكائنات على إدخاله في جميع خلاياهم - بإرادتهم طبعا - و من لم يوافق طواعية سيمنع من الطاقة و من الحياة

و مع تقلب الزمان و حدوث ثورات عليها لرفض الكائنات فكرة السيطرة الكامله عليهم و إدخال الجهاز الجديد في جميع خلاياهم ، كادت تنتهي جميع سلالات هذه البكتريا الغاشمة و تموت . و مع إقتراب النهاية المدمرة إستقرت فكرة شيطانية متوحشة في وجدانها ، إستقرت على إستحداث مكان لها داخل الجهاز الجديد - مكان يجعله كحصان طروادة - تستطيع من خلاله الدخول إلى جميع خلايا الكائنات و إنتاج طاقة لهم و لكن في الحقيقة هي إمتلكتهم و لكن من داخلهم - و بدون علمهم - و تستطيع في أي وقت أن تنهي حياتهم . و في الوقت المحدد ، ستخرج من ميتوكوندرياتها و تغزو الخلايا - داخليا - و تحولها إلى خلايا مجنونه ، سرطانية ، و لكنها تابعة

إتنين في واحد ... إمتزاج وليس إمتلاك

في الجواز ، بيتحول الطرفين من كونهم اتنين الى واحد ، روحين بقت روح واحده ، مستقبلين بقى مستقبل واحد ، فكرين بقى فكر واحد . حتى وقتين بقى وقت واحد . الطرفان يتعاملوا مع كل الأحداث اليوميه كأنهم شخص واحد . وكمان يطلبوا من العالم كله انه يعاملهم كشخص واحد

إمتزاج بيحصل بين الطرفين ، في حياتهم و أفكارهم و وقتهم . ذوبان للحدود بينهم ، حدود الروح و الجسد . و دا مش إمتلاك ، لأن الإمتلاك معناه الإجبار و العبودية . الإمتلاك شعور ناقص ، و مولد للغيره والشك . شعور معناه القلق و الخوف على فقد ما نملك . ودا العكس تماما من الغرض الأساسي من الجواز هو الشعور بالأمان و الاطمئنان

ميول طبيه

لو الاولاد عندهم ميول طبيه ، أو انت عاوز تدخل معلومات طبيه في ثقافتهم ، مسلسل #operation_ouch ، من أحسن مسلسلات الأطفال إلي بتعلمهم الطب و بتعلمهم جسم الإنسان . المسلسل بيعلمهم ازاي جسم الإنسان بيشتغل و بيتعامل مع الأمراض و الكسور و بتربي فيهم المعني الطبي و طرق العلاج المختلفه

المسلسل بيربط بين الكيمياء و الفيزياء و الأحياء و الرياضيات ، بصورة مبسطه جدا جدا ، بتخلي الأولاد يفهموا حاجات أساسية في جسمنا . زي إزاي بنبلع مثلا ، إزاي بنعالج كسر في العظام ، و أزاي العضلات بتتناسق مع بعضها ، ايه هي الهرمونات و ازاي الأعضاء بتستجيب و تتعامل معاها

الفكره عباره عن طبيبين بيواجهوا في شغلهم أطفال بيعانوا من أمراض ، أو كسور ، أو جروح و هما بيشرحوا الحاله و بيوضحوا طرق مختلفه للعلاج و إيه مميزات و عيوب كل طريقه . و بالتالي تلاقي الطفل بيبفكر في أساس المشكله و إزاي يعالجها و كمان طرق الحمايه منها

المسلسل بيأصل لفكرة الرعاية الطبيه و أهميتها ، و بيأكد على قدرتنا على التعامل مع الأمراض و قدرة الجسم على علاج نفسه الأول قبل طلب المساعده . المسلسل بيعطي فكره للأطفال عن أهمية فهم المرض و إزاي تتصرف و إيه هي حدودك الي تتحرك فيها

هتلاقي المسلسل كامل على قناة سبيس تون على اليوتيوب بالعربي و الإنجليزي

الحضاره و العنف الثقافي

ليه الناس إلي عايشين في مجتمعات متحضره بيكونوا أكثر إكتئابا من إلي عايشين في مجتمعات بدائيه أو بسيطه

هو إيه إلي بيخلي الناس تتجه لتعقيد الحياه و تنظيم أسلوبها و كمان فرض هذا التعقيد على الأطفال ليتعلموه بالقوه و الفرض

ليه العقوبات البدنيه و النفسيه بتزيد مع زيادة العلم و الثقافه . مع أن المنطق هو العكس . هل العلم مفروض بالقوه أم هو يستطيع إجتذاب المريدين فقط . وهل مطلوب من الطفل أن يتخطى طبيعته الطفوليه حتى ينضج سريعا و يتعلم كيف يعيش في المجتمع المثقف و المتحضر

العنف الثقافي بيخلق ناس من غير ضمير و بيخلق مجتمع خشن و غبي

التسميد الورقي ... حل سحري خارج الصندوق

في أوقات بكون محتاح ألحق الزرع بتاعي من أضرار بيئية خارجيه شديدة عليه و مغصوب عليها ، زي التقلبات الجوية من برد و حر أو هبوب رياح سريعه أو محملة بأتربة . ساعتها لو ملحقتش الزرع و سبته فالعوامل الخارجية هتكون السبب في إجهاده و فقدان كل طاقته على المقاومه و في الآخر هيموت مني

و بالتالي الحل بيكون في نوع من التسميد بيكون مش للتغذية و لكن للحماية و بيكون عن طريق إعطاء المغذيات مع العوامل الخارجية المتقلبة - في نفس الوقت يعني - برش السماد الذائب في الماء على الأوراق الخضراء للزرعه ، سماد بكميات بسيطة بس مهمه . و هنا الزرع هيمتص من أوراقه و ليس من جذوره و ده تعتبر طريقه خارج الصندوق و مش متعود عليها الزرع

طبعا الموضوع هيعالج المشكله بطريقة أسرع و لكن تأثيرها لا يدوم طويلا لأن المواد الأساسية أو الثانوية بتدخل للنبات من خلال فتحات التهوية الموجوده في الأوراق مع الماء و لكن التحدي الأساسي هنا إن دخول المكونات من الورقه ممكن يفشل لأن الماء بيتطاير - أو يتجمد - بسرعه من على سطح الورقه و خاصة وقت الإجهاد

علشان كدا يفضل إضافه ماده لاصقه - سحرية - بتكون عباره عن وسيط بين سطح الورقه الشمعي و الماء الذائب فيه المكونات - الماده ده إسمها التريتوين - بتمسك في سطح الورقه و كمان بتمسك في الماء و بتخليه على سطح الورقه أطول فتره ممكنه

قصة سرطانية لها مراره مش هتصدق حقيقتها

في أواخر سنة ٢٠١٠ دخل ولد إسمه أحمد عنده ١٥ سنة تقريبا الميتشفى . الولد كان طويل و رفيع جدا . جاله سرطان عظم في عظمة الفخذ . و لما إتحجز البروتوكول العلاجي بيقول بتر الرجل الأول و بعد كدا يبدأ كيماوي . و الولد جاي مع أبوه المستشفى

و علشان هو يعتبر طفل فكان الحجز بتاعه في عنبر الأطفال فقلنا للأب لازم أمه أو واحده ست تقعد معاه علشان الجناح كله أمهات فقال إنه منفصل مع الأم . و الأم مسافره برا مصر بتشتغل . فكان الحل إن الولد هيتحجز على سرير كبار في عنبر الرجال و أبوه يقعد معاه

الولد دخل العمليات و رجله تم بترها و بعدها دخل الرعاية لحد ما حالته تستقر . في الرعاية جاله ميكروب - VRSA - مقاوم لأنواع كثيره من المضادات الحيوية و كان المضاد الحيوي الوحيد إلي ينفع معاه إسمه linezolide و مكنش موجود ساعتها في المستشفى . و على الأب إنه يشتريه من برا

فقلت للأب عاوزين نشتري الدواء و كان ساعتها إسمه التجاري زيفوكس zyvox و كانت الجرعه الواحده ب ٢٠٠ جنيه تقريبا . و الجرعه المكتوبه للولد كانت ٣ جرعات يوميا لمده ١٠ أيام يعني عاوزين حوالي ٣٠ جرعة ب ٦ ألاف جنيه . فالأب قال ماشي خلينا نشري يوم بيومه . المهم ، جبنا ٣ جرعات لأول يوم

تاني يوم رحت للأب علشان نجيب باقي الجرعات لقيته مش موجود مع الولد ، كلمته في التلفون ، قالي يا دكتور هو مفيش غيري تاخذ منه فلوس ، حقيقي مبقتش عارف أرد عليه . قلتله أمال أروح لمين ، قالي بكل وضوح ، روح لأمه . أصلها مسافره و هي إلي بتصرف عليه و أنا براعيه و باخد بالي منه . قلتله خلاص كلم أمه تبعت . قالي مش لازم دا هي جايه من السفر بكرا . ماشي دا بكرا ، طب خلينا في النهارده ، هنعمله إيه ........... قفل السكه و مردش تاني أبدا

كلمت الدكتوره المسؤولة عنه و قالت خلاص ندي مضاد حيوي تاني - vancomycin - بس هنزود الجرعه لحد ما أمه تيجي و تجيب الدواء

ثالث يوم صباحا ، الأم وصلت بشنط السفر أصلها جاية من المطار على المستشفى علطول ، قلنا الحمد لله . يا أم أحمد إنت تعرفي موضوع الدواء قالت أيوا أبوه كلمني . إتفضل يا دكتور خذ الغوايش ده بيعها و هات بها الدواء لأني مش معايا فلوس مصري ما أنت عارف أنا لسه جايه من المطار . طبعا قلتلها مش هينفع ، أنت روحي بيعيهم و كلميني من الصيدلية علشان أقول للدكتور إسم الدواء . و الأم مشيت و أخذت معاها شنطها كلها

عدى ساعتين ، ثلاثه ، أربع ساعات و لسه مجتش و معاد الجرعه هيعدي . كلمتها في التلفون ، مش بترد . طلبتها تاني و تالت ، قامت قفلت التلفون . يا نهار مش فايت . مبقتش عارف هنعمل إيه . قمت مكلم الأب و طبعا مش بيرد عليا . كلمت عم الولد ، رد عليا و قالي هجيب فلوس و هجيلك المستشفى .... و طبعا طبعا مجاش

طب هعمل إيه ، كلمت كل أصحابي إلي موجودين في الشفت و لميت تمن جرعتين و كلمت صاحب الصيدلية فإتبرع بالجرعه الثالثه . الحمد لله يوم كمان أحمد هياخذ دواه

رابع يوم رجعنا للدواء الضعيف من تاني و طبعا إستجابة الولد للمضاد الحيوي ضعيفه جدا و الولد بدأ يسخن من تاني . و المره ده ضغطه وطي و بدأ لونه يصفر و يدخل في حالة توهان

على اليوم السادس جاله تسمم دم و مات

و المصيبة الكبرى إن إحنا مش عارفين نكلم حد علشان يأخدوه ، محدش بيرد علينا خالص لا الأب و لا الأم و لا العم . و بعد ٣ أيام في الثلاجه أخيرا العم رد عليا و إتفاجئ و تاني يوم جه الأب و الأم مع الأقارب و الجيران و الأصدقاء و أخذوه

كله بخل على علاجه ، أبوه و أمه و عمه ..... ربنا يرحمه

بتونس بك

في الأول و في البدايه تلاقي الشريكين بيتكلموا مع بعض في كل حاجه . عن نفسهم وعن يومهم ، عن سعادتهم و تعاستهم. عن الأحلام و الأماني . وبعد سنين مش كثيره تلاقيهم بيتكلموا عن الحياه الخارجيه عنهم و عن مجريات الأحداث

وتدريجيا التحاور بيقل ، مش نتيجه ملل أو زهق من الطرف التاني . لا ، نتيجة العشره . خلاص إحنا الاتنين فاهمين بعض وعارفين تفكير بعض . وهنا التحاور مش بيكون لفظي ، يعني إحنا ممكن نتحاور بس من غير كلام

بعد سنين في الشراكه تلاقيهم وصلوا لمرحله عاليه من الحضور . يعني حاضر في خيالي وفي مشاعري . مجرد حضور الطرف الآخر في المكان بيعطي للتاني شعور بالأمان . هنا مش لازم نتكلم ، بس مجرد ما أسمع صوت حركته أو الكركبه بتاعتها بحس بالإكتمال و السعاده . و زي ما قالت الست وردة ... بتونس بيك و إنت معايا

الطفل بين الإنضباط و القولبه

الإنضباط سلوك تربوي ، بيتعلمه الطفل أثناء التنشئه و بيكبر عليه . بيبقى عباره عن كبح لطاقه الطفل و في نفس الوقت تهذيبه . تعليم الإنضباط محتاج أباء و مدرسين عندهم طولة بال و عندهم حسن خلق لأن لو إتفرض الإنضباط بطريقه فيها عنف هتنتج شخصيات منحرفه

الإنضباط مختلف عن عملية القولبه . القولبه هي عمليه فرض سلوك جمعي واحد على الأطفال ، يعني تخلي الطفل يعمل سلوك معين زي باقية الأطفال . في كذا نوع للقولبه زي مثلا قولبة للسلوك ، قولبه لطريقة الكلام ، طريقة الحركه ، الأكل و الشرب . عملية القولبة لا تهدف إلى التهذيب زي الإنضباط ولكن تهدف إلي تمثيل الإنضباط و خاصة داخل مجتمع القولبه و دا من الأخطأ التربوية الخطيره الي ممكن تحصل سواءا جوا البيت أو جوا المدرسه

الفكره الثانيه هنا هي معاملة و معاقبة الأطفال الي بيرفضوا الإنضباط أو بيرفضوا القولبه بطريقة عنيفه و شرسه . هنا الأطفال المعاقبين هتتحول شخصياتهم إلي شخصيات مرفوضه او على الأقل غير سوية او منحرفه . هيتولد عندهم نوعين من الشخصيات ، إما منطوية خاضعه معزوله و لما تكبر تتحول لشخصيات ثورية متمرده ، أو شخصيات صارمه جدا ولما تكبر تكون كارهه للمجتمع

الطباع ... ترقيق أم ترقيع

الطبيعي أن عمليه التقويم علشان تكون مقبوله إجتماعيا تكون نابعه من جهة فرض و سلطه . جهة شرعيه و مقبوله بين الناس بالإجماع وغرضها الأساسي هو إزالة الطباع السيئه و الحث على الإلتزام بالقواعد و القوانين زي المدرسه أو الهيئات الإصلاحية

هنا بقى في طريقتين للتغير ، إما بإستنكار الفعل و اللوم و النبذ و بالتالي يكون الغرض من العذاب هو تعديل السلوك السيئ و بمعنى تاني محاوله ترقيق الطباع فيتكون إنسان يفهم مشاعر العنف و تأثيرها و نتيجتها و بالتالي يتحول لإصلاح نفسه قبل إصلاح مجتمعه

و الطريقه الثانيه هي بالتفنن في التعذيب و التمادي في العنف و يكون المبدأ البقاء للأقوى و بالتالي يتكون إنسان قاسي ، جاف ، و عنيف ولكنه خائف في نفس الوقت ، بمعنى تاني حصله عمليه ترقيع للطباع يعني إنسان يريد الإنتقام من المجتمع ولكنه لا يستطيع بسبب خوفه وقلة حيلته

إدارة نباتيه أساسها الفراغ

لما تيجي تبص لأي زرعة من بعيد تلاقي قوامها ممشوق و رافعه رأسها و واصله للسماء . ملكه في نفسها ، تلاقيها سانده نفسها و شايله كمان معاها الفروع و الثمار

بس لما تبص بقى عليها من جوا ، جوا أوي . تلاقي كل خلية في الزرعه فيها فراغ كبير أو فجوة كبيره . كبيره لدرجه إنها بتوصل إلى ٩٩٪ من حجم الخلية . يعني مجوفه من جوا ، خاوية مفيهاش غير شوية نشا و دهن

طبعا الفجوات ده لازم تكون موجوده علشان تعمل وظيفة أساسيه للزرع ، بتكون مسؤولة عن إحداث ضغط داخلي كبير مسؤول عن توازن النبات و مواجه الرياح و الإنثناءات و كمان مكان لتخزين الغذاء . وكل ما الزرعه تكون فجواتها قليلة و مفيهاش خزين ، يكون النبات ضعيف و هزيل و سهل كسره

خلايا سرطانية سابحة و مفكرة

الخلايا السرطانيه علشان تقدر تتحرك و تروح لمكان تاني علشان تقعد فيه و تنتج خلايا تانية هتكون محتاجه تدخل الدم و تسبح فيه ، بس الفكره هنا إزاي هتقدر تضحك على خلايا المناعه الي بتمشي في الدم

الطبيعي إن مفيش خلايا موجوده في الدم غير خلايا الدم ، يعني مفيش خلية من الملية مثلا تقدر تدخل الدم و تمشي فيه و تسبح كدا بحرية . خلايا المناعة هتقف لها بالمرصاد و مش هتتفاهم حتى معاها ، هتنهي حياتها فورا و بدون سؤال

إنما بقى إزاي الخلايا السرطانية بتقدر تهرب من المناعه الطبيعية و هي ماشية و تسبح في الدم . دا سؤال مهم جدا و إجابته حاجة غريبه جدا برضه

العلماء إلي درسوا الموضوع ده قالوا أن الخلايا السرطانية بتستغل الدم نفسه علشان تعرف تستخبى جواه . يعني بتقدر تحيط نفسها بعدد كبير من الصفائح الدموية و تستخبى جواهم و تمشي . فخلايا المناعة بتشوف الصفائح بس و مش بتشوف الخلية السرطانية إلي جوا

و الطريقة الثانية الأعجب هى أنها بتتخلى عن السيتوبلازم بتاعها و تخلي حجمها يصغر جدا جدا فتعرف تفعص نفسها و تدخل بين خلايا جدار الأوعية الدموية و تتحرك لحد ما توصل للمكان المناسب لها

و لكن يبقى السؤال و هو كيف تعرف الخلية السرطانية المكان المناسب فتستقر و تتكاثر

عنصرين و شراكة حيوية

تأسيس البيوت بيبقى محتاج شريكين . راجل و ست . راجل عارف دوره و إمكاناته و كمان ست عارفه دورها و إمكاناتها . و كل واحد بيشارك في تناسق و تناغم مع التاني

الحياة في البيوت عامله زي الكيمياء ، عناصر و تفاعلات و نتائج . شريكين بيكون بينهم روابط قويه . المفروض إنها قويه ، و بتبقى أقوي مع الوقت

شراكة البيوت هي شراكه حيوية ، شراكه ينتج منها حياة . شراكة عطاء و تبادل

هو شجاع ، هي جميله

لو قلنا ان في أربعة أنواع من الصفات المهمة لتربية الأطفال ، هيكونوا : صفات جسدية ، صفات إنفعالية ، صفات ذهنيه ، و صفات إجتماعيه

هتلاقي إن المجتمع بيفرض على الطفل الذكر إنه يكون قوي جسديا ، له إنفعالات حاده ، صاحب ذكاء ذهني ، منفتح و مستقل و رياضي إجتماعيا. و العكس تماما للبنت ، يعني بيفرض عليها تكون ضعيفه و رشيقه جسديا ، مؤدبه و مهذبه إنفعاليا ، صاحبة سذاجه ذهنيا ، و إنطوائيه و تابعه إجتماعيا

وبالتالي تلاقي الصفات الذكورية بتدي الأولاد قيمة و مكانه عليا بناءا على معطيات القوة و الإحتمال ، و الصفات الأنثوية بتدي البنات مكانه دنيا بناءا على معطيات الجمال و الشياكه . و دا مرفوض تربويا لأن تكوين الأسر و إنجاب أطفال و تربيتهم بيبقى محتاج صفات موحده في الولد و في البنت زي صفات القوة و الإحتمال و الذكاء و الإستقلال و التهذيب ، و مش محتاج رشاقه و لا إنطوائيه و لا سذاجه

فن ... تأمل و موسيقى

إن الموسيقى هي وحدها بين الفنون التي تستمتع بنفسها ، أما الفنون الأخرى فتحتاج لشهود . مقوله لجان مارمونتيل

من أكثر المتع إلي بستمتع بها فعلا هي متعة التأمل ، التأمل في خلق ربنا ، في مجده على الأرض و في السماء ، خلقه للحياه ، للحركه ، للهدوء ، للترابط و التكامل بين مخلوقاته الحي منها و الميت

فكرة الأبدية و الخلق و الامحدود ، الحجم الامتناهي الكبير جدا و الصغير جدا ، المركزية و الأصل ، الحياة في الحياة ، و الموت في الحياة ، الأصغر في الأكبر ، و الكل في الروح . دوائر في دوائر . و الخالق عليم و قدير

كل متعة من ده لها موسيقاها الخاصه . لها أوتارها و أصواتها. صوت الهواء ، صوت الماء ، تحرك الرمل ، صوت الشجر و الزرع ، صوت الحياة . كل صوت وكل تردد هو فن في ذاته . وتداخلهم مع بعض هو قمة الفن